عمار أحمد حامد مدير المهرجانات في المؤسسة العامة للسينما في حوار مع جريدة الصباح التونسية .
حاورته: نزيهة الغضباني- -
هل تأثّرت الحركة الثقافية بشكل عام بواقع البلاد ونار الحرب المشتعلة على أراضيها؟
الحركة الثقافية مستمرة وعجلة الإنتاج والإبداع لم تتوقف بل تضاعفت في بعض المجالات خلال الخمس سنوات الأخيرة. فدمشق وحلب وغيرهما من المدن الكبرى تواصل نسق عملها ونشاطها مثل سائر مؤسسات الدولة والبنية الإدارية تعمل بانتظام والمؤسسة العامة للسينما ضمن هذه المنظومة. فدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق تنظم بصفة دورية عروضا وسهرات موسيقية بمشاركة مكثفة لفناني البلد كما هو الشأن بالنسبة للمسرح وإصدارات الكتب والمجلات. فالحركة الثقافية تضاعفت في مستوى النشاط والإنتاج خلال هذه المرحلة لأنه سلاحنا الوحيد لمواجهة حملات التعتيم والتشويه الممنهجة ضد سوريا والسوريين.
من جهة أخرى تم إنتاج حوالي عشرة أعمال درامية في رمضان الماضي وتم اقتناؤها وعرضها في قنوات تلفزية عربية. -بم تفسر ذلك؟
أعتقد أن هذا الغبن من الحياة أنتج فنا أصبح يلامس الواقع أكثر من السابق. فديدن أهل الثقافة والفكر والإعلام في هذه المرحلة الصعبة يختزله سؤال تحفيزي للقوى والمواهب والطاقات:
هل لدينا القدرة على الصبر والمقاومة بعد خمس سنوات من الوجع؟.
فلم ننتظر شهادة من الخارج بل تكاتفت جهودنا من أجل المقاومة وتأكيد نزعتنا للحياة والاستمرار عبر مدخل الفنون والثقافة. -كيف تمت بلورة هذه النزعة في عالم الفن السابع؟ على خلاف ما يعتقد البعض فقد تضاعف الإنتاج السينمائي بصفة خاصة في السنوات الخمس الأخيرة.
حتى أن بعض الدول تستغرب أننا لا زلنا ننتج سينما إذ يكفي أن أذكر أنه تم إنتاج في العام الحالي أربعة أفلام طويلة وأكثر من 30 فيلما قصيرا في إطار دعم سينما الشباب إضافة إلى الوثائقي. فأغلب الأفلام تسلط الضوء على الظرف المعيشي مثل أي شخص موجوع.
فالسينما موجودة اليوم تلامس الوجع السوري وهمّ العالم العربي. وقد عرضنا أفلامنا في عدة مهرجانات وبلدان عربية وغربية وأفلامنا مطلوبة بشكل ملفت للنظر. وعلى صعيد داخلي تم بعث مهرجان مشروع سينما الشباب فيظل الأزمة التي تعيشها بلادنا وقد أدرك هذا العام دورته الثالثة على التوالي ويسجل مشاركة عربية. وهو تظاهرة تنظمها مؤسستنا وتتولى من خلالها دعم مشاريع المبدعين الشباب في مجال الفن السابع في مختلف الأنماط السينمائية ماديا وتقنيا. وقد أفرزت هذه البادرة مجموعة من الأعمال المتميزة على الصعيدين الوطني والدولي.
-كيف كان التفاعل والتعامل مع السينما السورية في الخارج؟ في الحقيقة واجهنا صعوبات جمة من أجل إيصال مشروعنا وفننا وإنتاجنا وعرضه في خارج سوريا في السنوات الثلاث الأولى للأزمة التي تعيشها بلادنا. حيث رفضت عديد المهرجانات والجهات العربية والأوروبية مشاركتنا. ولكن بفضل إصرارنا على إيصال الصورة الحقيقية للحرب التي تعيشها بلادنا بما هي حرب ضد الإرهاب والتكفيريين فكان أن فتح المجال في بعض البلدان بداية من النصف الثاني من عام 2015 وكانت البداية بإقامة أسبوع السينما السورية بألمانيا.
كانت الأفلام المعروضة مفتاحا للسينما السورية لتدخل عدة بلدان أوروبية بعد أن طلبت زيوريخ عرض 20 فيلما جديدا يتناول واقع الأزمة في بلادنا. ولا تزال أفلامنا إلى غاية اليوم مطلوبة على أكثر من صعيد في عديد المناسبات الدولية. -قلت إن بعض المهرجانات تغلق أبوابها أمام الإنتاج السوري، هل لا يزال هذا «الفيتو» قائما إلى اليوم؟ من المؤسف فعلا أن نجد البلدان الأوروبية والغربية تكسر الحصار على الثقافة والسينما السورية في حين ترفض بعض المهرجانات العربية مشاركتنا على غرار مهرجانات دبي ومراكش وقرطاج في المناسبات الماضية.
ولا أعرف لماذا تتم محاصرة الفن في حين لا يمكن أن ننكر أسماء لمعت في سماء سوريا على غرار نزار قباني وحنا مينا ونجدت أنزور وغيرهم. -ولكن سوريا حاضرة على الدوام في المهرجانات والتظاهرات الثقافية في تونس في السنوات الأخيرة؟ أقولها صراحة، ليس لنا أي موقف من تونس والتونسيين بالعكس فهي تظل البلد الأقرب لنا في الثقافة ونحن مستعدون للتعاون والتعامل ودخول الساحة التونسية موطن الإشعاع.
-هل تقصد إذا مهرجان قرطاج السينمائي؟ نعم وبكل تأكيد خاصة أن سوريا أنتجت هذا العام خمسة أفلام طويلة جديدة لم تعرض بعد في أي بلد أو مناسبة من بينها «الأب» للمخرج باسل الخطيب وفيلم عن «سجن حلب» لنجدت أنزور و»مطر حمص» لجود سعيد و»حرائق» لمحمد عبد العزيز و»ليليت السورية » لغسان شميط.