إضاءات حول الفيلم صورة مكبرة


إضاءات حول الفيلم صورة مكبرة

رولاند غوتسمان – هاري إم جيدليد

إعداد: روي هص ترجمة: علام خضر

منشورات وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما (116)

الصورة المكبرة من أفلام شركة (مترو – غولدوين – ماير) (16ملم – غير مخصص للعرض العام).

الشركة المنتجة: بريدج فيلمز (كارلو بونتي) لصالح MGM. المنتج المنفذ: (بيير رووف) مدير الإنتاج: (دونالد تومز). إخراج: (مايكل أنجلو أنتنوني). المخرج المساعد: (كلود واتسون). سيناريو: مايكل أنجلو أنتنوني و تونينو غوبوا – السيناريو مقتبس عن قصة قصيرة بقلم (خوليو كورتزار). حوار: (إدوارد بوند). مدير التصوير: (كارلو دي بالما). مونتاج: (فرانك كلارك). الديكورات: (آشيتون غووتون). التصاوير الجدارية: (جوان كاوان). موسيقى: (هربرت هانكوك) – أغنية (تنزه) من أداء فرقة (باردبيردز) تصميم الملابس: (جوسلين ريكاردز). مدة العرض: (111 دقيقة). جرى تصوير الفيلم في مواقع خارج الاستوديو بالإضافة إلى استوديوهات mgm في (بوريهام وود) خلال الفترة الممتدة من نيسان وحتى آب 1966، عرض الفيلم مرة في نيويورك في شهر كانون الأول 1966 وحاز على الجائزة الكبرى (السعفة الذهبية) في مهرجان كان السينمائي عام 1967، بالإضافة إلى جائزة الدولي للأندية السينمائية في باريس بتاريخ 24 أيار 1967. الممثلون: جين (فانيسا ريدغريف) توماس (ديفيد هيمنغز) باتريشيا (سارة مايلز) رون (بيتر باولز) العارضات (فيروشكا)، (جيل كينيغتون)، (بيغي موفيت)، (روزالين مورييه)، (آن نورمان)، (ميلاني هامبشاير). المراهقات (جين بيكين)، (جيليان هيلز). موظف متجر الخرداوت (هاري هاتشنسون). الرسام (جون كاسل) صاحبة متجر الخردوات (سوزان بروديريك) مصممة الأزياء (ماري كال) عشيق جين (رونان أوكايسي) عامل الاستقبال (تساي تشين).

لعل فيلم (الصورة المكبرة) قد أثار موجة واسعة من ردود فعل النقاد والمشاهدين أكثر من بقية الأفلام الصادرة في العقد الماضي. ففي الوقت الذي كان فيه بعض النقاد تواقين إلى معرفة فيما أذا كان ذلك "السائح" الإيطالي – بغض النظر عن شهرته الواسعة – يستطيع فعلاً أن يعبر عن الأجواء المعقدة لتقليعة شباب لندن العصريين التي ظهرت في أواخر الخمسينيات، أعتقد عشاق أفلام الإثارة الجيدة الصادرة في الأيام الخوالي على يد شركة (مونوغرام) للإنتاج السينمائي أن فيلماً موازياً لأفلام (هيتشكوك) قد ظهر أخيراً على الساحة السينمائية مع أنهم في إطلاق حكمهم على هذا المخرج الإيطالي بسبب إباحية فيلمه (اللاهيتشكوكية) وغموضه وألغازه التي تبقى دون حل. وقد ثارت التساؤلات في الحفلات الاجتماعية فيما أذا قام أنتنيوني بالفعل بتصوير جريمة قتل وإظهار جثة حقيقة وأنها ليست ضرباً من الهلوسة. لعل الجواب على تلك التساؤلات قد يظهر يوماً ما – حسبما يقترحه برنامج "الدليل التلفزيوني". – حين يجري إصدار نسخة معدلة للمراهقتين المثيرتين باثنين من كلاب الصالونات، بالإضافة إلى تجسيد كرة التنس غير المرئية وإظهار اسم القاتل عليها. يبدو أن القدر قد فاقم من الجدل القائم حول فيلم "الصورة المكبرة" في الوقت الذي تعددت حوله التفسيرات وازدادت آراء النقاد اختلافاً. وصل الفيلم إلى الولايات المتحدة مباشرة بعد سريان مفعول نظام جديد لتصنيف الأفلام عندما بدأت الرابطة السينمائية الأمريكية باعتماد سياسة متحررة لنشر الأفلام وخصوصاً إيصال تلك الأفلام الخاضعة للرقابة إلى المشاهدين البالغين باستحداث فئة خاصة للأفلام عرفت بالفئة (X)ـ أي أن مشاهدة الفيلم تقتصر على البالغين فقط. لكن جرأة أنتنيوني غير المتوقعة أعاقت مسيرة الرابطة السينمائية الأمريكية. ومع أنه سمح للمثليين الرئيستين – (سارة مايلز) و(فانيسا ريدغريف) – في فيلم "الصورة المكبرة" بالتعري غير الكامل، حيث ظهر جسد الأولى مغطى بالرجل المستلقي فوقها أثناء عملية الجماع، بينما غطت الثانية نهديها العاريين بذراعيها خجلاً أثناء لقاء جنسي مخفق، فقد جعل الفتاتين الطامحتين إلى احتراف عرض الأزياء تعبثان بجسدي بعضهما البعض أمام كاميرته وقامت إحداهما أيضاً بعرض أعضائها التناسلية في لمحة سريعة. وعندما وجدت هذه الرابطة بأن خيطاً رفيعاً فقط يفصل بين الفن والأخلاق في فيلم "الصورة المكبرة" ترددت فيما إذا كان ينبغي منحه الترخيص اللازم للعرض بموجب التصنيف الجديد، لكن أنتنيوني أصر معلناً عن معارضته لحذف أي مشهد من الفيلم – مع أنه وافق فيما بعد على حذف بعض اللقطات. وفي هذه الأثناء رفعت (مترو غولدوين ماير) – الشركة المنتجة لفيلم "الصورة المكبرة" – شعار "لا تقتربوا مني"، بمعنى أنها تفادت هذه القضية الشائكة بإصدار الفيلم غير المرخص عن طريق شركة فرعية تابعة لها. وسرعان ما حاز الفيلم بهدوء على أول جائزة في مهرجان (كان) السينمائي، ثم منحته الرابطة للنقاد السينمائيين التي تأسست في الفترة نفسها بنيويورك جائزة أحسن في السنة بمزيد من الضجة الإعلامية. كما سجلت صحيفة (نيويورك تايمز) خلال عام 1967 صدى الهزة التي أحدثها الهجوم العنيف الذي شنه (بوسلي كرواثر) أنتقاداً لرفض الرابطة السينمائية الأمريكية لمنح فيلم "الصورة المكبرة" الترخيص اللازم من أجل طرحه بشكل نظامي للجمهور، وممانعة عرض الفيلم في بيونس آيريس الكاثوليكية في الوقت الذي أعلنت فيه الكنيسة البروتستانتية في بروكلين أن عرض فيلم "الصورة المكبرة" قضية أخلاقية. ومنذ ذلك الحين أدى ظهور أفلام أخرى ذات طابع أكثر إباحية، مثل: "أنا فضولية (الأصفر)" و "الرقابة في الدانمرك"، إلى غض النظر عن فيلم "الصورة المكبرة" كدعوى تثير اهتمام الرأي العام. وهذا يعني أنه بات بالإمكان التركيز على النواحي الجمالية للفيلم التي دفعت عدداً من النقاد للنظر إلى "الصورة المكبرة" على أنه أحد الأفلام الكلاسيكية المعاصرة. رغم أن صانع العمل الكلاسيكي قد يعتمد على التقاليد الخاصة بنمط هذا العمل، إلا أن نجمه يسطع أكثر من تلك التقاليد. ويمكن مقارنة أنتنيوني بـ (جورج برنارد شو) من حيث مقدرتهما على استثمار أشكال التعبير الرائجة (في هكذا حالة سر الجريمة بالنسبة لأنتنيوني، ورواية غرامية رومانسية ومسرحية محبوكة بإتقان بالنسبة لبرنارد شو). ولكن أنتينوني وعلى نحو مماثل (برنارد شو) لديه البراعة في استغلال المواقف من خلال تحويل الفعل إلى أحداث ثانوية غير متوقعة. ففي "الصورة المكبرة" بجد أنتنيوني الطريقة المناسبة لترجمة الأفكار غير المعلنة عبر إكسابها الصفة الدرامية التي تنتج سلسلة من الأحداث. إن هذا الستار البراق لأسلوب حياة الشباب العصريين والمشاكل البسيطة التي تتداخل في النشاطات الخفيفة كحفلات تعاطي المخدرات ورقص الروك والإغواءات الجنسية ومباريات التنس إنما ينطوي على أسئلة لا جوال لها تتعلق بكيفية ارتباط الخيال الفني بتجربة الحياة وكيفية ارتباط تجارب الحياة والفن بالموت. ويطرح أنتنيوني في هذا الفيلم سراً يتمحور في صلب الغموض المجرد. في الحقيقة أن قبولنا أو رفضنا فيما أذا كان فيلم "الصورة المكبرة" يستحق بالفعل لقب الفيلم الكلاسيكي ليس مهماً لأنه سيستمر في الاستحواذ على اهتمام عشاق السينما الحقيقيين. وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الفيلم يتمركز حول – حسب تعبيري الشخصي – الركائز أو النقاط الرئيسية الثلاث في فن السينما، وهي ثلاثة عناصر متأصلة في هذا الفن منذ نشأته الأولى، لاسيما أنها تشكل البساطة في معالجة شؤون العالم الحقيقي بمنتهى المطاوعة وتعمل على تسجيل أحداثه بواسطة حفظ لحظات معينة من الزمن والأفكار المجردة، مشركة بذلك اهتمام المتفرج الذي يرتبط بهذه الفكرة من خلال صفتي "التلصص" و "التنصت" بالرغم من بعده عن الأحداث واشتراكه فيها في آن واحد. يعد فيلم "الصورة المكبرة" مساهمة من جانب أنتنيوني في موضوع استغراق الفان بوسيلته المادية للتعبير الفني. وفي الحقيقة إن "الصورة المكبرة" ليس سوى فيلم صانع أفلام بطريقة أو بأخرى وخصوصاً في شأن إظهار ولع أنتنيوني في كل المواضع بفن ومهنة التصوير الفوتوغرافي الثابت الذي يعد فناً وثيق الصلة بالتصوير السينمائي. يقر أنتنيوني بهذا الانجذاب نحو التصوير الضوئي الثابت في مقدمته الموجزة من نسخة سيناريو "الصورة المكبرة" المنشورة باللغة الإيطالية. أمل بأن وصفي لهذا الطيف الواسع من ردود فعل الجمهور تجاه فيلم "الصورة المكبرة" والتلميحات التي ذكرتها بخصوص الناحية المعقدة لمعنى الفيلم وشكله العام قد هيأ القارئ للاطلاع على النقد والتفسير الوارد في المقالات الـتي أدرجتها في هذا المجلد. تركز بعض المقالات الدقيقة في وصفها لفيلم أنتنيوني – مثل مقال (ساميولز) و (كيندر) – على موضوع احتمال استعمال أنتنيوني لفيلم "الصورة المكبرة" في صياغة رابط آخر ضمن سلسلة انغماسه وانشغاله الكامل من ناحية السأم والضجر واستحالة التواصل، أو احتمال انحراف أسلوب أنتنيوني انحرافاً جذرياً من خلال تغيير موقع الحدث على نحو غير متوقع بالإضافة إلى تسريع وتيرة المونتاج. ويستكشف عدد من الكتاب هذه المسألة إما بتحليل تجارب أنتنيوني في موضوع الألوان (مثل ساريس وكوزلوف) أو عن طريق فحص استعمال أنتنيوني الرمزي للمواد والخلفيات (مثل كلير). من ناحية ثانية، يقوم البعض الآخر من الكتاب وعلى رأسهم الكاتب (فريسيرو) بتوسيع رقعة المعاني الضمنية بشكل أكبر متسائلاً فيما أذا بدأ أنتنيوني في "الصورة المكبرة" بابتكار لغة سينمائية جديدة. كما آمل بأن تساعد بقية المواضيع التي انتقيتها لهذا الكتاب في تشجيع القارئ من أجل إعادة تقييم رأيه حول الفيلم. لقد حاولت من خلال طرح تقرير شاهد عيان على عمل أنتنيوني في موقع تصوير "الصورة المكبرة" علاوة على الملاحظات التي صرح بها أنتنيوني في هذا الصدد، وضع أنفسنا جميعاً موضع الناقد نفسه. وأمل أيضاً أن أتيح للقارئ فرصة لا سابق لها للاطلاع على براعة أنتنيوني وخياله الواسع وذلك من خلال إعادة طبع قصة (كورتزار) في هذا الكتاب – التي اقتبس عنها أنتنيوني فيلمه بحرية التصرف – بالإضافة إلى دراسة حول هذا الاقتباس. وأخيراً حاولت من خلال تقديم تحليل مفصل لثلاثة من أكثر المشاهد إثارة في الفيلم بالإضافة إلى صور تتعلق بتلك المشاهد أن أنعش ذاكرة القارئ حول الفيلم وهي تجربة لا يمكن استيعابها تماماً إلا من خلال مشاهدة هذا الفيلم مرة ثانية.

المحتويات.... - الصورة المكبرة: الممثلون وقائمة أسماء العاملين بالفيلم .... - مقدمة بقلم (روي هص)... - أنتنيوني بالأسلوب الإنجليزي: يوم في موقع التصوير..... - "الصورة المكبرة": ترتيب الأمور وتنسيقها في وضعها الصحيح بقلم (تشارلز توماس صموئيلز).... - مقالات نقدية... - أنتنيوني ليس مملاً – بقلم أندرو ساريس... - "الصورة المكبرة" – بقلم إف. آ. ماكلين... - "الصورة المكبرة" – بقلم كاري هاريسون.... - "الصورة المكبرة" – بقلم (هوبيرت ميكر)... - الطريق إلى دمشق: "الصورة المكبرة" – بقلم جين كلير... - "الصورة المكبرة" – بقلم (ماكس كوزلوف).... - مقالات... - ثلاث لقاءات مع فيلم "الصورة المكبرة" – بقلم (آرثر نايت).... - عام كامل مع فيلم "الصورة المكبرة": بعض الملاحظات... بقلم (ستانلي كاوفمان)... - أنتنيوني في مرحلة انتقالية – بقلم (مارشا كيندر).... - "الصورة المكبرة": أنتينوني وعالم الشباب العصري بقلم (جيمس إف. سكوت).... - أوقات هادئة – بقلم (تي. جي. روس)... - الانعزالية والوهم في فيلم "الصورة المكبرة" – بقلم (جورج سلوفر)... - "الصورة المكبرة": من الكلمة إلى الصورة – بقلم (جون فريسيرو).... - من كورتزار إلى أنتينوني – دراسة حول اقتباس الفليم... - ملخص.... - مخطط.... - ثلاثة مشاهد من فيلم "الصورة المكبرة" تحليل تصويري بقلم (كاي هاينز). - تاريخ أفلام أنتينوني...







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية