التانغو الأخير في باريس ، العاصفة السينمائية التي لم تهدأ


التانغو الأخير في باريس ، العاصفة السينمائية التي لم تهدأ

 

عندما ، يثير فيلم سينمائي عاصفة من ردود الفعل في بلد محافظ أو متخلف ، فهذا أمر عادي ،،، ولكن عندما يفعل ذلك فيلم في قلب أوروبة ، فذلك حدث استثنائي . التانغو الأخير في باريس . هو الفيلم العالمي الوحيد الذي اثار عندما أنتج عام 1972 عاصفة من الرفض ، بداعي ، خدشه للحياء العام . كما قال المعترضون . الذين استطاعو وبأمر من المجمة العليا في إيطاليا أن يحرقوا كل نسخه في إيطاليا . المعترضون على الفيلم لم يكون فقط من خارج الوسط السينمائي . بل كان بطل الفيلم مارلون براندو أحد أهم المعترضين والذي تبرأ من الفيلم بمجرد عرضه . واستمرت عداوته مع المخرج برتولوتشي عقودا من الزمن . الفيلم فيه الكثير ما يمكن أن يتحدث عنه ، وهو حتى اللجظة من الأفلام التي يمنع عرضها عربيا ، بشكل رسمي ، بل إن غيطاليا لم تعرضه إلا بعد مرور مدة 15 عاما على إنتاجه . تقول عنه الغارديان . بيرناردو بيرتولوشي والتانغو الأخير في هوليوود بعد الإصابة في ظهره التي تركته مقعداً على كرسي متحرك، تملكت المخاوف بيرتولوشي خشية عدم تمكنه من الإخراج السينمائي مستقبلاً، واليوم وبعد مضي عشرة أعوام من فيلمه الأخير، يعود الى العمل بحماس قائلاً: (انها حرية واسعة منحت لي بالعودة مجدداً الى إخراج الأفلام، وكنت أفكر في الأعوام الثلاثة التي مضت باستحالة هذا الأمر، وآلة التصوير العائدة لي قد تسلل إليها الصدأ في كهف منسي، وها أنا أعود إليها وأحملها الى الخارج.

لقد مضى عقد من الزمن على فيلمه الأخير الذي أنجزه تحية لانتفاضة طلاب فرنسا في عام 1908، بعنوان (الحالمون).

وقد مضت الأعوام الأخيرة، وهو يتلقى الجوائز من كل مكان تكريماً لمنجزاته السينمائية، التي أنجزها في الأعوام الـ 50 الماضية، (من مهرجان كان والأكاديمية الأوربية للسينما والمعهد البريطاني للأفلام).

وفيلم بيرتولوشي الجديد، يتناول أحداث رواية، نيكولو أمّا نثي، التي تتحدث عن صبي في الـ 14 من عمره، منعزل ووحيد، كانت رغبته بتمضية أسبوع، منفرداً في قبول منزله قد تلاشت مع ظهور شقيقته البدنية القصيرة التي تكبره سناً.

وهذا الفيلم مثل سائر أعماله، يبدو وكأنه جزء من انعكاسات عن حياة المخرج، على الرغم من انه اكبر من بطل فيلمه بـ 60 سنة ويتحدث عن هذا التشابه قائلاً: (كنا نتحدث عن إحساسي بأنني كنت في الأعوام الماضية مختفياً في كهف خرجت منه.. أي انه هناك ضوء في النهاية).

وعودة الى حياته السابقة نجدها صاخبة، وخاصة بعد فيلمه، (التانغو الأخير في باريس) عام 1972 والضجة التي أثارها، حول علاقة بطلها (مارلون براندو) بالمراهقة (ماريا شنايدر) وقد أمضت شنايدر (المتوفاة عام 2011) حياتها تدافع عن كيفية تقديم المرأة في الأفلام بشكل جيد، وفي ايطاليا تم حرق كافة النسخ الموجودة للفيلم بأمر من القضاء العالي، وصدر حكم بسجن بيرتولوشي أربعة أشهر (مع تعليق الحكم) ولم يعرض ذلك الفيلم في موطنه إلا في عام 1987.

ويتحدث بيرتولوشي عن بطله المفضل في السينما، (الممثل الذي استمتعت بالعمل معه قد توفي، وفي المستقبل، فان الممثل الذي أتوق للتمثيل معه، فهو (مارلون براندو) وان كان حياً حتى اليوم، فسيكون عمره 90 سنة).

بدأ بيرتولوشي حياته العملية عام 1962 وهو يبلغ الـ 22 من عمره، بفيلم (الحاصد المتجهم)، ويتناول جريمة قتل غامضة، كتبها بيير باولو باسوليني صديق والده الذي كان شاعراً وناقداً للأفلام، أما شهرته العالمية فقد نالها عقب عرض فيلمه (قبل الثورة)، حيث يحارب بطله الشيوعي ضد المذهب المادي ضد موت صديقه.

ان الشيوعية والمعركة ضد الفاشية هما موضوعا معظم أعماله، وعلى الأخص فيلم 1900، الشريك و1968، متأثراً بالموجة الفرنسية الجديدة، والأفلام هذه كانت بمثابة بيانات عن أفكاره.

ويقول: ان روح الستينات وخاصة 1968 كانت فريدة من نوعها، لم أجد مثلها قط، وعبر أفلام غودارد ومقالات رولان بارت، كنا نستمد الأحلام ليوتوبيا جديدة.

ويقول : بيرتولوشي إن أصعب مرحلة في حياته كانت أوائل الثمانينات، عندما غادر الى الولايات المتحدة الأميركية من أجل الاتفاق على فيلم (الحصاد الأحمر) عن عصابات العشرينات، حيث بقيت انتظر الاتفاق على العمل، دون ان يحصل شيء ما.

وفي هذه الأيام يعيش المخرج الشهير ما بين روما ونوتينغ هيل مع زوجته الثانية البريطانية ومع حبه للسينما، فانه لا يشاهد الأفلام بشكل متواصل في دورها الخاصة، بل في البيت.

ومع التكريم الذي حصل عليه من كافة المؤسسات الفنية المعروفة، فهو سيحصل على المزيد في الأشهر القادمة، في نيويورك وفي مهرجان كان، حيث تقدم له (سعفة كان) لمجمل أعماله وأبرزها: (الثورة) عام1964، (المتطابق)، (التانغو الأخير في باريس 1972)، و(الإمبراطور الأخير) 1987، وهو فيلم ضخم عن إمبراطور في الصين ونال جائزتي اوسكار.

وللوهلة الأولى، يحس المرء عندما يقابل بيرتولوشي انه مازال يحتفظ بملامح من شبابه.

ويتحدث المخرج عن تأثره بالمخرج الفرنسي جان رينوار والذي التقاه في لوس أنجلس في أوائل السبعينات، وكان آنذاك في الـ 73 من عمره.

بيرتولوشي والشعر

يصف بيرتولوشي أعوام حياته الأولى، كونها (عالم من الشعر)، إذ كان والده شاعراً معروفاً ومؤرخاً للسينما وكان يعتقد انه سيصبح شاعراً بدوره، لكنه بعد لقائه بالصدفة مع بازوليني، تحول الى مخرج وكان آنذاك في الـ22 من عمره.

ويحس بيرتولوشي اليوم ان حياته أصبحت أضيق من قبل، على الرغم من الرحلات التي يقوم بها.

وهو قد أمضى معظم سنوات حياته في التحليل، فهل استفاد من ذلك.

ويقول مجيباً: (أجل لقد أنعشت حياتي وجعلت أعوامي خصبة وكذلك عملي، وجعلتني أرى بعمق الى الناس).







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية