فيلم z لكوستا غافراس صراع الفن والسياسة


فيلم z   لكوستا غافراس صراع الفن والسياسة

صرح المخرج اليوناني الكبير مرارا ، انه لم يكن يريد من فيلمه z ان يصنع فيلما سينمائيا ، مليئا بالمشاهد السينمائية الجميلة وحسب . بل كان يريد إثارة الجدل ، خاصة السياسي منه . من خلال رواية قصة ، بطل الفيلم . المستوحاة من قصة حقيقية لأحد الزعماء السياسيين . في اليونان ، الذي وقف في وجه طغاة بلده من قوى ناهبة وظلامية . ولكنه دفع ثمنا لهذا الموقف حياته . في هذا الفيلم . يصور الصراع السياسي المصلحي على حقيقته . وموقف الدول المهمينة ، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، من هذا الصراع ووقوفها مع اباطرة الظلم في العالم . " فيلم زد كامل / يتناول الفيلم قضية (الاغتيال السياسى) : من إخراج اليونانى كوستا غافراس : جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لأفضل مونتاج (عام 1970) 17 ( زد ) هو فيلم من إخراج اليونانى كوستا غافراس ، ومن إنتاج فرنسى – جزائرى ، ومن بطولة النجم الفرنسى إيف مونتان ، و النجمة اليونانية إيرين باباس ، والنجم الفرنسى جان لوي ترنيتان ،بالإضافة لمجموعة ممثلين أوربيين وجزائريين يتناول الفيلم قضية (الاغتيال السياسى) من خلال قصة مأخوذةعن عمل روائى يحمل الاسم نفسه للروائى اليونانى “فاسيلي فسكيلوس” ، الذى استوحى أحداثها من حادثة اغتيال د.جريجوري لامبراكس السياسى اليوناني الذى اعتُبر من الشخصيات القليلة التى تطلع إليها اليونانيين بالذات جيل الشباب وطلاب الجامعات لمحاربة الفساد والاستبداد والتبعية للويلايات المتحدة الإمريكية ، فقد كان طبيب منحاز للطبقات الفقيرة من أبناء شعبه ، فساهم فى تقديم الخدمات الصحية المجانية من خلال اقامة مستشفيات خيرية . وتقوم الحبكة الدرامية للفيلم على حادثة اغتيال النائب الديمقراطى المنتمى لصفوف المعارضة ، من خلال افتعال احداث شغب امام المكان الذى سيقوم النائب بالاجتماع فيه مع أنصاره لالقاء محاضرة تتناول الوضع السياسى للبلد ، و يتطرق للهيمنة الأمريكية وللفساد المتغلغل فى مفاصل الدولة ، و لن يتاح الوقت للنائب كى يكمل محاضرته إذ يتعرض للضرب الشديد وسط تدافع الجماهير ، وتشابك انصار النائب مع الغوغائيين المتجمعين بالشارع ، ليسقط النائب ولكن لايبقى على قيد الحياة لوقت طويل بعد وصوله للمستشفى واجراء جراحات سريعة وخطيرة فيتم اعلان خبر الوفاة وسط اجراءات امنية متشددة منعا لاحداث شغب او تظاهرات يقوم بها انصار النائب الديمقراطى ، زوجة النائب تصر على البحث عن الحقيقة وراء وفاة زوجها خاصة بعد استماعها لما سيقوله لها رفقاء الزوج /النائب عن وجود شبهة قتل . يكُلف قاضى نزيه بالتحقيق فى الحادثة التى تسعى الأجهزة الأمنية والقيادات السياسية بالبلد لاخفاء معالم الجريمة و الإيحاء للمحقق النزيه بأنها مجرد أحداث شغب عادية وقعت إمام المبنى، ومع استمرار القاضى فى التحقيقات واستدعاء المشتبه فيهم ، بالإضافة للاستماع لشهادات رفقاء النائب ويواجه ذلك القاضي ضغوطا رسمية وسياسية من القيادات العليا بالبلد من اجل اخفاء تلك الجريمة وتغطية اثارها واسبابها وتفاصيلها. بالنهاية يتبين للقاضى أن الجريمة هى تصفية لخصم سياسى أقلق القيادات السياسية والعسكرية بالبلد بمعارضته للهيمنة الامريكية على ذلك البلد ، وسعيه لممارسات القمع و الفساد . يلعب الصحفى الشاب المستقل دور بارزا إلى جانب القاضى النزيه من أجل الكشف عن الحقيقة ، كلا من موقعه بالمجتمع . كما يبرز الفيلم دور طلبة الجامعات فى التصدى للدكتاتورية والقمع ، والقتال من أجل الديمقراطية من خلال مساندتهم الواعية والقوية للنائب ، ثم مشاركتهم فى مظاهرات حاشدة احتجاج على مقتله ، والاصرار على معرفة الحقيقة وراء الحادث . يتم تناول هذه الحادثة أى الجريمة السياسة بأسلوب بوليسى عبر سيناريو سلس ، ملىء بالتشويق والأثارة والبحث والتقصى فى تتبع خيوط الجريمة من خلال الغوص فى المجتمع ، وتقديم تفاصيل عن علاقات المصالح التى تربط الفاسدين بعضه (موقع سوريتي) "ذاكرة السينما: فيلم Z زد كمال لطيف سالم فيلم Z مأخوذ عن رواية الكاتب اليوناني فاسيلي فاسيد ليكوس الذي يقول عن فيلم Z انه ينسج الكاتب بصورة أمينة. والكاتب ، باعتباره أميناً للقصة الحقيقية فإن الفيلم يثبت كيف يمكن أن تصبح الوقائع الحقيقية عملاً ممتازاً. الفيلم يتناول حادثة اغتيال ، إذ تجري محاولة الكشف عن المتهمين والمدبرين لمحاولة الاغتيال في تعامل سينمي تتخلله الإثارة والإتقان الإخراجي الواضح، وهنا يكشف الفيلم عن أن المدبرين والمتهمين بالاغتيال هم سلطة الإرهاب والقمع. وترينا لقطات الفيلم الأولى التي يؤكدها المخرج كوستا، إنه لا يروم المتعة والتسلية في هذا الفيلم بل هو يسترعي التفكير والتأمل والاستقراء . والفيلم مباشر يعتمد القصد والتشابه المقصود وهو لم يحدد زمان ومكان البلد الذي تدور فيه الأحداث فالمكان في أية بقعة من العالم وتدور مجريات الفيلم عبر الكاميرا التي تخترق قاعة المحاضرات وتركز على الحاضرين الذي يبدو على وجوههم الملل. والمحاضر يتكلم عن أمراض النبات والزراعة ثم ينحدر إلى السياسة التي يؤكد بأنها هي التي دمرت الأرض.. ومن خلال ذلك يتحول المشهد ليرصد قائد البوليس الذي يردد بهلوسة: إن الأفكار المعارضة يجب القضاء عليها، ويصر بعد ذلك ويردد: نحن نعتمد عليكم في القضاء على كل ما يعترض الحياة.. وفي الجانب الآخر تظهر لقطات الفيلم القادم وهو نائب حزب المعارضة ويبدو رجلا وسيما وأنيقا هو – ايف مونتان- الذي ينزل من الطائرة وسط حشد وصخب المحيطين به، وتظهر بعض المشاهد التصويرية التي وضعها التيودور كليس، حيث تموج الموسيقى بحيوية تضفي لمسات الفرح. وسط كل ذلك ترتفع الموسيقى لتؤشر إلى نذير سوف يحدث. وترينا مشاهد الفيلم أنصار النائب ايف- وهم يزدحمون خارج القاعة وداخلها وهم يهتفون بينما المعارضون يحاولون إفساد وتخريب كل شيء فيمزقون اللافتات ويضربون الجمهور المشجع للنائب. وتمر مشاهد متشنجة تجري بعد عملية الاغتيال. بعدها ينتقل الفيلم إلى مجريات التحقيق والحبائل التي أحيطت حول الحدث الذي يراد منه أن يطمس وتغير شواهده ومعالمه، ويجري الصراع بين عشاق الحياة والحرية وبين الإرهاب والفاشية العسكرتارية، والمخرج يظهر لنا نماذج من الشواذ والقتلة والمنحرفين ويظهر شخصية الصحفي الذي يتابع بعدسته وقلمه دقائق خيوط حادث الاغتيال. والفيلم أنتجته فرنسا وساهمت فيه الجزائر في تسهيل عملية التصوير على أرضها. وفي معرض تعليق المخرج كوستا جافراس حول شخصية النائب- ايف مونتان- أنه أكثر الشخصيات قربا إلى قلبي حيث إن Z مغامرة تهمني شخصياً بل أستطيع أن أقول أنها تقلقني نفسياً. فاز فيلم Z عام 1969 كأحسن فيلم أجنبي وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان. وفاز بجائزة نقاد نيويورك لأفضل فيلم لذلك العام. وحصل الممثل جان لوي ترنتيان- على جائزة أحسن ممثل والفيلم يقول في النهاية.. إن الحكومة سقطت وشهود هذه القضية انتحروا والمحقق الشاب استبعد والصحفي سجن لحيازته أوراقا فيها حرف Z ويعني باليونانية (إنه حي).







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية