لم يكن للفنان عمر الجيزاوي ، تأثير كبير في السينما المصرية ، وكان تأثيره الأهم في صالات المسارح الشعبية ، في تقديم المقاطع الساخرة في المسرح الغنائي . وبهذه الشخصية دخل السينما في مصر ، التي لعب فيها خلال ما يقارب السبع سنوات مائة دور ، كانت بمعظمها ضمن إطار الشخصية الصعيدية البسيطة والمحببة . كتبت عنه الصحافة في حياته وبعد رحيله . منها :
"مطرب وممثل مصري، ولد في عام 1917، وشارك في العمل في العديد من الأفلام على مدار فترة الخمسينيات، منها: (حلال عليك، المقدر والمكتوب، لسانك حصانك، بنت الجيران)، إشتهر عمر كذلك بالعديد من المنولوجات، منها: اتفضل قهوة، العرقسوس، حاسب الفرامل، توفي في عام 1983
"أتفضل قهوة" و"معانا الفاكك والفاكوك" صاحب شخصية الصعيدي الساذج اكتشاف ملك الكوميديا على الكسار.. هذا هو كل ما نعرفه عن الفنان والمونولوجست عمر الجيزاوي.. لكن الملفت والمثير فى قصة الجيزاوي هي علاقته بالملك فاروق والبوليس السياسي، والتي تعد من أغرب القصص التي حكاها وكتبت عنه فى فترة ما قبل ثورة يوليو 1952.
لإيمانه بان النكتة لأبد أن يكون ورائها فسلفه ومغزى كما كان يقول أستطاع بالنكتة أن يتحول من مونولوجست يرسم الضحكة على وشوش الناس إلى معارض سياسي يزعج عرش الملك فاروق ومنغصا حياة بوليسه السياسي، حيث تعمد منذ أن احترف عالم الغناء فى الأفراح وشارع الهرم وبداياته مع عالم السينما عام 1948، أن يسخر من النظام السياسي ويقول عن ذلك الجيزاوي: “كنت أسخر بالمونولوج من أفعال الملك فاروق لدرجة أنهم وضعوا أسمي في كشوفات البوليس السياسي علي أنني "شيوعي"، هددوني بعدها بقولهم لن تجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة أو بآخري سنلفقها لك، وهناك حل إذا قبلته تركناك، لابد أن تشيد في أغانيك بالملك وكل أفراد الأسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة".
شارك عمر الجيزاوي فى مئة فيلم سينمائي مقدما المونولوج والأغنية ولعب بعض الأدوار التي تميزت بدور الصعيدي منذ بطولة فيلم “خضرة والسندباد القبلي” مع الفنانة درية أحمد عام 1948، حتى أخر أفلامه “فالح ومحتاس” عام 1955.
شارلي شابلن العرب" اللقب المحبب لقلبه بعد أن قام بجولة فنية لعدد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا حيث قدم علي مسارحها الكثير من أعماله ويقول عن ذلك: “تستطيع أن تطلق علي لقب “شارلي شابلن العرب”.. صورتي طبعوها هناك في الخارج علي علب الكبريت وتزوجت “خواجاية” من هناك.. بنت حلوة كانت تجئ إلى المسرح كل يوم لرؤيتي".
ولد عمر الجيزاوي فى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1917 في حارة “درب الروم” بالجيزة، وكان والده يعمل في مهنة “المعمار” وتربى وسط هذا المناخ واحترف الغناء في أفراح الجيزة والضواحي المجاورة، حتي نهاية عام 1935 قبل اكتشاف الكسار له.
في أواخر أيامه أصيب الجيزاوي بحالة اكتئاب بسبب تجاهل تكريمه أسوة بغيره من الفنانين حتى توفي في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1983، عن عمر يناهز 66 عاما".