دمشق : آفاق سينمائية . نضال سعد الدين قوشحة .
في شهر تشرين الأول ، أكتوبر، تحل ذكرى تخص أحد العلامات الفارقة في تاريخ الفن والآثار المصري والعربي . إنه كمال الملاخ . الذي ولد ومات في هذا الشهر ، بين مساحة زمنية استمرت مدة ستة وسبعين عاما . كانت حافلة بالنشاط والمعرفة والفن . لم تكن مواهب كمال الملاخ لتنحصر في محور واحد ، فكانت تتجلى في العديد من الإتجاهات . البداية كانت مع فن الرسم الذي أحبه وأنتمى إليه . وهو الذي جعل عميد الأدب العربي طه حسين ، يحضر أول معرض رسم شارك به ، وكان بمناسبة مرور خمسين عاما على وجود المدرسة التي تعلم بها . ثم درس فن هندسة العمارة ، وصار مدرسا فيها بعد تخرجه . ولم تمر فترة حتى صار مهتما بالآثار المصرية ، التي وهبها جزءا هاما من وقته وجهده . وكان له فيها علامات بارزة ، حتى وصل لإكتشاف فرعوني هام وهو مراكب الشمس . التي وجدت بالقرب من هرم خوفو . وهي عبارة عن ألواح خشبية كبيرة مفككة ، ومعها مخطط يبين كيفية تركيبها ، بحيث تغدو في النهاية مراكبا ، يبحر بها الفراعنة . وكان حدثا مدويا حضاريا وتاريخيا جعل اسمه في سجل الخالدين عالميا . كذلك اتجهت مواهب الملاخ ، للصحافة ، فكان يقدم بعض الرسومات لكتابات بعض كبار كتاب الصحافة والأدب في مصر في سنوات عز الصحافة المصرية . ثم ما لبث أن صار يكتب في النقد الفني ، متنقلا بين العديد من المنابر الصحفية الهامة ، إلى أن عاد به الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لجريدة الأهرام . التي لبث فيها طويلا وفيها أوجد على الصفحة الأخيرة ، نافذة صجفية باسم من غيرعنوان . التي جعلت القارىء المصري يبدأ بقراءة جريدة الأهرام من الصفحة الأخيرة كما قال طه حسين . وفيها استغل الملاخ علاقاته مع أقطاب الفكر والسياسة والفن في مصر فراح يكتب عن تجاربه معهم وعن التاريخ المصري والحياة المصرية العادية بلغة جاذبة شعبية . سينمائيا ، كان له دور مفصلي في تاريخ السينما المصرية والعربية وحتى الأفريقية . فكان صاحب نظرة مستقبلية . فأسس و أوجد لتبني مصر ثلاثة مهرجانات سينمائية ، كانت علامات فارقة في تاريخ مصر الفني . فأسس عام 1977 جمعية كتاب ونقاد السينما في مصر . وهي التي أوجدت مهرجان القاهرة السينمائي عام 1978، قبل أن ينقل لوزراة الثقافة المصرية ، وهو مهرجان منتسب للنادي الدولي ، ومنفتح على السينما العالمية . ثم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ، وفيه تعزيز لوجود مصر الفني في الحيز المتوسطي ، ثم مهرجان أسوان السينمائي ، المهتم بالسينما الأفريقية . وكذلك اوجد مهرجانا سينمائيا خاصا بدول البحر الأحمر . ما لبث أن توقف بعد وفاته مع مهرجان أسوان . وكان الملاخ رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدد من الدورات الأولى . خلال سنوات نشاطه الفكري والصحفي نشر العديد من الكتب ، كان منها : أغاخان.. خمسون سنة من الفن.. حكايات صيف.. صالون من ورق.., عن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.. بيكاسو المليونير الصعلوك.. الحكيم بخيلا, عن توفيق الحكيم.. صقر الحرية, التيه, سويسرا.. حول الفن الحديث.. هؤلاء دخلوا التاريخ.. جمال السجيني.. كنوز النيل, ذهب توت عنخ آمون وقد فاز عام1979 بلقب الكتاب الأول المباع في أمريكا وصدرت منه ثلاث طبعات. وكتابه الأشهر قاهر الظلام ، الذي تحدث فيه عن الأديب طه حسين والذي تحول لفيلم سينمائي ومسلسل إذاعي . وأصدر الملاخ أيضا مجموعة من الكتب للأطفال منها: عروس النيل.. أحمس قاهر الهكسوس.. تحتمس الرابع.. الناصر صلاح الدين.. وأم كلثوم . كانت له مكانة عالمية ، وهو الذي حظي بإهتمام دولي كبير . (1) " فقد وافق مركز دراسات أبحاث الفضاء, بناء علي طلب جامعة كلورادو الأمريكية, علي إطلاق اسمه علي أحد النجوم, وذلك في مناسبة مرور أربعين عاما علي بدء اشتغاله في الحفائر والدراسات الأثرية. اختاره علماء الآثار الألمان عضوا فخريا في رابطتهم عام1982, ومنحته جامعة, واسيدا, اليابانية شهادة تقدير في مناسبة عرض مجموعة من الآثار المصرية هناك, وفي عام1985 منحه علماء المصريات التشيكوسلوفاك, الزمالة الفخرية لرابطتهم, كما منحته فرنسا وسام فارس" . الوظائف والمهن التي اضطلع بها الفنان: (2) مدير أعمال بالآثار ورئيساً لقسم الهندسة بهيئة الآثار المصرية. رئيس قسم الفنون وناقد فني بالأهرام. عمل ناقداً فنياً بدار أخباراليوم ثم رئيساً للقسم الفني بجريدة الأهرام اليومية ثم نائباً لرئيس التحرير حتى إحالته للتقاعد. عمل أستاذاً زائراً في كلية الآثار جامعة القاهرة، كلية الفنون الجميلة والمعهد العالي للسينما. أسس جمعية نقاد وكتاب السينما. أسس ورأس مهرجاني القاهرة والإسكندرية السينمائي. قدم للمكتبة ما يزيد عن 32 كتاب في شتى فروع الثقافة. العضوية: عمل عضواً في الجمعيات والهيئات مثل: الجمعية الأمريكية للعلماء المستقلين. ممثل مصر في هيئة اليونسكو لإنقاذ آثار فيله بأسوان. عضو المجلس الأعلى للآثار المصرية. عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية. رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما. عضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب حتى إلغائه. عضو لجنة تحكيم مهرجان مؤسسة السينما. عضو اللجنة الاستشارية العليا لتجميل القاهرة وتخطيطها. عضو نقابة الصحفيين. عضو نقابة المهندسين. عضو نقابة الفنانين التشكيليين.
المعارض الجماعية المحلية: مهرجان الإبداعات التشكيلية الموجهة للطفل بقصر الفنون يناير 2006. المهام الفنية التي كلف بها والإسهامات العامة: عمل على ترميم آثار جزيرة فيله بأسوان وكشف عن حمام سباحة يوناني قديم في الاشمونين ورمم هيكله. ترميم قلعة برج العرب. ترميم أهرام الجيزة من الداخل والخارج 1949. كشف عن مركب شمس زوجة الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر. كتب المادة العلمية لـ 18 فيلما ثقافياً قصيراً عن حضارة الماضي. أول من فكر في إقامة مهرجانات سينمائية دولية بالقاهرة والإسكندرية وأول رئيس لهذه المهرجانات. المؤلفات و الأنشطة الثقافية: ترجمت له عدة كتب عن الحضارة المصرية بلغات أجنبية أهمها: `توت عنخ آمون بالألمانية، والانجليزية، والفرنسية، وحضارة على ضفاف النيل وكنوز توت غنخ آمون وصدر له: حول الفن الحديث، المليونير الصعلوك، بيكاسو. نشر العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات في الدوريات العربية والعالمية. الجوائز المحلية: حصل على شهادة التقدير من أكاديمية الفنون بالهرم لجهوده في مجال الإبداع الفني في عيد الفن والثقافة 1978. الجوائز: جائزة الدولة التشجيعية وحامل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1983. حامل لوسام الأرز اللبناني من درجة كوماندور. حامل وسام الاستحقاق الفرنسي.
المراجع : (1) (2) من الهيئة العامة للإستعلامات في مصر .