عبد الحي أديب . شيخ كار كتاب مصر


عبد الحي أديب . شيخ كار كتاب مصر

" ولد عبدالحى مصطفى أديب فى 22 ديسمبر 1928 بمدينة المحلة الكبرى ونشأ فى أسرة متوسطة تعتز بالقيم والمبادئ والرغبة فى إثبات الوجود فترجع جذور عائلته لتركيا ولكن بعض أقاربه فضل البقاء فى سوريا أما الفرع الأخر الذى انتمى إليه أديب فقد حضر لمصر واستقر بها وكان والده من الأعيان وذلك بفضل ممتلكات أسرته التى تزيد على ألف فدان، ونتيجة لكثرة عدد العائلة لم يرث أديب إلا القليل ولهذا كان اقل أفراد العائلة فى مستوى المعيشة ورغم كل هذا استطاعت والدته أن تقود السفينة لشاطىء الأمان فكانت تحضر له أحيانا بعض الملابس من أقاربهم كإعانة مهذبة ولكن بعد أن كبر أديب رفض هذا المبدأ وقرر أن يعمل فى الإجازة الصيفية فى مصنع من مصانع المحلة الكبرى، مما أتاح له أن يندمج مع طبقة العمال وأن يلمس عن قرب جوهر هؤلاء الناس وأفكارهم ومفرداتهم وأعرافهم وأسلوب طعامهم وملبسهم، فهذا كان الواقع الفعلى الذى عاشه أديب وظل منعكساً عليه بوضوح فى أفلامه التى قدم فيها المجتمع العمالى الشعبى ومن هنا تضخم بداخله الوعى بالظلم منذ الصغر فانحاز للفقراء وحقوقهم المهدرة بكل قوة ونادى برفع الظلم وظهر ذلك بوضوح منذ أول أفلامه (باب الحديد) 1958.فأديب لم يدخل السينما فى طفولته إلا صدفة حينما دعاه صديقه لمشاهدة السينما التى لم يشاهدها من قبل وكانت الدعاية للأفلام فى ذلك الوقت تتولاها الفرق الموسيقية مثل فرقة (حسب الله) التى تقوم بالجرى فى الشوارع على أنغام موسيقاهم مرددين أسم الفيلم وكذا أسم السينما التى تعرضه واسم بطل الفيلم، وقد شارك أديب فى توزيع إعلانات بعض الأفلام باليد على المارة والجالسين لكى يستطيع مشاهدة السينما ومن الصدف الغريبة التى لم تحدث إلا فى أفلام السينما، فقد فوجئ عبدالحى أديب أن من يمد له يده هو والده، ولما علم الوالد أن هذا التصرف لم يكن إلا لرغبته فى دخول السينما فما كان منه إلا توجيه اللوم لأبنه لعدم أخباره برغبته فى مشاهدة السينما، وأيضا من هدايا القدر لأديب، أنه عندما خافت عائلته على شقيقته العودة إلى منزلها بمفردها أثناء غياب زوجها فى عمله بالفيوم، فقرروا أن يصطحبها احد رجال العائلة وكان هذا الرجل هو أديب الذى من حسن حظه أن الشقة التى تقيم بها شقيقته كانت تطل على سينما (عبدالحميد) الصيفية، مما أتاح له مشاهدة فيلم كل أسبوع، وكان من ضمن الأفلام التى اختزنتها ذاكرة أديب وأثرت عليه بشكل واضح فيلم (العصور الحديثة لشارلى شابلن) الذى تميز بحلاوة الصور التى لعبت دور الوسيط الوحيد أمام المتلقى مما اكسب الفيلم الواقعية. ثم تأتى مرحلة أخرى فى حياة أديب وهى مرحلة الدراسة الثانوية التى بدأت بمدرسة المحلة الثانوية والانضمام لفريق التمثيل بها، ولكنه وجد أن المدرسة الصناعية يقدم طلابها عروضا تمثيلية قوية ورائعة، فما كان منه إلا تحويل أوراقه من مدرسة المحلة الثانوية الى المدرسة الصناعية، وقد تأثر فى ذلك الوقت بروايات ارسين لوبين (اللص الشريف) ومغامرات شرلوك هولموز وعالم البطولات والغموض التى أيقظت مشاعره وتفكيره ووعيه وإدراكه بأحوالنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فقد كانت المحلة الكبرى نقطة تحول فى حياة أديب لأنها مجتمع العمال الذى استمد منها الواقع الذى عكسه فى كتاباته.حصل أديب على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم نسيج، فذهب لأحد أقاربه وهو الأميرالاى (محمد حلمى حسين) الذى كان يشغل منصب رئيس المراكب الملكية فى ذلك الوقت لأعطائه كارت توصية (لحسنى بك نجيب) ليعمل فى أستوديو مصر، وللأسف كان الأستوديو فى ذلك الوقت يمر بأزمة مالية، فقرر العودة ومشاركة أشقائه فى إقامة مصنع نسيج فى طنطا خاصة أن والدته قد توفاها الله.ولكن انشغال أديب بالفن بدأ يلح عليه مما كان له أكبر الأثر فى عدم تحقيق المصنع لأى نجاح يذكر، فقرر أن يلتحق بمعهد (قاسم وجدى السينمائى بالقاهرة) فقاسم وجدى هو ريجسير اشتهر بتقديم الجميلات ككومبارس للسينما فوجد أن المعهد أغلق أبوابه وأفلس. ولما فشلت محاولاته هذه قرر الالتحاق بمعهد التربية الفنية لمدة عامين وتخرج فيه مدرس تربية فنية للمرحلة الابتدائية والإعدادية. وبعد تلك المرحلة نصحه الأصدقاء بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وبالفعل التحق به.اختار أديب قسم النقد ليتعرف على أصول الدراما واجتاز كل الاختبارات عدا اختبار الترجمة، فالتقى بعميد المعهد (الفنان زكى طليمات) وأخبره عن رغبته فى الالتحاق بقسم النقد فنصحه الفنان زكى طليمات بالالتحاق بقسم التمثيل، وأعطاه كارت توصية للتدريب على الإلقاء.وأثناء الاختبارات بقسم التمثيل وحينما جاء دوره لإلقاء بعض أشعار لافونتين قاطعه طليمات بعد جملتين قائلا (متشكرين يا أستاذ)، بعدها تأكد أديب من النتيجة وانقطع عن المعهد إلى أن قابل أحد الأصدقاء المتقدمين للمعهد صدفة وفوجئ انه يسأله عن سبب انقطاعه عن المعهد على الرغم من نجاحه وحصوله على الترتيب الثالث عشر.بعد هذا اليوم تغيرت حياة أديب وانقلبت رأسا على عقب وبدا يدرس التمثيل ويواظب على الحضور بجانب عمله كمدرس، وفى بلاتوهات السينما تعرف على نفسه من خلال مناقشاته مع المخرج الايطالى فرنتشو الذى تنبأ له أنه سيصبح سينارست ذا شأن.

الملامح الفنية لأعمال عبدالحى أديب: تخرج أديب من المعهد عام 1956 وكان شديد الإعجاب باتجاه السينما الإيطالية للواقعية الحديثة التى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية وتبلورت فى فيلم (سارق الدراجات). واعتاد أديب منذ بدايته الغوص فى تفاصيل الحياة وملفاتها التى دائما ما تحمل فى معانيها الكثير ليقدم لعشاق الفن السابع صورة قريبة من الأصل، فقدم على مدار حياته الأدبية العديد من الأعمال الرائعة التى أثرت السينما المصرية، والتى قام بإخراجها والتمثيل فيها كبار النجوم، وتميز أديب بغزارة إنتاجه فقدم العشرات من الأفلام المتنوعة والتى تعرضت لمختلف شرائح المجتمع فقدم التراجيديا والكوميديا وكوميديا الموقف وأيضا الأفلام التى ناقشت مشاكل الشباب، مما دفع زملاء المهنة بمنحه لقب شيخ كتاب السيناريو.ملامح رحلة أدبية طويلة:بدأ أديب حياته الفنية عام 1958 بكتابة فيلم امرأة فى الطريق، ولكنه توقف فى منتصفه عندما ألحت عليه فكرة سيناريو «باب الحديد» الذى أخرجه المخرج العبقرى يوسف شاهين وبطولة الفنانة «هند رستم» و«شكرى سرحان» و«يوسف شاهين»، وقام أيضا بالتمثيل فيه، وعلى الرغم من أن هذا الفيلم لم يحظ بقبول الجمهور، بل كان صدمة لجمهور السينما المصرية فى ذلك الوقت، ولكن التجربة أثبتت فيما بعد أهمية وجود المنتج الفنان الذى يمتلك الرؤية المستقبلية والمغامرة والإيمان بقدرات الشباب الموهوب والرغبة فى إضافة الجديد للسينما المصرية، الأمر الذى جعل هذا الفيلم من أفلام ذاكرة السينما المصرية.وبعد باب الحديد فتح الباب قرر أديب أن يستكمل فيلم أمرآة فى الطريق، أخراج المخرج الكبير «عز الدين ذو الفقار»، وبطولة هدى سلطان وفريد شوقى.انهمرت سلسلة أديب الإبداعية بعد فيلم « باب الحديد» و«أمرأة فى الطريق»، فكتب فيلم «سواق نصف الليل» و«سلطان وأبوحديد» للمخرج نيازى مصطفى، الذى كون مع أديب ثنائى فنى ناجح على مدار حياتهما الفنية.وفى عام 1959 كتب الفيلم الكوميدى «سر طاقية الإخفاء» وفيلم «سمراء سيناء» وفيلم «فضيحة فى الزمالك» للمخرج نيازى مصطفى، وفى عام 1960 كتب فيلم العملاق، وكان اللقاء الثانى مع المخرج العبقرى يوسف شاهين فى فيلم «نداء العشاق» وهو اقتباس من الفيلم الامريكى صراع تحت الشمس للمخرج كنج فيدور 1946، وقد شارك أديب فى كتابة هذا الفيلم السينارست وجيه نجيب. وتوالت سلسلة إبداعات أديب فكتب سيناريو فيلم أبو أحمد للمخرج حسن رضا والقصة للفنان فريد شوقى واختتم هذا العام بفيلم سوق السلاح للمخرج كمال عطية.وفى عام 1961 كتب فيلم لا تذكرينى والنصاب وجوز مراتى ودماء على النيل وفى عام 1962 كتب سيناريو فيلم آخر فرصة وفيلم أنا الهارب للمخرج نيازى مصطفى وفيلم صراع الأبطال للمخرج توفيق صالح وكانت قصة هذا الفيلم لأديب والسيناريو والإخراج لتوفيق صالح. وفى عام 1963 كتب فيلم الساحرة الصغيرة والعريس يصل غدا وفيلم أم العروسة الذى كان يكمن نجاحه فى سر جاذبية الشخصيات وقدرتها فى الكشف عن مناطق الفرح والهموم والشغب فى الأسرة المصرية ووصولها فى النهاية لحياة متكاملة شديدة الحميمية فاستطاع المخرج عاطف سالم أن يجسد الأسرة المصرية الواقعية من خلال أم العروسة. وفى عام 1964 كتب أديب سيناريو فيلم مطلوب زوجة فورا ولعبة الحب والجواز الذى كان اقتباساً من مسرحية لبديع خيرى ونجيب الريحانى ثم كتب الجاسوس للمخرج نيازى مصطفى وفى نهاية العام كتب فبلم العائلة الكريمة وأنا وهو وهى للمخرج فطين عبدالوهاب وكان هذا الفيلم اقتباساً من الفيلم الانجليزى (طلاق السيدة اكس).وفى عام 1965 كتب أديب أول سيناريو تاريخى اّلا وهو فيلم المماليك للمخرج عاطف سالم وبعد ذلك كتب سيناريو فيلم المشاغب وهو اقتباس من الفيلم الأمريكى(دسترى يمتطى جواده) والذى أخرجه جورج مارشال ثم بعد ذلك كتب فيلم الخائنة للمخرج كمال الشيخ والذى كان نقطة فاصلة وعلامة مختلفة للشيخ.وفى عام 1966 كتب سيناريو جناب السفير وكنوز وزوجة من باريس و30 يوم فى السجن وصغيرة على الحب فهو اقتباس من مسرحية (لا تتزوج أرملة) - ادلرجونسون -1964 فقد قام المخرج نيازى مصطفى بالإخراج والمشاركة فى كتابة السيناريو وتميز هذا الفيلم بالطابع الاستعراضى، الذى يعتبر من بين ثلاثة أفلام استعراضية قدمها أديب على مدار حياته الفنية وهم (صغيرة على الحب وبص شوف سكر بتعمل أيه ومع تحياتى لأستاذى العزيز)، وقد أختتم هذا العام بالفيلم التاريخى (فارس بن حمدان) للمخرج نيازى مصطفى والذى حقق نجاح كبير وخاصة بعد التجربة التاريخية الأولى عام 1965.ثم ياتى عام 1967 بمصابه الأليم، فنتيجة لإصابة المصريين بالنكسة تغير مسار الأشياء فبدأت السينما تتجه اتجاها كوميديا، لكى يبتعدوا عن الآثار السلبية التى أعقبت النكسة والتى تأثر بها الشعب المصرى تأثرا شديدا، قام أديب فى هذه الفترة بعمل فيلم (أخطر رجل فى العالم، للمخرج نيازى مصطفى وكان من بطولة الثنائى فؤاد المهندس وشويكار. وفيلم العريس الثانى للمخرج حسن الصيفى وكان اقتباساً من مسرحية المرحوم «لاكسندربيون» وبعدها فيلم شباب مجنون جداً وحواء والقرد للمخرج نيازى مصطفى.وفى عام 1968 كتب فيلم بابا عايز كده للمخرج نيازى مصطفى، وفى عام 1969 كتب فيلم العميل، الحرامى، العتبة جزاز، وفى 1970 كتب عريس بنت الوزير، انت اللى قتلت بابا، سفاح النساء.وفى 1971 كتب فيلم بلا رحمة للمخرج نيازى مصطفى، وفى عام 1972 كتب طريق الانتقام للمخرج أمين الحكيم، وفى عام 1973 كتب فيلم أبناء للبيع للمخرج نيازى مصطفى، وعام 1975كتب فيه فيلم «يوم الأحد الدامى» اقتباس من الفيلم الأمريكى «ساعات اليأس» إخراج ويليام وايلر 1955، وفيلم «شبان هذه الأيام»، و«مين يقدر على عزيزة». وفى عام 1976 كتب فيلم «لا وقت للدموع» للمخرج نادر جلال وهو اقتباس من الفيلم الأمريكى «جسر ووترلو» للمخرج مرفن لروى - 1940، ثم فيلم «شوق» للمخرج أشرف فهمى، وفى عام 1977 كتب فيلم «بص شوف سكر بتعمل إيه» وهو مأخوذ عن رواية «اوليفر تويست» لتشارلز ديكنز، ومع «حبى وأشواقى» للمخرج هنرى بركات، و«أونكل زيزو حبيبى» للمخرج نيازى مصطفى، و«حافية على جسر الذهب» للمخرج عاطف سالم، وفى عام 1978 كتب فيلم «امرأة قتلها الحب» و«ليالى ياسمين» و«امرأة فى دمى».وفى عام 1979 كتب فيلم «الملاعين» للمخرج أحمد ياسين وهو مأخوذ عن مسرحية «الملك لير» لوليم شكسبير. وفى عام 1981كتب «صراع العشاق» للمخرج يحيى العلمى وهو اقتباس من الفيلم الأمريكى «صراع تحت الشمس»، ثم فيلم «الوحش داخل الإنسان» للمخرج أشرف فهمى وهو اقتباس من رواية «تيريزا راكوين» 1867 للمؤلف الفرنسى اميل زولا، وفيلم «العرافة» وهو اقتباس من إحدى الروايات الفرنسية للمخرج عاطف سالم، فيلم «مع تحياتى لأستاذى العزيز» للمخرج أحمد ياسين وهو مأخوذ عن المسرحية الفرنسية «مدموزيل نيتوش».وفى عام 1982 كتب فيلم «فتوة الجبل» للمخرج نادر جلال وكان هذا الفيلم التعاون الثانى بينه وبين نادر جلال، ثم فيلم «الخبز المر» للمخرج أشرف فهمى، وهو اقتباس من مسرحية «مشهد من الجسر» لآرثر ميللر، وفيلم «الطاووس» للمخرج كمال الشيخ وهو مأخوذ عن الرواية الأمريكية صراع للمؤلف آريك موريسون.وفى عام 1983 كتب «وحوش الميناء»، «البنت اللى قالت لأ». وفى عام 1984 كتب «بيت القاضى» للمخرج أحمد السبعاوى. وفى عام 1985 كتب فيلم «أنا اللى قتلت الحنش» للمخرج أحمد السبعاوى، ثم فيلم «سعد اليتيم» للمخرج أشرف فهمى والقصة والإعداد السينمائى ليسرى الجندى، فيلم «تل العقارب» . وفى عام 1987 كتب فيلم «المواجهة» للمخرج أحمد السبعاوى، «البدرون» للمخرج عاطف الطيب. وفى عام 1990 كتب «امرأة واحدة لا تكفى»، وفيلم «قضية سميحة بدران» الذى كان انطلاقة للنجمة نبيلة عبيد، والمخرجة إيناس الدغيدى، وفى عام 1994 كتب فيلم «ديسكو ديسكو» وهو مأخوذ من ملفات الشرطة وملفات الباحثات الاجتماعيات بوزارة التربية والتعليم، وفيلم «استاكوزا» للمخرجة إيناس الدغيدى، وهو مأخوذ عن مسرحية «ترويض النمرة» لوليم شكسبير.وبعد فيلم استاكوزا توقف أديب فترة طويلة ثم عاد عام 2002 بفيلم مذكرات مراهقة للمخرجة إيناس الدغيدى، وكان هذا الفيلم بداية حقيقية للممثلة الشابة هند صبرى والممثل الشاب أحمد عز، وظل أديب متوقفاً فترة طويلة بعد هذا الفيلم وأثناء هذا التوقف كتب سيناريو «ليلة البيبى دول» والذى عرض على الرقابة ورفضته وبعد وفاته قام ابنه المخرج عادل أديب بعرض الفيلم على الرقابة مرة ثانية، ووافقت الرقابة

.:ومن خلال هذه المسيرة الطويلة حصل أديب على العديد من الجوائز والتكريمات منها اختيار فيلم باب الحديد، ضمن أفضل ألف فيلم فى تاريخ السينما العالمية، وعرض بمهرجان بوسطن ومهرجان برلين وحصل على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان بيروت الأول عام 1966. تم ترشيح فيلم أم العروسة لدخول مسابقة جوائز الأوسكار كأفضل فيلم أجنبى ووصل الفيلم عام 1967 للتصفيات النهائية، كما أعيد تصويره فى السينما الهندية والتركية ولاقى نجاحاً كبيراً فى الدولتين.كما حصل على جائزة أحسن سيناريو فى مهرجان الإسكندرية السينمائى عن فيلم بيت القاضى عام 1978 وعلى جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «الوحش داخل إنسان» فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1980.حصل على جائزة أحسن حوار من الجمعية المصرية لفن السينما عن فيلم ومع تحياتى لأستاذى العزيز عام 1981.وعن التليفزيون قد حصل على جائزة لأحسن سيناريو عن حلقة المسلسل التليفزيونى «فيه حاجة غلط» عام 1983.كما حصل على جائزة من لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان جمعية الفيلم السنوى الثانى عشر عام 1986.وجائزة أفضل سيناريو من مهرجان الإسكندرية السينمائى عن فيلم «امرأة واحدة لا تكفى» عام 1990. وحصل على جائزة أفضل سيناريو فى المهرجان القومى الرابع الذى تقيمه وزارة الثقافة عام 1994. وحصل أيضاً على جائزة تكريم وتحية وتقدير للإنجازات الكبيرة فى مجال السيناريو عن مجمل أعماله من جمعية فنانى وكتاب وإعلامى محافظة الجيزة عام 1998. وأيضا قد تم اختيار أربعة أفلام من أفلامه فى استفتاء لأفضل فيلم مصرى و كانت هذه الأفلام هى (باب الحديد وأم العروسة والخائنة وصغيرة على الحب).وقد توفى أديب فى إحدى المستشفيات السويسرية عن عمر يناهز السابعة والثمانين عاما فى 10 يونيه 2007، ولكنه لم يرحل فأعماله باقية فى ذاكرة السينما المصرية.وتخليدا له قام أبناؤه الثلاثة الكاتب الصحفى عماد الدين أديب، والإعلامى عمرو أديب، والثالث هو المخرج عادل أديب، بتنظيم جائزة باسم والدهم السينارست المصرى وشيخ كتاب السيناريو، قيمتها 200 ألف جنيه ومنحها لأفضل ثلاثة سيناريوهات سينمائية، والهدف الحقيقى من هذه الجوائز هو اكتشاف كتاب جدد والمساهمة فى الارتقاء بالفيلم السينمائى، وفاز بالفعل بجائزة عبد الحى أديب كاتب يسمى «سامح اسطفانوس» مرتين متتاليتين، حيث فاز سيناريو فيلمه «شفرة سيد دافنشى» فى دورتها الأولى، ثم فاز «فرق توقيت» فى الدورة الثانية عام 2009م. فهذه المسابقة كانت أقل تكريم منحه له أبناؤه من إمبراطورية (ع) بعد إنتاجهم فيلم (ليلة البيبى دول)، فقد عاش أديب مخلصا لمهنته ولوطنه واستطاع أن يؤسس لنفسه مدرسة فنية وإنسانية تعلمت منها أجيال كثيرة و لكن جاءت النهاية ليغلق باب الحديد وراءه.
.

فـ"عبد الحي" قدم للسينما المصرية أكثر من 200 فيلم، كلهم صنعوا له بصمة واضحة في تاريخها، إلا أن الجيل الجديد لا يزال لا يعرف عنه المعلومات الكافية، خصوصا أنه انشغل بمرضه الأخير عن تقديم أفلام تجعله معروفا لدى الجيل الجديد، بنفس القدر الذي يعرف الجمهور أولاده الثلاثة.

بوفاة عبد الحي أديب -1928 : 2007-، تفقد السينما المصرية شيخ كُتَّاب السيناريو فيها، وهو اللقب الذي اشتهر به الكاتب المخضرم، الذي كان أول من أدخل نظام الورشة في كتابة السيناريو، وهو نظام عالمي منتشر في العالم كله، لولا أن كُتَّاب السيناريو في مصر يبتعدون عنه خوفا من أن يتهمهم أحد بالفقر في الإبداع، لكن أديب جازف وصنع أول ورشة سيناريو مصرية، وضم لها تحت رئاسته مجموعة من كتاب السيناريو الشباب الذين أصبحوا فيما بعد كتابا محترفين، أمثال: أحمد عبد الوهاب، ورؤوف حلمي، وعبد القادر نجيب، ووليد سيف.

لكن ما سيذكره تاريخ السينما لـ"أديب" هو أنه كتب فيلم "أم العروسة"، وهو الفيلم المصري الوحيد الذي وصل للترشيحات النهائية للأوسكار كأحسن فيلم أجنبي، كما أنه الفيلم العربي الذي اقتبست منه هوليود عددا من أفلامها التي تتناول القضية ذاتها، والتي طرحها الفيلم منذ عقود.

كما أنه السيناريست الوحيد الذي يظهر اسمه أربع مرات في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، والذي تم إعداده هذا العام بمناسبة مرور 100 عام على ظهور السينما في مصر عام 1907، وأفلام أديب الأربعة هي "باب الحديد" وهو ثاني أفلام يوسف شاهين بعد "بابا أمين"، وفيلم "صغيرة على الحب" وهو رائعة تمثيلية لسعاد حسني ورشدي أباظة، كما أنه الفيلم الأفضل في تاريخ المخرج الراحل نيازي مصطفى، وفيلم "الخائنة" لمحمود مرسي وإخراج كمال الشيخ، وأخيرا صاحب ترشيح الأوسكار "أم العروسة" بطولة عماد حمدي وتحية كاريوكا ومن إخراج عاطف سالم.

البداية الحقيقة لـ"أديب" كانت بعيدا عن الورق، فبعد تخرجه من المعهد العالي للمسرح قسم الإخراج استهوته المهنة، وعمل كمساعد مخرج لفترة قدم خلالها أفلاما، مثل "حب من نار"، و"مدرسة البنات".

لكن لقاءه الذي جمعه مع يوسف شاهين -بعد عودة الأخير من أمريكا؛ حيث درس الإخراج هناك- كانت بداية التعاون بينهما ليخرج إلى النور فيلم "باب الحديد" عام 1958، وهو بطولة مشتركة لفريد شوقي ويوسف شاهين وهند رستم.

ورغم ذلك فإن الفيلم لم يحقق أي إقبال جماهيري يذكر وقتها؛ حيث سادت أفلام الإثارة والأكشن وأفلام المطربين، إلا أن الفيلم حقق نجاحا معقولا عند عرضه في الخارج، كما أن أعين النقاد لم تهمله أبدا وطالما اعتبروه من كلاسيكيات السينما المصرية.

لكن عبد الحي أديب لم يكرر التجربة مع شاهين، فقد كان رأي النقاد لا يهمه بقدر ما يهتم برأي الجمهور، ومدى إقباله على الأفلام التي يكتبها، وكان لقاؤه التالي مع المخرج عز الدين ذو الفقار الذي قدم معه فيلم "امرأة على الطريق"، وبعد أن لاحظ أديب نجاح الفيلم قرر استئناف التجربة مرة أخرى في أفلام من النوع ذاته، لكن مع مخرج آخر هو نيازي مصطفى الذي قدم معه 30 فيلما من أجمل أفلام السينما المصرية، منها "سواق نص الليل" بطولة هدى سلطان وفريد شوقي، و"جناب السفير" بطولة فؤاد المهندس، و"صغيرة على الحب" بطولة سعاد حسني ورشدي أباظة.

اللافت للنظر أن مسيرة أديب لم تكن طويلة في السينما من حيث السنوات، إلا أنه قدم خلالها عددا كبيرا وضخما يصل إلى أكثر من 200 فيلم طوال 40 سنة فقط، لكن بالنظر إلى تاريخ صناعته للأفلام نجد أنه كان يتميز بكثافة غير عادية في الإنتاج المكتوب، فرغم فشل فيلمه "باب الحديد" عام 1958 إلا أنه كتب في العام نفسه فيلم "امرأة على الطريق"، وهو الفيلم الذي حقق وقتها نجاحا منقطع النظير.

. كما قدم في التسعينات فيلم "ديسكو ديسكو" بطولة نجلاء فتحي وشريف منير وإخراج إيناس الدغيدي، وهو الفيلم الذي صنع وقتها ضجة بين الجمهور والنقاد لجرأته الشديدة.

ولم يتوقف تعاون أديب وإيناس الدغيدي عند هذا الفيلم، فقدما معا أفلاما عديدة، منها "امرأة واحدة لا تكفي"، و"استكوزا"، و"مذكرات مراهقة"، وهو البطولة الأولى لأحمد عز وهند صبري، ولعل الجمهور لا يزال يذكر الضجة التي لازمت عرض الفيلم، ومقالات الهجوم عليه، الأمر الذي وصل إلى مجلس الشعب المصري، والذي كان يدرس وقتها طلبات من نوابه بوقف عرض الفيلم وسحبه من دور العرض."







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية