خلال مسيرة حياته التي قاربت السبعين عاما ، كان للكاتب فيصل ندا ، العديد من الظهورات ، التي شكلت في حياته ، منعرجات في حياته المهنية وبعضها أحدث ضجة في الوسط ككل . درس التجارة ، لكنه عمل في الأدب . وكتب بالمسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون ، وكانت له نجاحات و سقطات . " ولد فيصل ندا بحي عابدين (1940)، وهو خريج المدرسة الإبراهيمية بجاردن سيتي، ثم التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة قسم المحاسبة وتخرج منها عام 1963 ،وكان عضوا في فريق التمثيل بالجامعة إلى كونه أحد أعضاء فريق التمثيل بالكلية. وعقب تخرجه التحق بوزارة المالية إلا أنها لم ترضِ طموحه وأحلامه، والتي بدأها منذ كان بالكلية عبر كتابته لمسرحية مثلها مع زملائه بالكلية، بينما كان أول مسلسل تلفزيوني له هو (هارب من الأيام)، الذي تمكن عبره من إنشاء أسس وقواعد كتابة المسلسل التليفزيوني،ومن خلاله اشتهر العديد من نجوم الفن مثل “عبد الله غيث” . ساهم في دفع عجلة الإنتاج السينمائي منذ عام 1968 بعد تأميم صناعة السينما المصرية، وهجرة الفنانين إلى بيروت وتركيا وفي عام ،و1974 عاد مجددا للتأليف المسرحي عبر مسرحيات “من أجل حفنة نساء” ،و “المتزوجون” عام 1976 ،وأتبعها بعدة مسرحيات حتى خاض تجربة التأليف الإذاعي، وأبدع فيه أيضا عندما قدم المسلسل الكوميدي “الناجح يرفع إيده” انتقد المؤلف فيصل ندا فقد الدراما في الآونة الأخيرة رسالتها، بعد أن كانت لها رؤية وهدف، وقال: حالياً تم مسخها، حيث إن المبدع، إذا جاز لنا تسميته هذا الاسم، لا تقع عيناه إلا على الأشياء السلبية والسيئة والساذجة في المجتمع، فأصبحت الدراما لا تجسد الواقع، إنما تعبر عن فئة مهمشة في المجتمع. وأشار إلى أن من حق الفئة التي تركز الدراما عليها أن يتم تسليط الضوء عليها، فليست كل الدراما هذه الفئة التي تم تقديمها بأسوأ الرذائل، والمؤكد أن العشوائيات خرج منها أطباء وصيادلة ومهندسون ومدرسون، لكن المؤلفين وصموا العشوائيات بالتخلف والإباحية واللصوصية، وفي المقابل لم يعد النجوم ينظرون الى أنفسهم، حيث يريد البطل تقديم دور البلطجي، أو المشاغب، والنجمة تريد تقديم بنت الشوارع وفتاة الليل وغيرها. كما أكد أنه قديماً كان يتم وضع شخصية البطل ليعبر عن قطاع عريض من الشعب، لذلك ولد نجوم كثيرون من أول حسين صدقي، مروراً برشدي أباظة وعماد حمدي وشكري سرحان ومحمود عبدالعزيز واحمد زكي وحسين فهمي وآخرين، وكانت صورة النجم جميلة، وكنا حين نقدم شخصية شريرة يهمس البطل أو البطلة في آذاننا لعمل مبررات قوية لهذا الشر، أما الآن، فإن الشر أصبح «مستباحاً». وعن تأثير البيئة على المؤلف ومواضيع أعماله، قال: أنا أساساً من الطبقة المتوسطة، لكن منذ صغري لي رؤيتي في الحياة، وأى شخصيات كنت أقابلها تحفر في ذهني، واستخدمها في أعمالي كلها، وأرى أنني لا أكتب، بل أقدم نماذج حقيقية من الحياة ومشاكل واقعية، وإلى الآن أحب الذهاب للمحاكم لمشاهدة الجلسات، وأذكر أنني كتبت مسلسل «دعوني أعيش». من أهم أعماله أهلًا يا دكتور، هى والشياطين، البنات والمرسيدس، الجبلاوي، لعنة الزمن، جبروت امرأة، وتمضي الأيام" .