معالي وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل راعي هذا الافتتاح . السادة الوزراء . السادة السفراء . أيها السيدات والسادة . في "سوريون" أتم المخرج المبدع باسل الخطيب ثلاثيته عن المرأة السورية . بدأها بـ "مريم" ، أكملها بـ " الأم " ويختتمها اليوم بـ "سوريون" الذي تلخصه تلك الصرخات المبحوحة التي يسمونها الشغف بالوطن . ما أن يبدأ الفيلم حتى يجد المرء نفسه أسير حالة شعرية خالصة وبناء درامي غريب يؤطر حكاية ربما شاهدناها مرات ومرات ليحار ذلك السر الكامن في القوة التأثيرية لمفرداتها ، غير أن هذا السؤال الطارئ لن يتردد طويلاً فالحكاية سرعان ما ستكون بحرفية المخرج الذي يقصها متوغلة في الخفايا والسراديب التي تلخص ما تمر به سورية الحبيبة اليوم ، وفي الوقت ذاته يعرض باسل الخطيب شخصيات تحتاج مزيداً من الدفء في داخلياتها، تتوق لصفاء منشود لا توفره لها صقيعية الظروف التي من حولها ، محاولة استلهام تلك الروح الغائبة التي ترفرف بجناحيها فوقها. "سوريون" هو ثنائية الداخل الخافت والخارج الصاخب ، هو التنافر المشروع بين فسحة سماوية تضم كل ما هو أخاذ وربيعي، وانكماش ضيق لا يفسح المجال حتى لتنهيدة يرومها المرء لبلوغ راحة منشودة. ما أن ننتهي سوية من افتتاح فيلم سوري حتى نلتئم من جديد لافتتاح فيلم سوري آخر. بالأمس القريب افتتحنا معاً "الرابعة بتوقيت الفردوس" و "العاشق" و "بانتظار الخريف" و "فانية وتتبدد" ، وها نحن اليوم نفتتح "سوريون" ، وقريباً جداً نحن على موعد جديد مع أفلام حديثة أخرى : "أنا وأنت وأمي وأبي" و "ليليت السورية" و "مطر حمص" و "حرائق" و " الأب " الفيلم الرابع الذي تنتجه المؤسسة العامة للسينما لباسل الخطيب ، في خضم انطلاقة قوية للفيلم السوري ولمؤسسة السينما التي تنجز هذه الآونة أهم الأفلام في تاريخها ، لتؤكد إنتاجاتها هذا الحضور القوي في المهرجانات السينمائية، ولتستحوذ على قلوب متابعيها إثر النجاحات الجماهيرية المدوية التي حققتها. أسوق مثالاً بسيطاً : في هذه الصالة بالذات، تمكن فيلم "بانتظار الخريف" لجود سعيد من جني عائدات مالية فاقت الأفلام التي رشحت لأوسكارات هذا العام، وكذا الأمر ينطبق على "فانية وتتبدد" لنجدة أنزور الذي يحقق إلى يومنا هذا إقبالاً كثيفاً لم تشهده سورية من قبل . إنها فرصة أيضاً لأشير إلى أن باسل الخطيب سيغادر يوم غد الخميس إلى بيروت لاستلام جائزته عن فيلم " الأم " الذي حاز على الأرزة الذهبية في مهرجان بيروت السينمائي الدولي، وهو بذلك يقطف جائزة جديدة تنضم إلى جوائزه السابقة. أتوجه بالشكر العميق لمعالي وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل على دعمه اللامحدود للمؤسسة العامة للسينما التي تشهد انطلاقة قوية بفعل محبته للسينما ومؤازرته لنا، وأشكركم أيها الأعزاء على تلبيتكم دعوتنا هذه ، متمنياً لكم مشاهدة ممتع