القـــصة في السينما السورية


القـــصة في السينما السورية

منشورات الفن السابع /82/

منذ اكثر من مائة عام، ولدت السينما في شكل أنبنت فيه الفنون الزمانية والمكانية؛ فوثق في نشأته روابطه مع الفنون الأم: الفن التشكيلي، الفن المسرحي، الفن القصصي، دون أن يكون امتداداً لواحد منها؛ إذ ساعدته آلية خلفه وعرضه، وفرادة تركيبه على التميز كفن قائم بذاته، تطورت علاقة السينما مع الفنون الأخرى في مراحل مهمة، وتميزت في المرحلة الأولى فترتان، فترة النشأة، وفيها توجهت السينما نحو المسرح، وفترة انتقالية، تحولت السينما باهتمامها من المسرح إلى القصة. أما المرحلة الثانية، وهي مرحلة النضج، فغلب عليها التأثير المتبادل بين الفنون الثلاثة. وإذا كانت السينما في المرحلة الأولى قد تميزت بالتأثر المركز بأحد الفنين، فإن ذلك لا يعني القطيعة المعرفية مع الفن الآخر، ولا يعني أيضاً توازن علاقتي التأثر بالفنين "المسرح والقصة".

إن تحول السينما في مسيرة تطورها من المسرح إلى القصة لم يتم بآلية المصادفة، وإنما حركته حوافز فنية كثيرة؛ فقد اتسع حقل التقاطع بين فن القصة وفن السينما، ودفع مثل هذا التقاطع نحو تطور العلاقة بينهما، فصبت في اتجاهات عديدة: اتجاه يبحث في السمات الفنية المشتركة، واتجاه يبحث في تداخل السردية السينمائية والقصصية، واتجاه يبحث في تأسيس مناهج سينمائية تعود في أصولها إلى مناهج أدبية واتجاه يؤيد استلهام القصية في السينما، واتجاه يؤيد الكتابة المباشرة للسينما. وكل اتجاه يزيد إحساسنا بمتعة القراءة العميقة للنصوص القصصية والمشاهد السينمائية. لهذه الأسباب مجتمعة ملنا إلى علاقة السينما بالقصة وأسسها ومظاهرها؛ فتكاثف البحث في تلك العلاقة الشائكة ضمن معايير العنوان الرئيس: (القصية في السينما السورية "نماذج"). حاولنا سبك العنوان أكثر من مرة بعيداً عن ملابسات كثيرة تتمحور في أغلبها حول مفهوم الاستلهام في السينما والتمييز بين الظواهر السينمائية في القصة وبين الكتابة السينمائية المضاعفة، ولهذا كان لابد في البداية من تحديد المفاهيم الإجرائية، والمحاور الأساسية للبحث.

1- تم نظم العنوان وفق معيارين اثنين:

1- معيار إجناسي: تمثله الكلمة "القصة" حيث تناول البحث جنس القصية بأنواعها "القصية، القصة القصيرة، القصة القصيرة الطويلة، الرواية القصيرة" هذه الأنواع أثبتت هويتها الادبية لفترة طويلة.

2- المعيار الفني: تم استلهام القصص الفنية في السينما السورية بغض النظر عن هوية القصة، سواء أكانت سورية أم مصرية أم فلسطينية. 2- السينما والأدب: العلاقة بين السينما والأدب: تجاوزت العلاقة بين الأدب والسينما الأطر الضيقة، فغدت أكثر فعالية وتنوعاً، فيلم تتوقف العلاقة عند حدود النقل أو الترويج للعمل الأدبي أو السينمائي أو البحث عن قصة تعالج قضايا معاصرة، إنما اتجهت نحو تطوير تقنية السرد السينمائي والأدبي، فهي علاقة غائية مستقبلية، من أولوياتها النضج والتنويع الفنيان.

3- السينما آلة وفن: تتكامل الآراء في تعريف فن السينما، لكل رؤيته التقنية أو الجمالية أو الجامعة للاثنين معاً في تعريف السينما إنها فن مركب مرحلي سردي أيقوني متكامل: تنبني فيه عناصر الفنون الزمانية والمكانية، ويعمل على تكوينه وخلقه مجموعة من المختصين في فن السينما في مراحل متعاقبة، فيمر من مرحلة التأسيس في شكل الكتابة السينمائية المضاعف "السيناريو والتقطيع"، إلى مرحلة الشروع في التصوير، إلى مرحلة التوليف الذي (يؤكد على التجميع، النتيجة الإجمالية للقطاعة مجتمعة) بمستوياته المتعددة. ويرتكز على تعالق مستويات سردية ثلاث: المستوى الصوري، والمستوى الصوتي "الحوار، عناصر المؤثرات"، المستوى الموسيقي، ولكل مستوى دوال رامزة إلى دلالاتها.

- التمهيد. - المقدمة. الفصل الأول السينما والأدب - مقارنات. - نماذج من أفلام القطاع العام. - نموذج من سينما القطاع الخاص.

الفصل الثاني - القصص ذات البنية الغنائية والدرامية والبنية الدرامية الغنائية. - خاتمة الفصل الثاني. - خاتمة البحث. - ثبت بأسماء المصادر والمراجع. - المصطلحات السينمائية باللغة الإنكليزية







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية