غاندي ، أيقونة السلام ، في السينما العالمية


غاندي ، أيقونة السلام ، في السينما العالمية

 

كان غاندي رمزا إنسانيا . ليس للأمة الهندية فحسب . بكامل طيفها الديني والعرقي ، بل كان رمزا لكل الإنسانية التي دافع عنها ، بكل قوة رغم فقره وضعفه الجسدي . ولد غاندي في بلد كبير ، يحمل بذور الحضارة العالمية ، لكنه ضعيف ، بالفقر والجهل ، درس المحاماة ، في جنوب افريقيا ، وعمل بها ، لكنه عاد لوطنه ليحارب ضد المحتل البريطاني ، الذي كان يعد الهند جوهرة التاج البريطاني . أوجد نظرية اللاعنف ، وهي النظرية التي استلهمها كثير من مبدعي ومفكري العصر الحديث ، منهم تولستوي و شو و جبران خليل وغيرهم . رحل الرجل ، رغم هذه النظرة ، على يد متشدد ، اغتيالا ، ومن يومها صار غاندي أيقونة السلام في تاريخ الإنسانية . في العام 1982 تصدى الممثل والمخرج البريطاني ريتشارد أتنبرة لإنجاز فيلم عن غاندي . وقد حقق بذلك حلما قديما لكل الأمة الهندية ، أدى دور البطولة فيه ، الممثل الهندي البريطاني بن كينغسلي ( كريشنا بانديت بانجي ) .وهذا هو (اسمه الأصلي), في سكاربوروه في بريطانيا لام إنكليزية وأب من أصل هندي. وبدأ حياته الفنية على المسرح في لندن العام 1966. واختار بعدها اسم بن كينغسلي وانضم إلى فرقة "رويال شكسبير" المسرحية في العام 1967 فقام بأدوار في مسرحيات (حلم ليلة صيف) و(العاصفة) و(يوليوس قيصر)، وحصل على دورين رئيسين في مسرحيتي (عطيل) و(هاملت).

حاول ريتشارد اتنبيرومخرج الفيلم أن يصنع فيلما عن زعيم التسامح غاندي فيلم من نمط الأفلام ذات الإنتاج الضخم كونه صاحب مقاومة اللاعنف ضد حكم بريطانيا العظمى الاستعماري للهند خلال النصف الأول للقرن العشرين.. وقد فاز بجائزة الأوسكار، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم. وقد فاز بمجموع ثماني جوائز أوسكار، كان الفيلم إنتاجاً عالمياً مشتركاً بين شركات إنتاج هندية وأخرى بريطانية، عندما إالتقى الرئيس الهندي نهرو بالمخرج "أتنيرو" في عام 1963 ، حيث قال لـ"أتنبرو" أثناء حديثه عن مشروع إنتاج الفيلم : ... أياً كان فيلمك ، فلا تجعل من الرجل إلهاً .. لقد كان رجلاً عظيماً ، لذا يجب تجنب تأليهه.

ويعتبر من أشهر الأعمال ذات القيمة الإنسانية التي تطرقت للثورات في تاريخ السينما، ربما لعظمة ما قام به مهاتما غاندي من ثورة سلمية كانت تهدف لطرد الاحتلال الأجنبي البريطاني لشبه القارة الهندية، حيث اعتمد غاندي أسلوب مقاطعة كل المنتجات البريطانية لدرجة أنه كان يمشي حافيا، بسبب أن الأحذية كانت في ذلك الوقت من إنتاج مصانع تابعة للإمبراطورية البريطانية.

تحظى شخصية المهاتما غاندي باحترام وتقدير كبيرين داخل الهند وخارجها، ولذلك فإن أي عمل سينمائي يروي سيرة حياته ونضاله السلمي من أجل الحرية والاستقلال لا بد أن يُدرس بعناية فائقة ويقدم على الشاشة بذات الفرادة التي ميزته في كل مراحل حياته .







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية