كين لوتش ، إحدى الشخصيات السينمائية الفاعلة في السينما البريطانية والعالمية على حد سواء ، كثيرا ما أتهم بأنه ذو ميول يسارية متطرفة ، وكان يعلن ذلك ويجاهر به أمام الجميع . قدم في أفلامه المآسي الإنسانية التي يشهدها العالم . فأنجز في سبيل ذلك العشرات من الأفلام السينمائية والتلفزيونية . كان صاحب صوت عال ضد الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ، فكان من الشخصيات ال600 التي جمعت أكاديميين وفنانين ومثقفين من بريطانيا والعالم . والتي طالبت بمقاطعة إسرائيل . وهو الذي دفع ثمن ذلك الكثير من المصاعب التي واجهته خلال عمله . وقامت الألة الصهيونية بتسخير وسائلها الإعلامية ضده . وكان آخرها بعد فوزه منذ أيام بأكبر جائزة سينمائية في العالم وهي السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي . عن فيلمه (آي دانييل بلاك ) .
مثلت الجائزة هدية له في عيد ميلاده في سنته الثمانين التي سيبلغها قريبا، وتتويجا لنهج واقعي نقدي رسخه لوتش عبر أكثر من نصف قرن من حياته المهنية الثرة.و هي المرة الثانية التي ينال بها جائزة السعفة الذهبية في كان، إذ سبق أن حصل عليها في عام 2006 عن فيلمه "الريح تهز الشعير". شكر لوتش في كلمته بعد تسلم الجائزة ، الفريق الذي عمل معه وفي المقدمة منهم السينارست بول لافيرتي والمنتجة ربيكا اوبراين، واصفا أعضاء فريقه بأنهم نفس العصبة التي عملت معه في عام 2006. وقال لوتش عن موضوعة فيلمه "عندما يكون ثمة يأس، يستفيد من ذلك أهل اليمين المتطرف، يجب أن نقول أن وجود عالم آخر أمر ممكن وضروري". وتابع قوله "شكرا أيضا للعاملين في مهرجان كان الذين يجعلون هذا الحدث ممكنا." وأكمل إن لديه شعورا غريبا لحصوله على الجائزة في مثل هذه الأجواء المترفة في ظل الظروف التعيسة التي يعيشها الأشخاص الذين ألهموه لعمل فيلمه. وقال "عندما يكون هناك يأس يستغل الناس من أقصى اليمين ذلك. ينبغي أن نقول إن عالما آخر ممكن وضروري." يقدم لوتش في الفيلم الأحدث له ، أحد أجمل أفلامه وأكثرها تأثيرا، ويصل فيه إلى ذروة دربته في جعل مشاهديه يتماهون مع أزمة بطله، ونموذجه الإنساني، الذي يمثل الانسان العادي البسيط الذي يسحق وسط اختلالات النظام الاقتصادي المهيمن وما ينتجه من اغتراب وأزمات اجتماعية،. يتحدث الفيلم عن شخصية دانييل بلاك، التي استخلصها السينارست بول لافيرتي بعد بحث لأسابيع ومقابلات مع أشخاص في المنظمات الخيرية التي ترعى المعوقين والعاطلين عن العمل وزيارات ميدانية لبنوك الطعام، التي تقدم خدماتها للمشردين والمعدمين، فضلا عن أحاديث مع السكان في مجتمع مدينة نيوكاسل البريطانية. و هو نجار من مدينة نيوكاسل في الـ 59 من عمره، يبلغه الأطباء بأن حالته الطبية لا تسمح بعودته إلى العمل بسبب مرض في القلب، فيتحول إلى تلقي مساعدة الرعاية الاجتماعية، لكنه يواجه تعنت النسق البيروقراطي ويتيه في دوامة من المراجعات والتعقيدات تنتهي بموته بأزمة قلبية. وبعد فوزه بالجائزة الذهبية في كان ، حضر المخرج البريطاني افتتاح مهرجان السينما الفلسطينية في باريس، حيث قال إنه في غياب تأثير هيئة دولية لا تمارس أي سلطة ولا تبحث عن إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، فإن على المدنيين أن يفعلوا ما في وسعهم لأجل ذلك، في إشارة إلى مقاطعة إسرائيل. وقال لوتش إن لديه الكثير مما يرويه عن فلسطين وشعبها، وأن على الجميع أن يعرف طبيعة الاحتلال الإسرائيلي.وعلى الجميع أن يتعرف على الاحتلال الإسرائيلي وما يحدث في الأرض الفلسطينية، وهو ما يمثل نظام الأبرتهايد الجديد وكذلك حول ما يحدث في قطاع غزة، واعتقال الأطفال والاستيلاء على الأراضي. وقال في مؤتمر صحفي غلب عليه الطابع السياسي “هناك عامل مشترك مهيمن بين كل الدول الأوروبية. هناك قسوة واضحة في الطريقة التي ننظم بها حياتنا الآن حيث يقال للأشخاص الضعفاء إن فقرهم هو خطأهم الشخصي .. إذا كنت بلا عمل فأنت المسؤول عن ذلك.” وندد لوتش الذي يحتفل الشهر المقبل بعيد ميلاده الثمانين أثناء تسلمه الجائزة بالأفكار «النيوليبرالية التي قد تقودنا إلى الكارثة». وأضاف أن «العالم الذي نعيش فيه، في وضع خطر. نحن على مشارف مشروع تقشف تقوده أفكار نسميها نيوليبرالية قد تقودنا إلى الكارثة». ومضى أن «هذه الممارسات النيوليبرالية أوقعت في البؤس ملايين الأشخاص من اليونان إلى البرتغال مع أقلية صغيرة تحقق الثروات بطريقة مشينة». كما انتقد المخرج البريطاني المخضرم بشدة سياسة التقشف المالي لأوروبا، محذراً من أنها يمكن أن تؤدي إلى صعود اليمين المتطرف. -" وُلد كين لوتش في 17 يونيو 1936، في بلدة نانيتون بمنطقه وريكشير (شمال شرقي إنجلترا). - مخرج سينمائي بريطاني يُوصف بأنه متمرد لتناول أفلامه قصص المعاناة الإنسانية. - درس الحقوق في جامعة أوكسفورد، قبل أن يتحول إلى مخرج منذ 40 عاماً. - أخرج العشرات من الأفلام الاجتماعية للسينما والتلفزيون. - تناولت أفلامه معاناة المشردين مثل فيلم «كاثي عودي إلى البيت» (1966)، والحرب الأهلية الإسبانية» (1995)، والصراع في ايرلندا في فيلم «الأجندة الخفية» (1990). - في العام 1991، فاز بجائزة الفيلم الأوروبي لأفضل فيلم. - في العامين 1990 و1993، فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي. - في العام 1998، فاز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان السينما المستقلة البريطانية. - في العام 2006، فاز فيلمه «الريح التي تهز سنابل الشعير» بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. - في العام 2012، حاز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان لدورته الــ 65 عن فيلم «حصة الملائكة». - في 2016، حصل فيلمه «آي... دانييل بلايك» على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي".