محمد خير الجراح : أحاول قدر الامكان ألا أشبه نفسي بين عمل وآخر


محمد خير الجراح : أحاول قدر الامكان ألا أشبه نفسي بين عمل وآخر

فؤاد مسعد

   فنان متعدد المواهب ، يمتلك حضوراً خاصاً عبر كل ما يُقدم من شخصيات متنوعة يسعى من خلالها إلى عدم التقوقع ضمن إطار معين ، أبدع في الكوميديا كما في التراجيديا ، يكتنز في داخله من الموهبة الأصيلة والطاقات الإبداعية الكثير ، عمل بإخلاص ومضى في أشواط مسيرته الفنية محققاً النجاح تلو الآخر ، وهدفه تقديم الأفضل في كل مرة .. إنه الفنان محمد خير الجراح الذي قدم في الموسم الدرامي الأخير مجموعة غنية من الشخصيات المختلفة ، التقينا به وكان لنا معه هذا الحوار :
ـ أين تجلت خصوصية مشاركتك في مسلسل (امرأة من رماد) ؟
   أديت في المسلسل شخصية صبحي وهو جزء من الحكايات التي تمر بها بطلة المسلسل والمرتبطة به وبزوجته وابن اختها الطفل يوسف الذي يعيش عندهم لأن أهله قد استشهدوا خلال الأزمة ، وبما أن جهاد سبق وفقدت أبنها الذي اسمه يوسف أيضاً فترى أنه لا بد لها من أخذ الطفل اليتيم واعتباره كابن لها ، خاصة أنها تعاني من حالات نفسية متنوعة ، وتجد ضالتها في شخصية صبحي العاطل عن العمل وترى أنه نقطة الضعف التي يمكن من خلالها أن تحصل على الولد ، فتنسج حوله شباكها ويبدأ هو بإقناع زوجته بالتخلي عن ابن اختها لصالح هذه المرأة من مبدأ أنه سيعيش بشكل أفضل ، والحقيقة أنه يقوم ببيعه لها ويقبض منها المال سراً .. يذكر أن العمل من إخراج نجدة أنزور وتأليف جورج عربجي وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والاذاعي .
ـ خاض المسلسل في موضوع الأزمة التي تمر بها سورية ، فإلى أي مدى تؤيّد الانخراط في تناول هذا الموضوع ضمن الدراما التلفزيونية حالياً ؟
   في مسلسل (امرأة من رماد) شكّلت الأزمة خلفية للعمل ، أما موضوع تناول الأزمة عموماً ضمن عمل درامي فهو أمر يخضع لما هو انفعالي ، لذلك أرى أننا اليوم بحاجة لأن ننظر إلى الموضوع بنظرة فيها الكثير من الدقة ، فلا نزال بحاجة إلى وقت لتناول الموضوع بعيداً عن العاطفة وبصيغة فيها تشريح للحالة بشكل أوسع .
ـ قدمت شخصية الانتهازي في مسلسلين (امرأة من رماد) و(في ظروف غامضة) فكيف حرصت على خلق حالة من الاختلاف بينهما لتصل كل من الشخصيتين بإطار مقنع إلى الجمهور ؟ 
   قدمت شخصية الانتهازي في كلا العملين ولكن لكل منهما خصوصيته ، وهناك فارق كبير بينهما على مستوى الحركة والملابس وتسريحة الشعر وطريقة التعبير وردود الفعل والصوت ، ففي مسلسل (امرأة من رماد) قدمت تيمة حركية يقوم بها صبحي عندما يشعر بحالة من الارتباك ، الأمر الذي ميّز الشخصية ، أما في مسلسل (في ظروف غامضة) إخراج المثنى صبح وتأليف فادي قوشقجي فجسدت دور سالم وهو مسؤول فاسد في ظل الأزمة ، وكانت تفاصيل الشخصية بالنسبة إلي كلها مغرية ، هو إنسان يقوم بأفعال سيئة إن كان على المستوى الاجتماعي أو المستوى السلوكي والأخلاقي والانساني ، والجميل أن نهايته كانت واقعية جداً ، فمع انتهاء المسلسل بقيت الشخصية مستمرة في حياتها وعملها .
ـ ضمن إطار التنوع في الشخصيات التي تقدمها ، هناك العديد من الكركترات التي تجسدها في (بقعة ضوء) ، فإلى أي مدى تحرص على التلون والاختلاف فيما تُقدم ؟
  يقع علينا عبء كبير في مسلسل (بقعة ضوء) فعبر ما يُقدم فيه من لوحات يظهر التمايز خاصة إن كان لديك لوحتان في الحلقة نفسها ، لذلك أفتش وأبحث بشكل مستمر وأقرأ الشخصية وأفهمها وأحاول أن أمايزها عن غيرها . وبالنسبة إلي فمن المهم دائماً ألا أغيب عن هذا العمل ، حتى أنني شاركت في كل أجزائه منذ البداية وحتى اليوم .
  وبشكل عام أحاول قدر الإمكان من خلال عملي ومشاركتي ألا أشبه نفسي بين مسلسل وآخر ، وعادة أقرأ الشخصية وأفهمها وأحاول الاتفاق حولها مع المخرج والمجموعة التي تنفذ العمل ، وأعمل لها تيمات مرتبطة بكركترات الناس عامة ، فلكل دور طريقة تعبيره وحركاته وحواره وأسلوبه في الكلام ، وهذا الأمر يعتبر من الميزات التي تجعلني أشارك في عدة أعمال . 
ـ برأيك ما سبب قلة عدد الأعمال الكوميدية الجيدة .. أبسبب النصوص أم الأحداث ؟
  مما لا شك فيه أن النصوص الكوميدية قليلة ، ولكنني أشعر براحة أكبر نحو العمل الكوميدي خاصة أن الناس يفضلون رؤيتي فيه ، وأعتقد أننا اليوم بحاجة إلى الكوميديا بشكل أكبر ، كما أننا بحاجة للفرح ولأن نخرج من الهموم التي نعاني منها ، وعموماً أرى أن التلفزيون بالدرجة الأولى هو للتسلية ومن ثم نضيف عليه كل المفاصل الأخرى .
ـ ألا يزال مشروع تقديم عمل محوره شخصية (أبو بدر) التي قدمتها في (باب الحارة) قائماً ؟
   فكرة تقديم شخصية (أبو بدر) التي أديتها في مسلسل (باب الحارة) ضمن عمل خاص بها لاتزال قائمة ، لا بل إن المسلسل الجديد وُضِعَت خريطة العمل فيه وإلى أي عوالم يمكن أن تذهب الشخصية ، فهي شخصية تحتمل أن تُقدم في عمل كامل عنها ، الأمر الذي سبق وقُدم في الكوميديا العالمية من خلال شخصيات متنوعة ومختلفة وكان لكل منها شكل مختلف ، وشخصية (أبو بدر) تندرج ضمن هذا الإطار الذي يمكن أن يُنسج عليه الكثير من الحكايات والمواقف ، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن هذا العمل يبقى بحكم المؤجل بما أن هناك مسلسل (باب الحارة) لأنه لا يمكن إنجاز وعرض العملين في نفس الوقت .







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية