عبد الرحمن أبو القاسم : من يريد كتابة أعمال (البيئة الشامية) عليه قراءة تاريخ الشام جيداً


عبد الرحمن أبو القاسم : من يريد كتابة أعمال (البيئة الشامية) عليه قراءة تاريخ الشام جيداً

فؤاد مسعد:
  فنان مخضرم دائم العطاء ، نشأ وروحه تعانق خشبة المسرح ، قدم أعمالاً حفرت في عمق الذاكرة والوجدان ، له رؤاه الفكرية والإبداعية التي عبّر عنها من خلال ما قدم في المسرح والسينما والتلفزيون ، أعطى لفنه الكثير مدفوعاً من هاجس يسكنه ويؤرقه ليل نهار ، خاض غمار الأدوار الصعبة والمركبة ليترك بصمة خاصة ومؤثرة عبر كل شخصية يؤديها فيضفي عليها مما يختزن من معرفة وأصالة وموهبة ، فخطّ في أرشيفه الفنيّ الكثير من الأدوار المتميّزة ، عمل بدأب لإنجاز مشروعه ضمن إطار المسرح الذي ما فتئ يعبر عنه كلما استطاع ، تخطى المصاعب وعمل بإخلاص ومضى في أشواط مسيرته الفنية بثقة وثبات .. إنه الفنان عبد الرحمن أبو القاسم ، معه كان لنا هذا اللقاء :
ـ كيف تقرأ مشاركتك في الجزء الثاني من (طوق البنات) ؟
   أجسد في المسلسل شخصية (المختار) الذي يقوم على خدمة الناس ، ولكن يبدو أن قيمة المختار هنا ذهبت باتجاه الزعيم ، فلم يكن لديه القدرة لفعل أو قول أي شيء إلا من خلال ما كان يريده الزعيم (أبو طالب) ، وبرأي أن هذا مطب للعمل ، ولو أعطوا المختار حقه في منطقته مع وجود الزعيم لكان العمل أكثر نضجاً مما هو عليه .
ـ بأي عين تنظر لموضوع الأجزاء المتعددة للمسلسلات ؟
  الحقيقة لدي مشكلة مع هذه المسلسلات ، رغم أنني أشارك فيها ، فعندما تقدم جزءاً ثانياً وثالثاً لعمل كان يمكن أن تحكي حكايته في جزء واحد فمعنى ذلك أنك ستلجأ إلى التطويل لتستكمل الأجزاء ، والسؤال هنا ، إن كنت تستطيع قول الحكمة في كلمة واحدة ، فلماذا تقولها في عشر كلمات ؟..
ـ إلى أية درجة تقدم المسلسلات الشامية قراءة تحمل المصداقية نحو البيئة المُقدمة ؟
  لقد عاصرت هذه البيئة وعشت فيها منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن ، وأرى أن الأمور لم تكن تسير كما يُقدم في المسلسلات ، فعلى سبيل المثال كان هناك (عضاوات) ولكن كانوا يتصرفون بحكمة أكثر مما يظهرون عليه في الأعمال الدرامية ، فالتلفزيون همه البحث عن التشويق وأن يقدم للمتلقي عدة أجزاء للعمل ، وفي مسلسل (باب الحارة) الذي قُدم منه العديد من الأجزاء بدأ التكرار يطرح نفسه ، فتحول من باب الحارة إلى شباك فيها ، بمعنى أن المسافة قد ضاقت ، وأتمنى على الكاتب الذي يريد أن يُبحر باتجاه البيئة أن يبحث ويقرأ تاريخ الشام بشكل جيد ، فهناك الكثير من الكتب التي تصف الحالة التي يعيش فيها الشاميون وكيف كانت العلاقات الاجتماعية وكيف كانت تعيش المرأة .. وما يُقدم اليوم يلامس هذا الموضوع ولكنه لا يدخل إلى العمق . 
ـ ما الجديد الذي ستقدمه من خلال شخصية (لقمان الحكيم) ؟
    لقد أُسند إلي أداء شخصية (لقمان الحكيم) ضمن مسلسل مؤلف من ثلاثين حلقة ، وأنا شغوف بهذه المشاركة لأني وجدت نفسي في هذا الحيز من الأعمال التي تقدم حقائق ذات قيمة وتعاليم مهمة جداً ، فلقمان الحكيم كان نبياً يتنبأ بالأشياء ويقرأ الوجوه والتعابير ، كان حكيماً في تقديم أقواله للخلق ولمجتمعه ، فعلّم الآخرين كيف يمكن أن تُعاش الحياة وتستمر ويُقرأ المستقبل ، ولم يسبق تناول هذه الشخصية ضمن الأعمال الدرامية العربية . 
ـ ما صفات العمل المسرحي الجديد (تغريدة أبو السلام) ؟
  هو عمل مسرحي مونودرامي ، تأليف وإخراج الكاتب والشاعر داوود أبو شقرا ويتحدث عن البطاقة البيضاء الذي يأخذها الفلسطيني من أجل إثبات وجوده في العالم ، واليوم يسعون لإلغاء وجود هذه البطاقة الذي تثبت حق الفلسطينيين بأرضهم ، وهذا العمل المسرحي يحذر الفلسطينيين من (ترانسفير) أخطر بكثير مما حدث عام 1948 والمراحل التي مرت علينا حتى اليوم ، ويقول أحذروا ولا تتنازلوا عن هذه البطاقة البيضاء حتى لا تتنازلوا عن فلسطين ، لأنهم غداً يقولون لكم أنه ليس لكم حق بفلسطين لأنكم سلمتم هذه البطاقة ، وفلسطين لمن يملك هذه البطاقة .
   كان يقول الصهاينة أن الفلسطينيين سيكبرون ويسنى أولادهم فلسطين ، ولكن نريد القول من خلال العمل أننا حتى لو كبرنا وذهب معظمنا إلى الخارج فإن فلسطين تعيش معنا أينما كنا ولن نتنازل ولا عن شبر منها .
ـ أين تكمن خصوصية مشاركتك في فيلم (تحت سرة القمر) ؟
  هو فيلم من إخراج غسان شميط وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ، وأجسد فيه شخصية الحاج عبد القادر الذي ينتمي إلى جيل يختلف كلياً عن الجيل الحالي ، نشأ على ما علّمه عليه أجداده من أصول التربية المنزلية والأخلاقية ويريد أن يورث أبناءه واحفاده ما ورثه عن أجداده ، لذلك نراه يحاول أن ينبه أحفاده إلى السلوك السليم ، وهذا السبب الذي يجعلنا نراه قاسياً ، وإن كانت هذه القسوة غير مبررة بالنسبة لهذا الجيل ولكنها مبررة جداً بالنسبة لجيل الحاج عبد القادر لأنها قسوة الجد المحب لأحفاده وأبنائه ، فهو يقسو عليهم ليقوم إعوجاجهم .







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية