عثمان جحى : يشكّل (دامسكو) صرخة حول مهنة تندثر اليوم


عثمان جحى : يشكّل (دامسكو) صرخة حول مهنة تندثر اليوم

خاص ـ آفاق سينمائية :

قدم الكاتب عثمان جحى عدداً من الأعمال الدرامية الهامة التي حفرت في الذاكرة ، وكان أحدث أعماله كتابة الجزأين السادس والسابع من (باب الحارة) بمشاركة الكاتب سليمان عبد العزيز ، في حين يتم حالياً تصوير المسلسل الاجتماعي المعاصر (دامسكو) الذي كتب له السيناريو وهو من إخراج سامي الجنادي وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ، ويتناول في محوره الأساسي حكاية تتمحور خيوطها حول مهنة الموزاييك ، ومن عمله الجديد كانت البداية في لقائنا مع كاتب عثمان جحى :

ـ كيف تعرّف مسلسل (دامسكو) ؟ يحكي العمل عن المهن اليدوية التي تشكّل روح التراث الشعبي ، فلدينا مهن يدوية تندثر اليوم في الشام ، ومن هذه المهن مهنة (الموزاييك) التي يبلغ عمرها 1400 سنة في الشام ، وانتقلت للخشب من عام 1000 ميلادي تقريباً ، وقبل ذلك كانت فسيفساء ، يتم إنجازها على الرخام والخزف ومن ثم تحولت إلى الخشب ويدخل فيها الصدف والنحاس والفضة .. وتعتبر هذه المهنة من روح الشام ، فأي سائح عندما يكون في دمشق يشتري قطعة قماش دامسكو أو موزاييك أو الحرير الشامي .

وأرى أن مسلسل (دامسكو) يشكّل صرخة لعل المعنيين يرون حلولاً لهذه المهن التي تندثر اليوم ، وبالطبع قد يكون اليوم هناك ما هو أهم للحديث عنه في ظل الأوضاع ولكن بالمقابل لابد أن نحكي عن هذا الموضوع ونطرحه عبر الدراما .

ـ كيف يمكن أن نقنع الناس بقرب العمل من همومهم وهو بعيد عما يجري (الآن) من أحداث تمس عمق حياتهم ووجودهم وسط الأزمة التي تمر بها البلد ؟ (الآن) قصة طويلة ، وأنا أحاول تجنب (الآن) لأن الصورة ضبابية بالنسبة إلي ، وهناك الكثير من الضوابط التي تحكم ملامسة هذا الموضوع ، فوجدت الأفضل أن أحكي عما أوصلنا للأزمة ، لذلك ارتأيت أن أحكي عن الأسباب أكثر من الكلام عن الوقائع التي تحدث اليوم .

ـ ولكن للأزمة تداعيات إنسانية واجتماعية واقتصادية يمكن تناولها ضمن اطار حياتي بعيداً عن تفاصيل أخرى قد تكون إشكالية !؟ هذا صحيح ، ولكنه خياري ، فلم تتشكل لدي حتى الآن الصورة العامة لأكتب عن الأزمة ، وإن كانت الدراما (لقطة) فلم أعرف بعد أين هي اللقطة الدرامية للدخول في تفاصيل هذه الأزمة ، وربما الصورة كانت أوضح لدى غيري من الكتاب .

ـ هل هناك خشية من تحول (الأزمة) كمادة درامية إلى موضة يتم استثمارها عبر ما يتم إنتاجه ؟ هي موجة قد يتم الخوض فيها ضمن ما ينتج داخل أو خارج سورية ، ولكن مرة أخرى أقول أنني لم أستطع معرفة ما هي اللقطة التي سأعالجها ، فالصورة لاتزال منقوصة ، وبرأي أن هناك موضوعات أهم ينبغي تتناولها . فدماء الشهداء ومن هم في المخيمات ومراكز الإيواء أهم من أي شيء آخر .

ـ هل نفهم علاقتك مع الكاتب سليمان عبد العزيز بأنها علاقة شراكة ؟ وإن كانت كذلك فما قوامها ؟ هي علاقة شراكة قوامها العمل ومبدؤها كتابة الورشة الدرامية ، فلكل نص ضوابطه ، ولكل عمل ظرفه ، ففي مسلسل (دامسكو) قمت ببناء الفكرة وهو كتب القصة وقمت بكتابة السيناريو والحوار .

ـ مسلسل (رابعة العدوية) إلى أين ؟ (رابعة العدوية) يقف بأرضه ، فنسرين طافش لاتزال تتاجر به وتقول أن لديها عمل اسمه (رابعة العدوية) تريد أن تشتغله ، واسمع أنها تريد بيعه ولكن ليس لدي علم أنه بيع لأحد وهي لم تبلغني بذلك ، وبالنسبة إلي فإنني في انتظار انتهاء المدة القانونية حتى نهاية العام لأعيد بيعه لشركة إنتاج مصرية ليتم إنجازه ، فإن لم يصور يكون من حقي استرداده بعد انتهاء المدة القانونية .

ـ دافعت عن التهمة التي وجهت لمسلسل (باب الحارة) في تشويهه للتاريخ ، ولكن التشويه كان عبر ارساء صورة نمطية عن الشام تنحصر في (أمرك ابن عمي ، وثرثرة النسوة) !.. إن قرأنا (باب الحارة) ضمن سياقه لا نراه تشويهاً ، فهو نوع من أنواع الدراما البيئة الشامية التي تتناول القاع الشامي وليس كل شرائح الشام آنذاك ، فحينها كانت هناك مثل هذه الحارة كما كانت هناك حارات أخرى أكثر تنوراً واتصالاً بالعالم فذلك الوقت كان ذروة التحرك الثقافي والاجتماعي الدمشقي ، ولكن تناول (باب الحارة) شريحة معينة وطريقة اتصالهم بالعالم المحيط عن طريق الحكيم وأبي عصام وقنوات اتصالية بسيطة . عموماً أتيت إلى العمل وكنت كلي أمل وحماس أن أستطيع التغيير ، قد أكون استطعت ذلك في أماكن ولم أستطع ذلك في أماكن أخرى .

ـ ما الذي طُلب منك ككاتب من قبل الجهة المنتجة والمشرفة على (باب الحارة) غير عودة (أبو عصام) ؟ لم يُطلب مني شيء ، ولكن لدي إحساس بما يمكن أن أكتبه ، وما قدمته كان مقبولاً من المرة الأولى ، فاستطعت أن أقدم من خلاله ما يخدم البلد ، والفكرة أنه كان لدي منبر عربي قريب من العالمية استطيع أن أبثه أفكاري التي تخدم بلدي ، ولكن هذا الأمر الذي لم تستطع الرقابة أن تفهمه .

ـ تراجع نسبة مُشاهدة البيئة الشامية هل يعود إلى أنها استنفذت وقودها ؟ قد تكون تراجعت بالنسبة إلى المشاهد السوري ، ولكنها في ازدهار فيما يتعلق بالمواطن العربي لأنه (للأسف) وأمام تراجع الأعمال السورية المعاصرة يرى أنه ليس لدينا أعمال معاصرة على مستوى عالٍ فغطت أعمال البيئة الشامية له ساعات العرض السورية على الشاشة . ـ من وراء الإصرار على إنجاز أعمال البيئة الشامية ؟..

المنتج أم المحطة أم المُعلن ؟ هو إصرار المنتج ، لأنه يستطيع تسويقها بشكل أكبر كما أن ربحه فيها يكون أعلى .

ـ هل تنوي الخوض في غمار الدراما الشبابية ومشكلات وهموم الشباب ؟ كان لدي ملامح مشروع بعنوان (كنا أصدقاء) يحكي عمن هم في عمر الشباب ، ولكن المشروع لايزال في انتظار المنتج ، وبالنسبة إلي أرى أنه ليس هناك ما يسمى (دراما الشبابية) وإنما دراما تتناول حياة الشباب ومشكلاتهم ، وهي أعمال ينبغي تواجدها على الساحة .

ـ كيف تتعامل مع المسلسلات التي تتألف من عدة خماسيات أو سداسيات ؟ هذا الحل بدأت به روتانا عبر السباعيات ومن ثم قدم (أديب خير) خماسيات ، وبعد ذلك درجت الفكرة ، واللجوء إلى الخماسيات أو السداسيات أو حتى الثلاثيات أمر له علاقة بالموضوع المطروح ضمن العمل كما أنه مرتبط بعملية التسويق ، وهو نوع من الدراما له ما له وعليه ما عليه ، وإلى أي مدى تستطيع أن تطرح موضوعاً كاملاً عبر خماسية ، فهناك موضوعات قابلة لأن تتناولها ضمن هذا الإطار ولكن هناك موضوعات أخرى تحتاج إلى مسلسل كامل ، وقد رأيت خماسيات كانت على مستوى عالٍ كما في (تقاطع خطر) للمخرج الليث جحو ولكن هناك خماسيات لم ترقَ لذلك المستوى وخضعت لمنطق المط والحشو .







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية