سيناريو فيلم زد

الإصدار: العدد مائة و اثنان و ثلاثون

سيناريو فيلم زد

 سيناريو: جورج سميرن كوستا –

جافراس إخراج: كوستا جافراس

ترجمة: د. رفيق الصبان

منشورات وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما (126) يعتمد هذا الفيلم على أحداث تاريخية حقيقة وقعت في اليونان في يونيو 1963. وتحول التاريخ إلى قصة كتبتها ريشة الكاتب اليوناني فاسيلي فاسيكيكوس وطبعت في اليونان ثم منعت بعد فترة قصيرة من نشرها، وقد ترجمت هذه القصة إلى الفرنسية ونشرتها مؤسسة جاكيارد للنشر ومازال مؤلفها منفياً حتى الآن عن بلاده. وقد حرص كل من كوستا جافرا وجورج سمبرن كاتبي السيناريو على المحافظة على أصل القصة ولهذا السبب فقد كتبا أكثر من سيناريو عنه، وقد أطلعت على اثنين من السيناريوهات المكتوبة الأول أدبي بحت يكتفي بالإشارة إلى اللقطات وحركات الكاميرا....

بينما يزيد الثاني في التفاصيل منها، وكلا هذين السيناريوهين والسيناريوهات التالية التي كتبت لا تعطي فكرة دقيقة حقاً عن الفيلم لأن المخرج كان كثيراً ما يغير أفكاره أثناء الإخراج العملي. لذلك فلقد اخترنا هذا السيناريو الأدبي والذي يعتمد على الناحية السيكولوجية لأنه أكثر متعة في القراءة... وبالطبع فقد اضفنا إليه بعض الشروح التكنيكية التي تفسر الطريقة السينمائية التي أخرج بها. بقي أن نقول إن المخرج كوستا جافرا وصديقه المنتج جاك بيران قد أطلقا على الفيلم حين كان مشروعاً أسم (ز أو تشريح جريمة اغتيال سياسي) ولكن بقي من هذا العنوان على الفيلم وعلى الإعلانات هو الحرف الأول فقط "ز". السيناريو لقطة أميركية جانبية لمعاون وكيل وزارة الزارعة الذي يلقي محاضرة. لقطة بانورامية على الحضور المكونين من مختلف ضباط الشرطة – بينهم رئيس المنطقة ومديرها العام – ومن مديري الخدمات الزراعية في الوزارة الذي يتابعون بنشاط واهتمام شديدين تحليل رئيسهم العلمي. لقطة عامة ثم لقطات عامة مختلفة بينما تدور عناوين الفيلم حتى تنتهي بالكلمات الآتية: كل تشابه مع حوادث وقعت أو شخصيات حية أو ميتة ليس أمراً قدرياً أو مصادفة وإنما هو أمر مقصود تماماً. جورج سمبرن كوستا جافرا.

القائد يسير إلى جانب الكولونيل ونائب وكيل الوزراء... الضابطان يتبعان متجهين نحو عربة بيضاء مرسيدس (لقطة بانورامية) ثابتة للقائد... يخرج السائق منها على عجل ويقف بشكل استعداد، القائد يتابع حديثه وهو يسير، الشمس تلمع في كبد السماء. لقطة أميركية واسعة على الرجلين أمام المدخل... على رأس الأدراج التي تقود إلى مدخل المسرح، بانوراميك صغير يلتقط أحد المارة الذي يقف مستنداً بظهره على سيارة حاملاً بيده مجلة (لوك) بانوراميك معاكس يلتقط بوزيني ومات وكأنهما مراقبان من قبل الرجل. لقطة عامة... الطائرة تهبط. نراها من خلال عدسة بعيدة... الطائرة تبدو وكأنها تهبط بشكل أفقي بحركة بطيئة، الطائرة تسير على المهبط... تتقدم حتى تملأ الشاشة... موسيقى. لقطة متوسطة لباب الطائرة الذي يفتح ويبدو منه (ز) وراءه مضيفة، يبقيان لحظة أمام الدرج... يتكلمان دون أن تسمعهما (ز) يشير إلى المحفظة التي يحملها بيده... أمامنا... يهبط (ز) الأدراج... ترافلنج من الخلف، على أرض المطار مضيفة أخرى تشير إليه إلى مبنى المطار دون أن يمر على الجمارك والبوليس كالمعتاد... يشكرها بابتسامة ويتابع سيره، محفظته في يده متجهاً نحو الأبنية يتبعه ترافلنج من خلال سياج عشبي صغير... لقطة طويلة مع موسيقى. لقطة أمريكية طويلة على ترافلنغ تتبع (ز) الذي يسير نحو باب الخروج. في هذه اللحظة نرى جمالاً مثقلاً بالحقائب يسير وراءه رجل وأمرأة يلمح (ز) فجأة يضع حقائبه على الأرض ويهرع نحوه... دهشة الزوجين الحمال يتكلم مع (ز) بحماس (لا نسمع الكلام بسبب الموسيقى) ويروي قصة لا نسمعها.. صوت الميكروفون العالي يعلن عن قيام طائرة ما. وضعية (ز) تجاه الحمال تعكس شيئاً من الخجل ومن الحرج، أخيراً يضع (ز) يده على كتف الحمال مشجعاً ثم يذهب، الحمال ينظر إليه وهو يذهب لافتاً انتباه كل من يحيط به (حمالين، عمال، سائرين) إلى وجود (ز). الزوجان صاحبا الحقائب يناديان الحمال بخشونة ويلفتان نظره. (ز) يتابع طريقه ويشير بيده بحركة ود إلى أصدقائه الذين ينتظرونه بيرو، مات، مانويل، وأخرين بيرو بسعادة بالغة يسرع نحو (ز) ويعانقه. (ز) يصافح الآخرين، مجموعة من الشباب الصغار تراقب المنظر، أحدهم يتعرف على النائب (ز). الشاب: إنه هو النائب. الآخرون: نعم... نعم... رأيناه... رأيناه لقطة عامة لغرفة مضاءة ز واقف والتليفون في يده يسير نحو السرير. في خلفية الصورة يقف بيرو ز بالتليفون نعم أنا أنتظر يجلس ز على السرير ويخرج من حقيبته عدة دوسيهات ويلوزاً أبيض ألو... ألو كيف حالك يا حبيبتي أنا حسن جداً (لحظة) ماذا... نعم هناك بعض العراقيل من أجل الصالة كالعادة أثناء الحديث يخرج من حقيبته أيضاً بروازاً فيه صورة له ولزوجته ولولديه طبعاً لا... ولماذا ترتدين أن يحصل عراك!! نعم... غداً (من بعيد بيرو يقترب ويشير شارة محبة جورج يحييك إلى اللقاء يا حبيبتي)... إلى الغد (يضع السماعة ويفك كرافته ببطء) هذا المشهد تفسيري ووضع في السيناريو بهذه الصورة. أنها هنا... وجه ز يملأ الشاشة... قطع مفاجئ ونرى صوراً بالراديو لدماغه المحطم. نبتعد عن اللوحة الصغيرة التي علقت فيها صور الراديوجراف ونرى هيلين وشولا... في مكتب المستشفى. صوت هيلين: لا أحد يتخيل كيف يكون رأس الرجل من الداخل.. هناك كتب كثيرة تكلمت عن ذلك وصور كثيرة التقطت وكل وسائل الشرح والإيضاح الأخرى... ولكننا عندما نرى رأس رجل – هذا الرأس رأسك التي كانت مرفوعة دوماً... صامدة على كتفيك العريضتين...

ذات التقاطيع الحاد. والفم الذي يسيل شهوة والعيون المتكبرة – عندما ننظر إلى رأس الرجل لا تفكر بجمجمته.. إننا ننظر إلى رأس ووجه الرجل الذي نحبه ولكننا لا نفكر بجمجمته... "أما الأن فقد رأيت"... وحدها في غرفة المستشفى هذه وعلى واجهات من زجاج علقت مجموعة كاملة من صور جمجمة زوجها لقد قدم لها الأطباء قبل قليل التفسيرات الطبية بكل تفاصيلها... ووقائعها... ولم تفهم شيئاً.. أصوات الأطباء: "تصف إصابة ز والعمليات التي تمت"...

هل كانت تسمع حقاً؟؟؟ إن الارتجاج النخاعي وآثاره لا تهمها... إن ما يهمها فقط هو حياته نفسها... هذه الشعلة التي لم تكف عن البريق في هذا الجسد الذي جمد الآن أمام دهشة الأطباء كلهم. إنها تنظر إلى صور الراديو... هذه الأشباح.. هذه الشارات الغامضة... هذه الشبكة التي كانت الحياة البارحة فقط تندفع فيها الصور والرغبات والعواطف والكآبة.. أنها وحدها مع شولا في هذه الغرفة بالمستشفى بين صور الراديو لجمجمة زوجها... بينما يقوم الأطباء بإجراء عملية أخرى لـ ز. في ذاكرتها هي تتوالى الصور. ساحة صغيرة.. تمشي فيها مع زوجها... البحر هناك والشجر... ولكن الصورة تتوقف وتسود... تعود مرة أخرى وثانية وثالثة وبفلاشات سريعة حتى يعم السواد الشاشة تماماً. باب المصعد يفتح... المجموعة المكونة من هيلين والطبيب وشولا والممرضة ومات ومانويل تظهر، ترافلنج ولقطات بانورامية تكشف وجود رجال البوليس في كل الزوايا...

ورجال الصحافة... صوت الجراح: الكسر الذي سببه السقوط قد أصاب الدماغ بارتجاج... ودون شك الكتلة العصبية قد تفككت...

(لقطة بانورامية... صوت الطبيب يأتي من غرفة دراسة مفتوحة الأبواب...) الطبيب المدير يتبع هيلين مرتبكاً...

لقطة متوسطة للغرفة التي تجمع فيها كل المسؤولين العسكريين والمدنيين الجنرال – الكولونيل – ورئيس الشرطة – المدعي العام – القاضي – المساعدة – قاضي التحقيق – وقوفاً تجاه طبيب جراح يشرح مجموعة من الصور الراديوجرافية المنشورة أمامه.

عدة لقطات على الطبيب الذي يتكلم... هيلين التي تدخل ثم تقف... ثم الطبيب المدير الذي يحاول أن يشير لافتاً نظر الناس إليها... ولكن أحداً لم ينتبه إلى وجودها... الكل يديرون ظهورهم إليها...

شاشة سوداء، ثم تظهر على شاشة صغيرة أصغر من الشاشة المضاءة. أحرف كبيرة "القضية" تضاء الغرفة فنرى آلة تلفزيون تعطي برنامجاً بالأسود والأبيض... باقي الصور بالألوان، الصحفي يجلس أمامنا وراء مكتب وضعت عليه كاميرا وآلة تسجيل تعمل، وراءه... تمر الصور... أول صورة صورة القاضي المساعد.. تنتهي الكلمات... بينما تبقى الموسيقى... ويظهر في منتصف الشاشة حرف (ز) ويظهر إلى جانبه على اليمين صورة لايف مونتان وعلى اليسار صورة بالقلم للنائب جريمبوريوس لابراكيس وعلى حرف (ز) يظهر التفسير التالي "إنه حي". شاشة سوداء... تشتد الموسيقى... لا تظهر كلمة النهاية.

 







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية