زياد حمزة ، توهج سينمائي سوري على منصات العالمية


زياد حمزة ، توهج سينمائي سوري على منصات العالمية

دمشق : نضال سعد الدين قوشحة .

مجددا ، يخطو المخرج زياد حمزة خطوات سينمائية متقدمة في مجال العمل السينمائي العربي ، فرغم وجوده في هوليوود عاصمة السينما العالمية لكنه كان منتجا مشاركا هذه المرة لفيلم زهرة حلب . مع المبدعين رضا الباهي وهند بصري من تونس الشقيقة . في الفيلم محاولة جريئة لدخول الوضع العربي المأزوم من خلال حكاية أم وإبنها ، تكابد المر في ملاحقة مسيره في مشواره الصعب والقاتل . زهرة حلب ، أحد الأفلام القليلة عربيا التي ستمثل السينما العربية في ترشيحات الأوسكار هذا العام .
زياد حمزة مخرج سوري من مواليد مدينة دمشق 1959، نالت أعماله أكثر من أربعين جائزة للإخراج، والإنتاج، والكتابة. كان آخرها لفيلمه الأخير "الدليل الدامغ" في مهرجان بيفرلي هيلز عام 2016 وهي جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم في جميع الفئات، وهو الوحيد الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية مرتين.
حصل فيلم زياد "المرأة" على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان بيفرلي هيلز السينمائي. في لوس انجلوس، أنشأ زياد مسرحين : مسرح "القبضة المفتوحة" و"الساحة المصرية". وكمدير فني لهما، جلب للمجتمع المسرحي في لوس أنجلوس العديد من الأسماء العالمية المرموقة مثل أرابيل، بيكيت، بريخت، تشرشل ولوركا. "القبضة المفتوحة". .وفيما يلي الجوائز التي حصل عليه زياد خلال مشواره الفني: أفلام قام بإخراجها: 2016 – الدليل الدامغ 2009 – صبيان الإستاد (وثائقي) 2009 – هنري أوه 2007 – المرأة 2007 – الرجال المعلقين وفن المكالمة المثالية 2003 – رسالة: بلدة أمريكية و "غزو الصوماليين" (وثائقي) 2001 – ظل الأمجاد 2000 – العناق الأبدي 1997 – الحروب المنسية 1995 – وعود منقوضة: إعادة تموضع المنطقة القطبية العالية (وثائقي) 1994 – 1001 عقدة العربي 1993 – إزدهار الرغبة 1987 – الحزب 1984 سوريا: الحرب والسلطة

أفلام من تأليفه 2009 – صبيان الإستاد (وثائقي) 2009 – هنري أوه 2007 – المرأة 2007 – الرجال المعلقين وفن المكالمة المثالية 2003 – رسالة: بلدة أمريكية و "غزو الصوماليين" (وثائقي) 1997 – الحروب المنسية 1994 – 1001 عقدة العربي 1993 – إزدهار الرغبة 1987 – الحزب 1984 سوريا: الحرب والسلطة

أفلام من إنتاجه 2016 – زهرة حلب (منتج مشارك) 2015 – الدليل الدامغ 2011 – دائما براندو 2010 ثرثرة: أهل الله الأصغر (وثائقي) 2009 – صبيان الإستاد (وثائقي) 2009 – هنري أوه 2007 – المرأة 2007 – الرجال المعلقين وفن المكالمة المثالية 2003 – رسالة: بلدة أمريكية و "غزو الصوماليين" (وثائقي) 2001 – ظل الأمجاد 2000 – العناق الأبدي (منتج منفذ) 1997 – الحروب المنسية 1994 – 1001 عقدة العربي 1997 – الحروب المنسية 1994 – 1001 عقدة العربي 1993 – إزدهار الرغبة 1987 – الحزب 1984 سوريا: الحرب والسلطة.

عن الفيلم ، ومشاركته فيه ، كان لمجلة آفاق سينمائية معه هذه الوقفة.

1- زهرة حلب ، فيلم شاركت في إنتاجه أخيرا ، هو فيلم ، يقتحم اللحظة الراهنة اللاهبة في عالمنا العربي ،المزدحم بالسياسة والفوضى ، هل تعتبره تجربة ناجحة على المستوى الفكري ونحن ما زلنا نعيش في قلب العاصفة ؟

• خلال مقابلة تلفزيونية مع المحطة التلفزيونية اللبنانية (otv) , تم سؤالي حول تقديمي لأي عمل فني يساعد بلدي , و كانت إجابتي أنني يمكن أن أقدم عملا كهذا في حالة أن يساعد شعبنا, و الناس بالمقابل غير مستعدين لمساعدة لآخرين عندما يكونون ضعفاء و مرضى, كان ذلك بالتحديد ما شعرت به ، و هو أن بلادي تتعامل مع المرض الذي يحتاجون تجاوزه قبل وجود أي أمر طارئ يتم فهمه بشكل مغلوط, السبب الآخر أنني لم أرغب بإستغلال أي من آلام وطني , لقد رأيت العديد من الاستغلال للأزمة و تحويلها إلى ماكينة أو مشروع لربح الأموال متناسين المعنى الحقيقي للعائلة والمنزل و الوطن , في الحقيقة إن العديد من السوريين باعوا أرواحهم للشيطان و هو الأمر الذي رفضت التحول إليه أو قبوله.
و عندما أتى ( زهرة حلب) مع الكتابة والإخراج الرائعين ل ( رضا الباهي) , رحبت بالفكرة , علما أنني و رضا لم نرد التعرض للسياسة , أو الجوانب الأخرى المحلية و الدولية , بقدر ما كنا بحاجة لمزيد من التأمل عن بعد و تقارب وجهات النظر و الرؤى, كان التركيز على تصوير مواطن الضعف و المرض, الذي يفكك أمتنا و يستفيد من نقاط ضعفها, رضا كتب النص بأمانة من القلب و بعد أن أجرى العديد من الأبحاث على العائلات التونسية التي تم تجنيد أطفالها للقتال من قبل المجموعات المتشددة, كالدولة الإسلامية في العراق و الشام و غيرها من المجموعات التي ظهرت بعد ما يسمى الربيع العربي, و قد رأى الألم على وجوه العائلات التي تترجى أطفالها للعودة و ترك الوهم الذي يدعى الجهاد, قلوب منكسرة مملوءة بالحزن و الأسى أجبرته على كتابة القصة و مشاركتها مع العالم , على أمل مشاركتها في صنع غد أفضل لأناس أحبهم , و أصبح الأساس في الحكاية أهم عضو من أعضاء مجتمعنا ( الأم ) و الذي أدت الدور ببراعة فيه الممثلة هند صبري و التي رفضت فكرة ذهاب ابنها للجهاد و تبعته إلى سوريا .
الفيلم يكرم قوة و عزيمة و شجاعة المرأة التونسية التي وقفت ضد التطرف و العنف الذي يودي بعائلاتهم إلى الظلم .
عندما تم افتتاح مهرجان قرطاج بهذا الفيلم , بكى الجمهور بحرارة لأنهم عايشوا هذا النوع من الألم , كما أعتقد أن تاُثير الفيلم سيكون إيجابيا على مجتمعاتنا كافة لأنه يركز على النقاط الهامة في حياتنا ويوقظ فيهم قوة الإرادة للإبتعاد عن هذا الجنون.
2- وجود السياسة في السينما عامل بالغ الخطورة ، فإما أن ينجح بها ، أو يسقطا معا للهاوية ، ما هو رهانك على صعيد الجمهور في متابعة هذا الفيلم ضمن هذه الفكرة ؟
• كما أوضحت سابقا, الفيلم لا يتعاطى السياسة بقدر ما يركز في مضمونه الإنساني على زمن بغيض مر بحياتنا, وفي ملخص للفيلم و خلال الفترة العصيبة و القاسية التي كان يمر بها المجتمع التونسي, و عدم نيل المرأة حقوقها كاملة في تلك الفترة , يأتي زواج و طلاق سلمى و يقودها لفقدان الأمل. في فترة متزامنة للربيع العربي , و من مبدأ العطاء و التضحية تسعى لإنقاذ ما تبقى من عائلتها المفككة بالطريقة الوحيدة التي تعرفها, عن طريق دفن نفسها في العمل الإنساني و الهروب إلى مآسي و آلام الآخرين, مراد الإبن الأصغر لسلمى , و الذي يشعر بفقدان الأمل, العجز و الهجران بعد تفكك أسرته, و كانت لديه حاجة ماسة للإنتماء إلى أحدهم أو إلى شيء ما, و شيئاً فشيئاً عندما تولد من قلب الظلام جماعة ( الدولة الإسلامية في العراق و الشام ) و يورطونه مع الأخوة المجاهدين, كحيوانات جائعة تبحث عن فريسة نازقة الجراح لإصطيادها. و كانوا فقط بحاجة إلى تأكيد روابط الأخوة بينهم والوعود بتغيير عالمه المتداعي.
و تقرر سلمى بمفردها استجماع قوتها و شجاعتها لإستعادة ابنها و اللحاق به لإنقاذه من مصير أسوء من الموت, و تنطلق في رحلة إلى قلب عالم الظلام و تدخل إلى ( الدولة الإسلامية في العراق و الشام) التي تموضعت في مدينة حلب و حولتها لمعتقل في قلب الجحيم, حيث تم أخذ ابنها مراد و تلقينه أصول القتل و السيكوباتية النفسية , و تدريبه بأساليبهم على الاعتياد و التعطش للدماء.

3- زهرة حلب فيلم يتناول أحداثا عنيفة ، هل ترى أن إنجاز فيلم عن العنف ، في زمن العنف هو عامل منشط له أم عائق دون نجاحه ؟
لقد بقي الفيلم بعيداً كل البُعد عن تقديم مشاهد الدم المرعبة والصريحة، يمكنني أن أتقبل السبب الذي قد يدفع أحدهم للاعتقاد بأن الفيلم سيحتوي على جميع أنواع المناظر المؤلمة والعناصر التي تثير الإشمئزاز والتي نفضِّل نسيانها. لكن الفيلم ركَّز فقط على الآلام الحميمة والخاصة التي يعيشها الأشخاص.

4- تعددت أوجه حضورك السينمائي بين الإنتاج والإخراج، كيف تحدد معايير العمل الخاصة بك في كل عمل، متى تجد نفسك منتجا لفكرة ومخرجا لفكرة ثانية؟
أنا راوي القصة الذي يقوم دائماً بتغيير الأدوار بالاعتماد على الأشخاص المعنيِّين وعلى القصة بحدِّ ذاتها. أنا أكتب وأنتج وأُخرج. فذاك كان أمراً ضرورياً جداً بالنسبة لي لكي أتمكن من السيطرة على ما قررت أن يكون عليه سياقُ ومسارُ حياتي. لم أرد الاعتماد على أناس آخرين للقيام بالعمل الذي آمنتُ به، لأني أعرف الأفخاخ التي تعترِضُ صناعة الأفلام، وأنا في العموم قادر على الإسهام في مختلف المستويات. أنا نادراً ما أتولَّى الإنتاج دون القيام بإخراج الفيلم أيضاً، لكن في حالة رضا الباهي، وهو صديق عزيز وأنا أؤمن بعظمته، أجد نفسي غاية في السعادة بأن أؤدي الدور الذي يحتاجني فيه، لكني أيضاً رفضتُ العديد من العروض لإنتاج أفلام لأشخاص آخرين نظراً لضعف جودة القصة أو لأني ببساطة لم أعتقد أنني سأكون المنتج الأفضل لهذا النوع من الأفلام. إني أتبع شغفي وموهبتي بينما لا أدَّخر جهداً في مساعدة القريبين مني، فأنا لا أستخدم إسمي عادةً إلا مع الذين أثق بهم، لكن الإخراج هو عملي الأساسي وسوف يبقى دوماً كذلك.

5- ماذا عن عملك في سورية انتاجيا أو اخراجيا ، خاصة بعد نجاحات فيلمك إمرأة ؟ وما هو مصير فيلمك عن أسمهان ؟

• أنا متلهف للعودة إلى بلدي و صنع العديد من الأفلام. في الحقيقة, لقد حاولت البدأ بمشاريع متنوعة عرضها عليّ بعض من المنتجين السوريون , و لكن تبيّن لي أنه كان مجرد حديث فارغ و مع الوقت قد تم نسيان المشاريع و نكسوا بوعدهم لي. و عليّ أن أعترف أني قد صُدِمتُ من هذه العادة بالتحديد , حيث أنّهم لا يَصدِقون في وعودهم . في المقابل نحن لا نتردد في تحقيق وعودنا للآخرين . و لذلك أنا حريص دائماً في التعامل مع الأشخاص الذين يودون العمل معي . لقد استطعت لمرتين أن أقنع المدراء التنفيذيين للاستديوهات في هوليوود أن يأتو إلى سوريا للعمل على مشاريع لمنتجين سوريين, و كان الإتفاق أن تدفع هوليود نصف القيمة و أن يدفع المنتجون السورييون النصف الآخر. و قد دفعت هوليوود النصف المتفق عليه و لكن, عندما أتى دور المنتجين السوريين لدفع النصف الخاص بهم , اختفوا . لقد انهار كِلا المشروعين مما أثر سلباً على سمعتي. و لكنني لن استسلم , و سأظل أحاول أن أصنع أفلاما في سوريا. و أريد أيضاً الاستمرار في المساهمة بطريقة أكثر فعالية في بلدي. حيث أريد أن أُنشئ معهداً لتعليم فن صناعة الأفلام , كي لا يضطر أولاد بلدي للسفر إلى الخارج ليتعلموا هذا الفن. نريد لأبناء بلدنا الموهوبين أن يعودوا إلى بلدهم للعمل بها بدلاً من إنجاز أعمال استثنائية من أجل بلدانٍ أخرى

6- كسينمائي محترف ، ينتمي مهنيا ، لسينما عالمية محترفة ، كيف كانت ظروف عملك في إنتاج الفيلم مع طاقات إبداعية عربية هامة مثل رضا الباهي وهند صبري ؟

• إن انجازات الفنانين المميزين مثل رضا الباهي ، في مجال السينما العربية ، لايمكن التقليل من شأنها ، و كانت الممثلة هند صبري الكريمة و الموهوبة جدا فخرا للسينما العربية. كانت طريقة تفكير كلا الفنانين عصرية و عالمية.
إن رضا شخص موهوب جدا و يتمتع بقوة ملاحظة عالية .عندما تقابلنا للمرة الأولى في عام 2010 أصبحنا أصدقاء مباشرة. حيث أنه دعاني للبقاء في منزله في العاصمة تونس لبضعة أيام بعد احتفال في جنوب تونس . لقد أخذني في جولة إلى كافة الأماكن كما يفعل المضيف الكريم، و اشترى العديد من الصناعات اليدوية ليرسلها الى أهلي في الولايات .







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية