بفضل جهود بعض عشاق الإبداع من صناع السينما العربية، أصبحنا ننتظر المهرجانات السينمائية الدولية ليس فقط لأهميتها ولمعرفة أحدث وأهم ما يتم إنتاجه عالمياً، ويستحق أن ننتظر موعد إطلاقه في الصالات، بل لأن السينما التي تمثلنا موجودة هناك، تحمل رسائل عربية، تتحدث بلغتنا، وتقدم صوراً حقيقية وأفكاراً مختلفة عن تلك التي يصدّرها الإرهاب، وتحيكها أيادي السياسة الخفية. في مهرجان «كان» السينمائي الدولي الذي نعيش أجواء دورته التاسعة والستين، السينما العربية حاضرة بقوة، وإن كانت هذه القوة نسبية، إلا أنها تكمل مشوار التواصل بين الشرق والغرب، وتفتح أسواقاً وآفاقاً جديدة، تحتاجها منطقتنا وتتطلع إليها من كافة النواحي الثقافية والفنية والسياحية والاقتصادية، وأيضاً السياسية. في الدورة 67 من مهرجان «كان»، كانت أحوالنا غير، وأذكر أننا كنا نتحسر على أيام «العز»، حين كان يوسف شاهين ويسري نصرالله يذهبان بأعمالهما إلى ذلك الشاطئ الفرنسي الساحر ويقفان بين النجوم العالميين يقدمان أفلامهما الرائعة، ويشاركان ولو خارج المسابقة الرسمية. هذا الإحساس عاد إلينا هذه الدورة مع عرض فيلم «اشتباك» المصري في تظاهرة «نظرة ما»، والتي تعتبر ثاني أكبر مسابقة في المهرجان بعد «المسابقة الرسمية». أحوال السينما العربية كانت وما زالت متأرجحة وغير ثابتة، تصعد وتيرتها عاماً فتقبل بقوة وثقة لتشارك في المهرجانات العالمية وتنال الجوائز، سواء كانت السينما المصرية أو الفلسطينية أو المغربية والتونسية والجزائرية واللبنانية.. كما عرفت السينما الخليجية حضورها المميز في السنوات الأخيرة، وقد استطاعت أن تتطور بسرعة وبات الغرب يعرفها جيداً.. لتعود السينما العربية وتتراجع دون أن نفهم السبب الحقيقي وراء تراجعها، وانحصار مشاركاتها بعروض للجمهور، وحضور لا بأس به في مهرجانات عربية. .