“توني اردمان”، هو فيلم كوميدي ألماني لمخرجته الشابة، مارين أدي وفيه تروي لنا قصة مدرس مطلق يتمتع بروح فكاهة عالية، وفي يوم ما يقوم بزيارة فجئية لإبنته التي لم يرها منذ فترة طويلة، بسبب انشغالاتها المهنية في بوخاريست، اللقاء كان فرصة لعيش لحظات لا تقدر بثمن بين الأب وابنته. لإنجاز فيلمها، مارين أدي قامت بعدة بحوث حول شخصية الممثلين الكوميديين، مثل أندي كوفان، كما استلهمت الكثيرمن الأفكار من تجارهاالشخصية. تقول المخرجة مارين أدي:” شخصية الممثل أندي كوفمان والأدوار التي تقمصها أوحت لي الكثير من الأفكار، كما أنني استوحيت أفكاري من الأجواء المرحة التي تتميز بها عائلتي، والدي هو صاحب نكتة بامتياز، أتذكر أنني أهديته لعبة على شكل طاقم أسنان وكان يضعه بين الفينة والأخرى لسنوات طويلة.” إيقاع الفيلم تميز بهذا الإنتقال السريع من مشاهد الفرح إلى مشاهد الحزن أو العكس، خاصة عندما يتطرق الأب مع ابنته لمفهوم السعادة. الممثلة ساندا هيللر هي من تقمصت دورالإبنة وستحكي لنا عن ظروف تصويرالفيلم التي كانت محفوفة بالمفاجآت:“لم يكن أحد يتصور طريقة تصويرالفيلم، كل ما كنا نعرفه هو مواعيد التصوير والمحتوى، لقد تدربنا جميعا على أدوارنا ولكننا لم نكن نعرف ماذا سيحدث، الأمر كان يشبه عملية الولادة.” المواقف المضحكة كانت تبدو طبيعية جدا في الفيلم، ولكن كل التفاصيل أعدت مسبقا وبكل دقة. الممثل النمساوي بيتيرسيموني شيك، الذي تألق في دورالأب عبر عن سعادته بالعمل مع المخرجة مارين أدي، التي يجدها صبورة جدا ولكن متطلبة جدا ايضا. يقول الممثل بيتر سيمونيشيك:“العمل معها يجعل الجميع يبذلون أقصى طاقتهم، وهذا ما حدث معنا، عند عرض الفيلم في مهرجان كان، تحدثت إلى الشخص الذي تولى تنفيذ الحاشية السينمائية لعملنا قال لي:” يا إلاهي لم يسبق لي العمل بهذه الطريقة في حياتي”. أي شخص يعمل مع أدي يجب أن يكون مستعدا لبذل مجهود كبير.” “توني اردمان” عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي ضمن المسابقة الرسمية، ولاقى ترحيبا كبيرا من النقاد، لكنه لم يفز بأية جائزة. الفيلم عرف نجاحا منقطع النظير لدى عرضه في قاعات السينما الألمانية، وبإمكان الجمهور اكتشافه الآن في قاعات السينما العالمية.