أم كلثوم في ظهور غنائي ، فيلم رابعة العدوية


أم كلثوم في ظهور غنائي ، فيلم رابعة العدوية

في بدايات القرن العشرين ، ظهر نجم السيدة أم كلثوم ، وبدأ يتعالى ، حتى أصبح في سدة الرياسة على عرش الفن العربي عموما . محطمة في طريقها كل الأسماء التي كانت موجودة حينها . وكان لهذا المطربة الناشئة والعظيمة ، أن وفر لها القدر مجموعة من الملحنين الذين جعلوا منها ، تاريخا فنيا عربيا عريضا . فتعاونها مع أبو العلا وداوود النجريدي و زكريا أحمد و محمد القصبجي ، وصاحب التجربة الأكبر معها رياض السنباطي ، جعلها في مكانة لاتمس ، أضف إلى ذلك غنائها شعراء كبار كأحمد شوقي و أحمد رامي وأحمد فتحي وسواهم ..

أم كلثوم لم تبتعد عن السينما ، فكانت في خضم العمل السينمائي المصري . لكنها لم تصب في ذلك الفن ما كان لها في الغناء . ففي عام 1936 بدأت مسيرة أم كلثوم السينمائية التي لم تستمر إلا لستة أفلام . ثم ابتعدت عن السينما مفضلة أن تبقى في ساحة الغناء . لكن مسلسلا إذاعيا ، بعنوان رابعة العدوية ، كانت قد غنت أغانيه ، تحول عام 1963 لفيلم سينمائي . سيناريو عبد الفتاح مصطفى وسنية قراعة . غخراج نيازي مصفى .

بطولة فريد شوقي عماد حمدي ونبيلة عبيد . وكان أن عاد بالسيدة أم كلثوم للسينما ، ولكن صوتيا فحسب . فقدمت مجموعة أغاني في هذا الفيلم. كتب أشعارها طاهر أبو فاشا ولحنها رياض السنباطي عرفت الهوى وعلى عيني و محمد الموجي سألت عن الحب و أوقدو الشموس . في هذا الفيلم ، عادت أم كلثوم لفن السينما وكرست صوتها في هذا الفيلم الخالد الذي يتحدث عن إحدى السيدات اللواتي كان لهن مكانة خاصة في التاريخ العربي . جاء في موقع الموسيقى العربية عن أم كلثوم . " قيل فى أم كلثوم أنه لم يجتمع العرب على شيء مثلما اجتمعوا فى صوت أم كلثوم ,أضحى الغناء بصوتها رمزا للعروبة إذ أنها كانت تتأنى كثيرا فى اختيار ما تغنيه ، ولم تكن تقبل إلا شعر كبار الشعراء قديمهم وحديثهم ، وقد غذت أم كلثوم بأغنياتها فرعا هاما من فروع القومية العربية باستطاعتها توحيد الوجدان العربى وتعبيرها عن المشاعر العربية الأصيلة كلاما ونغما وأداء وقد عرف عن أم كلثوم شخصيتها القوية واحترامها لنفسها ولفنها فاحترمها الملوك والزعماء كما احترمها عامة الشعب وأحبها الناس فى كل مكان ، وتفردت بمكانة عالية فى الفن والمجتمع لم تصل إليها أية مطربة فى الشرق ولا شك أن النموذج الذى قدمته أم كلثوم يصب فى خدمة الفن من عدة أوجه هى فى الوقت ذاته عوامل نجاحها: لماذا نجحت أم كلثوم؟ •

اختيارها للراقى من الكلمات وتفضيلها لشعر العربية الفصحى ومن أهم قصائدها ولد الهدى ، سلوا قلبى ، نهج البردة لأحمد شوقى ، رباعيات الخيام ترجمة أحمد رامى ، أراك عصى الدمع لأبى فراس الحمدانى و الأطلال لإبراهيم ناجى

• اختيارها لأبرع الملحنين وأهمهم محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى ومحمد عبد الوهاب •

حفاظها على الصورة المحترمة للفن • تطويعها للفن فى خدمة قضايا أمتها العامة •

إخلاصها لجمهورها بتقديم الجيد والجديد رحلة أم كلثــوم البدايـــات الأولى عام 1904 ولدت فاطمة ابراهيم البلتاجى التى عرفت فيما بعد باسم أم كلثوم فى قرية صغيرة قرب مدينة المنصورة تسمى طماي الزهايرة ، لم يكن أحد يتوقع مستقبلا يذكر لطفلة أسرة فقيرة تقطن بقرية صغيرة ليس بها مدرسة واحدة ، لكن القدر خبأ لأم كلثوم مواعيد كثيرة كان والد أم كلثوم الشيخ ابراهيم البلتاجى إمام مسجد القرية ، وإضافة لقراءته القرآن الكريم كان يحفظ الكثير من القصائد العربية والتواشيح الدينية التى كان أهل القرية والقرى المجاورة يدعونه لإنشادها فى المناسبات الدينية والاجتماعية ، حفظت أم كلثوم عن والدها بعض القرآن وألحقها الشيخ بكتاب القرية ثم بمدرسة بمركز السنبلاوين القريب لتكمل حفظ أجزاء من القرآن ولتتعلم اللغة العربية ، وكان يصطحبها وأخيها لليالى التى يحييها فحفظت عنه الكثير من التواشيح والقصائد عام 1917 بدأت أم كلثوم الغناء وهى فى الثالثة عشرة من عمرها مع فرقة أبيها متجولة فى القرى والأرياف ، غالبا سيرا على الأقدام ، كمنشدة للتواشيح الدينية و القصائد ، وكانت ترتدى الزى العربى متشحة بعقال على رأسها ، وسرعان ما ظهرت موهبة أم كلثوم فأصبحت منشد الفرقة الأساسى ، وتقول أم كلثوم أن الأسرة بدت وكـأنها قد طافت بكل مكان فى دلتا النيل قبل أن تضع قدما لها فى القاهرة التى نصحها الكثيرون بالذهاب إليها مابين 1916 و 1919 التقت أم كلثوم باثنين من كبار الفنانين هما الشيخ أبو العلا محمد والشيخ زكريا أحمد ، وقد استمع كلاهما إلى صوتها وامتدحا أداءها لكنها لم تتعامل معهما فنيا إلا عندما استقرت بالقاهرة عام 1920 غنت أم كلثوم فى القاهرة لأول مرة ثم عادت إلى قريتها مبهورة بأضواء العاصمة وأملت فى العودة إليها مرة أخرى الحياة فى العاصمة عام 1921 عادت أم كلثوم فعلا إلى لقاهرة لتغنى مع فرقة والدها وواتتها الفرصة لكى يسمع صوتها جمهور العاصمة وفنانوها مثل الشيخ على محمود والشيخ على القصبجى والد محمد القصبجى والشيخ ايو العلا محمد ، وقد أعجب بصوتها وأصبح معلمها الأول ثم غنت له بعض القصائد وشجعها على ارتياد مجالات جديدة فى الغناء غير التواشيح عام 1923بدأ ت أم كلثوم فى إحياء حفلات لبعض أعيان القاهرة التى تم ترتيبها بواسطة متعهدى الحفلات فى العاصمة ، وبدأ نجمها يسطع ودخلت فى منافسة مع أشهر مطربات ذلك الوقت مثل نعيمة المصرية ، منيرة المهدية ، فاطمة سرى و فتحية أحمد عام 1924 قدم الشيخ أبو العلا أم كلثوم إلى الشاعر أحمد رامى الذى تولى تعليمها أصول اللغة والشعر ، وأظهرت استعدادا كبيرا للتعلم فتحسن مستواها وأضافت مهارات جديدة إلى مهاراتها الغنائية ، ومع استعدادها الشخصى للتطور أتيحت لها فرصة اكتساب أسلوب حياة المدينة باختلاطها بسيدات الطبقة الراقية من خلال حفلاتها فى العاصمة فغيرت من مظهرها وأسلوبها وأصبح لها كيان جديد البدايات الكبرى عام 1924 كان عام البدايات الكبرى لأم كلثوم ، وفى ذلك العام تعرفت على نخبة من صفوة الفنانين والشعراء كانوا لها أفضل معين على ارتياد الصحيح والجيد من آفاق الفن ، ولم يكن هؤلاء مجرد معلمين لها بل ساهموا بشكل كبير فى تشكيل شخصية أم كلثوم والانتقال بها من فتاة ريفية بسيطة إلى شخصية عامة ، ومن هؤلاء من الملحنين الشيخ ابو العلا محمد والأستاذ محمد القصبجى ومن الشعراء أحمد رامى وأحمد شوقى.

أم كلثوم تغنى للقصبجى عام 1924 سجلت أم كلثوم بصوتها لإحدى شركات الاسطوانات أحد ألحان الموسيقار محمد القصبجى قبل أن تتعرف إليه هو طقطوقة قال إيه حلف ما يكلمنيش مقام راست من كلمات أحمد رامى ، وكمن عثر على كنز قرر صاحب الشركة تعريفها بالموسيقار صاحب اللحن فقدمها إليه ثم قام القصبحى يتدريبها بعد ذلك كما تولى تعليمها المقامات الموسيقية والعود كما بدأ يلحن لها أغنيات خاصة بها وحتى عام 1928 كان قد لحن لها 17 أغنية ما بين الطقطوقة والمونولوج منها ينوبك ايه من تعذيبى ، قلبك غدر بى ، تراعى غيرى ، أحبك وانت مش دارى ونشأت بينهما صداقة فنية استمرت حتى وفاة القصبجى عام 1966 وقد يجدر بنا التوقف لحظة عند هذا الحدث قبل متابعة رحلة أم كلثوم ، فإنه يظهر من متابعة أسلوب التعامل مع شركات الإنتاج فى ذلك الوقت أنها كانت تقيل ألحانا من ملحنيها دون غنائها بواسطة مطرب معين ، وتشترى من الملحن حق التصرف فى اللحن بتسجيله وطبعه ونشره وإسناده أيضا إلى مطرب أو آخر ممن يتعاملون معها دون ضرورة للقاء الملحن والمطرب ، وقد قام بهذا هذا محمد القصبجى وزكريا أحمد ، كما قام به قبلهم سيد درويش ، وهذا هو سر غناء أم كلثوم بل تسجيلها لأحد ألحان القصيجى قبل أن تلتقى به أم كلثوم تغنى أغنياتها الخاصة فى نفس العام 1924 تعرفت أم كلثوم إلى طبيب أسنان يهوى الموسيقى هو أحمد صبرى النجريدى ، وغنت من ألحانه 14 أغنية منها قصيدة مالى فتنت بلحظك الفتان مقام بياتى من شعر على الجارم ، أنا على كيفك مقام بياتى من كلمات أحمد رامى ، مونولوج الحب كان من سنين مقام جهاركاه ، الفل والياسمين مقام نهاوند والدكتور أحمد صبرى هو ول ملحن يلحن لأم كلثوم ألحانا خاصة بها ، إذ أنها قبل ذلك كانت تغنى إما ألحانا سبق غناؤها بواسطة مطربين آخرين أو كما حدث مع محمد القصبجى تغنى لصالح شركات الإنتاج ما يعرض عليها من ألحان عام 1926 تكونت لأم كلثوم فرقتها الموسيقية بقيادة محمد القصبجى الذى اختار لها أمهر العازفين وبدأ يزودها بألحانه ، ومع ازدياد نشاطها بدأ صوتها يلفت الانتباه وظهر اسمها فى بعض الصحف ودخلت بذلك فى منافسة قوية مع أكبر مطربتين من ذوات الألقاب الرنانة وهما سلطانة الطرب منيرة المهدية وكانت لها فرقتها الغنائية والمسرحية الخاصة ، ومطربة القطرين (مصر وسوريا) فتحية أحمد وقد غنت كلاهما لكبار الملحنين بما فيهم سيد درويش نفسه ، وبدأت مع الفرقة الحديثة تقديم حفلاتها على نفس الدور الكبرى التى شهدت حفلات المشاهير عام 1928 أيضا غنت أم كلثوم أول أغنية لها من قالب المونولوج من ألحان القصبجى هى إن كنت اسامح ، وقد لاقت نجاحا كبيرا ، وكانت حتى ذلك الوقت قد غنت له مجموعة كبيرة من الأغانى بدءا من عام 1924 معظمها من كلمات أحمد رامى ، وشهد نفس العام منافسة كبرى بينها وبين محمد عبد الوهاب ليس فقط من حيث الغناء بل من حيث تقديم الجديد الحديث ، ولمحمد القصبجى الفضل الأول فى هذه المنافسة الجديدة بألحانه المتطورة عام 1928 أيضا سجلت أم كلثوم 4 قصائد للشيخ أبو العلا أعقبتها 4 قصائد أخرى عام 1930 أشهرها أفديه إن حفظ الهوى لابن النبيه المصرى ، مقام بياتى ، وحقك أنت المنى والطلب لعبد الله الشعراوى ، مقام هزام ، الصب تفضحه عيونه لأحمد رامى ، مقام بياتى ، وأراك عصى الدمع لأبى فراس الحمدانى ، مقام بياتى ، التى أعاد تلحينها رياض السنباطى لأم كلثوم من مقام الكورد عام 1964 ، وهى قصيدة غناها المطرب الشهير عبده الحامولى فى القرن 19 ولنا وقفة قصيرة عند قصائد أبو العلا ، فقصائد الشيخ قد سبق تقديمها قبل أم كلثوم ولم تكن ألحانا خاصة بها ، وقد كان شائعا فى أوائل القرن العشرين أن يقدم المطربون قصائد بعينها بصرف النظر عن تفرد أحدهم بها ، وكانت المباراة ين المطربين تكمن فى كيفية أداء نفس القصيدة وهنا تظهر موهبة وإمكانيات كل صوت ، أما ما استجد بعد ذلك من تخصيص أغنيات معينة لكل مطرب لا يغنى سواها فقد أدى إلى انعدام هذا النوع من المنافسة القوية وظهور مطربين لا يجيدون غناء أى شيء إلا ما تم وضعه تحديدا لهم حسب إمكانيات أصواتهم ، وإلى أن وصل الحال مع نهاية القرن العشرين إلى دخول غير الموهوبين ميدان الغناء مما أحدث كثيرا من الفوضى الغنائية عام 1930 شهد بداية طفرة كبيرة استمرت حتى عام 1932 فى إنتاج أم كلثوم من حيث كم الأغانى وعدد الملحنين ، فقد قدمت فى تلك الفترة القصيرة أكثر من50 أغنية جديدة ، وغنت فى نفس الوقت لأربعة ملحنين هم محمد القصبجى داود حسنى والشيخ ابو العلا وزكريا أحمد ، ولم يستمر هذا الوضع طويلا فقد فضلت أم كلثوم بعد ذلك الاقتصار على ملحن واحد لفترة زمنية طويلة تنتقل بعده إلى ملحن آخر لفترة أخرى ، ماعدا فترة الأربعينات حيث كانت تغنى للثلاثة الكبار معا ، القصبجى وزكريا والسنباطى ، والستينات التى شهدت تنافسا كبيرا بين ثلاثة أيضا هم محمد عبد الوهاب والسنباطى وبليغ حمدى أم كلثوم تغنى لداود حسنى فى نفس العام 1930 بدأت أم كلثوم التعامل مع الموسيقار داود حسنى الذى لحن لها عشرة ألحان من قالب الدور ، منها شرف حبيب القلب مقام حجاز كار ، البعد علمنى السهر مقام بياتى ، يوم الحنة مقام راحة أرواح ، قلبى عرف معنى الأشواق مقام صبا ، كنت خالى مقام بياتى ، وطقطوقة واحدة هى جنة نعيمى مقام حجاز كار ، وداود حسنى وهو أحد اثنين من أساتذة الموسيقى الأكاديميين الكبار ثانيهما هو كامل الخلعى ، ظهرا قبل عصر سيد درويش واستمرا بعده الشيخ زكريا يلحن لأم كلثوم عام 1931 غنت أم كلثوم لأول مرة من ألحان الشيخ زكريا أحمد اللى حبك يا هناه وهى طقطوقة من مقام الراست من كلمات أحمد رامى ، وفى خلال عامى 1931 و 1932 غنت من ألحانه 15 أغنية منها خمسة أدوار من الأدوار التسعة التى لحنها زكريا لأم كلثوم أشهرها ياقلبى كان مالك مقام راست ، هوه ده يخلص من الله مقام زنجران و إمتى الهوى مقام راحة أرواح أم كلثوم تجرب التلحين عام 1932 أضافت إلى قائمة ملحنيها ملحن جديد هو أم كلثوم نفسها ، فقد قامت بوضع أول لحن لها فى طقطوقة على عينى الهجر ، مقام راست ، وكررت تجربة التلحين مرة أخرى فى مونولوج يا نسيم الفجر عام 1934 لكنها توقفت عن التلحين تماما بعد ذلك ، وربما أدركت من تلك التجربة أنها لن تصل فى التلحين إلى قمة ما ، وتعلمت أن التلحين موضوع مختلف تماما ومن ثم اقتصر نشاطها على الغناء عصر الإذاعة عام 1934 دعت الإذاعة المصرية أم كلثوم للمشاركة فى افتتاح الإذاعة بصوتها فى نفس العام بدأت إقامة حفلات شهرية استمرت كتقليد منتظم لمدة 40 عاما حتى عام 1973 ، وفى تلك الحفلات كانت تقدم أغنياتها الجديدة ، ولاقت تلك الحفلات نجاحا استقطب الجمهور من جميع البلاد العربية وكان فضل الإذاعة كبيرا على أم كلثوم حيث ظلت تنقل حفلاتها الشهرية مباشرة على الهواء فى الخميس الأول من كل شهر فسمعها الملايين فى كل مكان ظهور السنباطى عام 1935 غنت أم كلثوم لرياض السنباطى لأول مرة من كلمات أحمد رامى على بلد المحبوب مقام بياتى ، وقد أدى ظهور السنباطى فى حياة أم كلثوم الفنية إلى مرحلة جديدة فى فن أم كلثوم تقودها ألحانه استمرت لأربعة عقود حتى عام 1973 ، وهو الملحن الوحيد الذى استمر يلحن لها يانتظام دون خلاف أو انقطاع أو مقاطعة ، وكاد طوال الخمسينات أن يكون ملحن أم كلثوم الوحيد ام كلثوم فى السينما عام 1936 ظهرت أم كلثوم فى أول فيلم سينمائى بعنوان وداد قصة أحمد رامى قامت ببطولته تمثيلا وغناء ، تلته خمسة أفلام أخرى قدمت فيها العديد من الأغانى لكبار الملحنين كان آخرها فيلم فاطمة 1947 وهو آخر ظهور لها فى السينما ، والأفلام هى 1936 وداد 1942 عايـدة 1937 نشيد الأمل 1945 سلامة 1940 دنانيـــر 1947 فاطمة من أشهر أغانى أم كلثوم فى السينما عن العشاق سألونى ، مقام زنجران ، سلام الله ، مقام راست ، قوللى ولا تخبيش با زين ، مقام هزام ، وغنى لى شوى شوى مقام راست ، وجميعها من فيلم سلامة ومن ألحان زكريا أحمد وكلمات بيرم التونسى عام 1938 غنت أم كلثوم آخر ما قدمه الشرق من الأدوار الغنائية التى ابتدع قالبها محمد عثمان فى القرن التاسع عشر وهو دور عادت ليالى الهنا لزكريا أحمد مقام بياتى من كلمات أحمد رامى ، ولا يذكر بعد هذا الدور أية أدوار جديدة لها أو لغيرها من المطربين ، وهو أحد تسعة أدوار أبدعها لها الشيخ زكريا أشهرها هوه ده يخلص من الله من مقام الزنجران المقام الذى ابتكره الشيخ سيد درويش و إمتى الهوى مقام راحة أرواح ويضاف إلى قائمة أدوار زكريا لأم كلثوم أدوار داود حسنى العشرة ، أما الملحنين الآخرين فلم تغن لأحد منهم من ذلك القالب عام 1939 قدم رياض السنباطى شيئا جديدا رقيقا لأم كلثوم فى أغنية فاكر لما كنت جنبى من كلمات أحمد رامى على مقام الكورد الشفاف وبدت أم كلثوم فى هذا الرداء الجديد بأداء جديد ، والأغنية ليست من نوع الطقاطيق الخفيفة كما أنها ليست قصيدة وليست من قالب الدور فى شيء ، وبدأت معها سلسلة من أغانى أم كلثوم العاطفية المطولة لكنها حديثة الروح والقالب استمرت بعد ذلك لسنوات طويلة من صنع رياض ورامى ، لكنها لم تكن سهلة التحقيق فقد مرت سنوات قبل أن يقدم السنباطى لحنه الثانى فى تلك السلسلة غلبت اصالح عام 1946 ثم اللحن الثالث ياللى كان يشجيك أنينى عام 1949 ثم يا ظالمنى عام 1951 وجددت حبك ليه عام 1952 إلى آخر السلسلة التى استمرت فى الستينات أيضا ، لم يتوقف السنباطى تماما فى السنوات التالية عن التلحين لأم كلثوم فى تلك الفترة فقد قدم لأم كلثوم ح اقابله بكرة وليلة العيد عام 1940 لكنه بقى بعيدا حتى عام 1945 حين عاد إليها فى فيلم سلامة بلحن أحب القس سلامة ، ثم كان عليه أن ينتظر عاما آخر ليفجر ينابيعه الكبرى الثلاث ، سلوا قلبى ، ولد الهدى ، ونهج البردة من شعر أحمد شوقى ويعود تأخر ظهور سلسلة العاطفية لثنائى السنباطى وأحمد رامى لسببين هامين أولهما أن هذا الثنائى ، على قدرته ، لم يستطع حتى مواجهة التيار الجارف الذى شكله الثنائى الخطير زكريا أحمد وبيرم التونسى اللذبن قادا موجة أم كلثوم لقرابة عقد كامل سيطرا فيه على الساحة الفنية بأغانى أم كلثوم التى اعتمدت على خلفيات موغلة فى الشعبية كلمة ولحنا أكسبتها المكان الأقرب إلى قلوب الجماهير ثانبهما انشغال أم كلثوم بالسينما تمثيلا وغناء من الحان الشيخ زكريا أما تيار الشيخ زكريا – بيرم فقد شكله تنوع من الأعمال العاطفية والدرامية فى سلسلة كلها من أبدع ما أنتجت الموسيقى العربية جاءت أغنية ح اقابله بكرة مقام راست من تلحين رياض السنباطى كاستمرار لنموذج الأغنية الخفيفة السريعة المتطورة لحنا وإيقاعا ، وهو النموذج الذى ابتدعه وبرع فيه محمد القصبجى أما أغنية يا ليلة العيد لحن السنباطى وكلمات أحمد رامى فقد أضحت من معالم الاحتفال بليلة العيد فى الأقطار العربية ، وكتبت أصلا للتهنئة بالعيد قائلة فى مطلعها يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فينا هناك ملاحظة جديرة بالتسجيل فى اعمال أم كلثوم ، فرغم اختلاف الملحنين وتقاسمهم فترات التلحين لها إلا أن الشاعر أحمد رامى كان القاسم المشترك بينهم ، وقد لحن كلماته لأم كلثوم منذ عام 1924 وحتى عام 1972 كل من أحمد صبرى النجريدى ، محمد القصبجى ، داود حسنى ، زكريا أحمد ، رياض السنباطى ، محمد عبد الوهاب ، وسيد مكاوى ، وقد بلغ ما كتبه لها عدة مئات من الأغانى على مدى نصف قرن من الزمان عام 1944 رق الحبيب – محمد القصبجى فى ذلك العام تم الاختراق الأكبر لجدار زكريا – بيرم المنيع الذى أحاط بأم كلثوم من كل جانب على يد الموسيقار محمد القصبجى ، وقد تم له ما أراد ليس فقط فى كسر الحصار بل والتفوق على منافسيه فى رائعته الرومانسية رق الحبيب من مقام النهاوند التى جابت شهرتها الآفاق وربما ساهمت فى إفاقة الناس من الانغماس الشديد فى أجواء التطريب والسلطنة إلى التحليق فى سماء التعبير وارتقاء درجات جديدة فى التطور الموسيقى ، وتعتبر بحق من أفضل كلاسيكيات الموسيقى العربية ، وعشاق تلك الأغنية لا يملون سماعها حتى لو أعيدت عشرات المرات لما لها من جاذبية فى اللحن والأداء وهى قمة فى اللحن والموسيقى الشرقية لا تتقادم رغم مرور الزمن ، وبها صعدت أم كلثوم إلى مكانة أعلى فى الغناء ولم يعد أحد قادرا على اللحاق بها فضلا عن منافستها ورغم ذلك فإن تلك الأغنية كانت ختام ألحان القصبجى لأم كلثوم ، وقيل عن القصبجى فى أسباب توقفه عن التلحين لأم كلثوم بعد ذلك أنه قد نضب فنه ولم يعد قادرا على تقديم ألحان جديدة ، لكنا نعتقد أن هذه تهمة باطلة القصبجى برئ منها تماما ولا يعقل أن من يجود بلحن كهذا تفلس قريحته فجأة عن غير مرض يصيبه فى صميم عقله ونفسيته وهو الملحن الموهوب معلم الأساتذة وسابق عصره فى التطوير والتحديث وقد أشرنا فى مواضع أخرى من هذا الموقع إلى ألأسباب المحتملة لذلك التوقف ، وقد تكون لنا فيه عودة إن استلزم الأمر عام 1946 عام القصائد الكبرى كان 1946عام القصائد الكبرى لأم كلثوم وشهد عودة السنباطى للتلحين لأم كلثوم ، وقد قدمت فيه ثلاث قصائد لأمير الشعراء أحمد شوقى من ألحان رياض السنباطى اعتلت بها قمة جديدة ليس فى الغناء الشرقى فقط بل فى تقديم نفسها كشخصية ثقافية مؤثرة فى العالم العربى ، فقد كانت أصداء شعر شوقى تعبر مسافات كبيرة فى الجغرافيا والتاريخ بسرعة الصوت على موجة صوت أم كلثوم الشجى فتدحل القلوب وتهز المشاعر فقصيدة نهج البردة هى على نمط قصيدة البردة التاريخية فى مدح الرسول الكريم ، وقصيدة ولد الهدى تتحث فى نفس الموضوع أما سلوا قلبى فتتحدث عن المجد العربى الإسلامى بكل فخر واعتزاز كما أنها تدعو للصبر عند الشدائد وتحفز الهمم لاعتلاء قمم المجد القديم وتعزز من شعور الناس بقوميتهم ، ولا شك أن هذه الأفكار قد تلقاها الناس بكل ترحاب بل ساعدتهم على إذكاء روح الانتماء إلى الشخصية العربية الأصيلة ذات الجذور التاريخية العميقة وذات التأثير فى تاريخ العالم كله ، وذلك فى وقت سادت فيه القوى الأجنبية التى احتلت معظم أنحاء العالم العربى وحاولت محو الهوية العربية تماما فى بعض أجزائه عام 1946 شهد أيضا مولد ثانى أغنية عاطفية طويلة لأم كلثوم من ألحان رياض السنباطى الذى تألق ايضا فى هذا الميدان كملحن فذ ، وهى غلبت اصالح فى روحى مقام نهاوند من كلمات أحمد رامى عام 1947 آخر أفلام أم كلثوم قدمت أم كلثوم آخر أفلامها فاطمة فى ذلك العام عن قصة مصطفى أمين وقامت ببطولته تمثيلا وغناء أمام أنور وجدى ، وبه عدد من الأغانى الدرامية ، ولنتوقف قليلا عند أغنية نصرة قوية لزكريا أحمد ولنتأمل صوت أم كلثوم الممتد فى ختام تلك الأغنية لنعرف لماذا يقال عن صوت أم كلثوم أنه معجزة ، إن هذا الختام وحده يكفل لها استحقاق هذه الصفة ، إذ لم يكن باستطاعة أى مطرب أو مطربة أخرى مثل هذا الأداء مطلقا فى تاريخ الموسيقى العربية كله! عام 1947 أيضا غنت أم كلثوم من ألحان الشيخ زكريا احمد أغنيتها الشهيرة الورد جميل وهى لا تزال تذاع لليوم ، وهى أغنية وصفية يصف فيها بيرم التونسى لغة الزهور وألوانها ويقابل فى تأملات فلسفية بينها وبين لغة البشر وتعبيراتهم وتقول كلماتها بعد ذلك العام خلت ساحة أم كلثوم لثنائى رياض – رامى من جديد بعد أن اختلفت مع كل من القصبجى وزكريا أحمد لأسباب مختلفة. عام 1949 قدمت أم كلثوم لحنين من روائع الألحان العربية أحدهما ياللى كان يشجيك انينى ، مقام كورد ، وهى أغنية غاية فى العذوبة تقطر شرقية ، وإن عابها من ناحية الكلمات نموذج المحب الذليل خاصة فى البيت “عزة جمالك فين من غير ذليل يهواه ” ولا شك أن هذا الذل الصريح لم يكتب له الحياة طويلا فى دنيا الفن فى ظل القيم التحررية الصاعدة وكان نموذجا من الماضى بكل المقاييس ، أما لحنا فقد شكلت فى مجملها مع سابقتيها غلبت أصالح وفاكر بما كنت جنبى قاعدة أساسية لما سارت عليه ألحان السنباطى العاطفية لأم كلثوم بعد ذلك إذ أنه لم يخرج كثيرا عن الخطوط العريضة التى وضعها فى تلك الألحان الثلاثة ، وقد أحبت أم كلثوم هذا اللون من الغناء وأصبح أسلوبها المفضل فى الغناء العاطفى لعقدين من الزمان ، ويظهر فى أغانى السنباطى تلك كثير من أساليب محمد القصبجى الذى تأثر به السنباطى كثيرا عام 1949 رباعيات الخيام رباعيات الخيام نقلة نوعية كبيرة فى الأغنية العربية ، فهى أولا تراث مترجم وليس عربى الأصل ، وشاعرها الأصلى هو الشاعر الفارسى عمر الخيام ، لكن يجمع بين الثقافتين الثقافة الإسلامية الواضحة فى المعانى بينما يشترك كل البشر فى نفس التساؤل فى الأبيات لبست ثوب العيش لم أســـتشر وحرت فيه بين شتى الفكـر وسوف أنضو الثوب عنى ولم أدرك لماذا جئت أين المفـر فإن الإجابة بالقطع إجابة إسلامية كما يظهر فى الأبيات إن لم أكن أخلصت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمتــــك وإنمـــــا يشــــــفع لى أننى قد عشت لا اشرك فى وحدتك وقد ترجمها عن الفارسية الشاعر أحمد رامى الذى صاغها فى هيئة رباعيات أى فى مقاطع صغيرة كل منها يتكون من أربع شطرات على قافية واحدة ماعدا الثالثة منها ، وكل مقطع يأتى على نفس النمط ولكن بقافية جديدة ، وهو شكل جديد فى القصيدة العربية أقرب إلى أشكال الزجل منه إلى القصيدة العمودية التقليدية بانضمام هذه القصيدة الفلسفية إلى قائمة قصائد أم كلثوم الدينية لشوقى أصبح لها رصيد ثقافى هائل امتلكت به أدوات الرقى والسمو والترفع عن اللهو ، وأضاف ذلك الرصيد ايضا إلى مكانة الملحن ، وبذلك ضمت قافلة الرواد ملحنا جديدا وميدانا جديدا جعلت للفن والفنانين عموما صورة جديرة بالاحترام ومكانة عالية بين الناس وقد صاغ السنباطى لحن الرباعيات من مقام الراست الشرقى الأصيل ولكنه تنقل بين المقامات على طول القصيدة ، وهى لحنا من أمتع ما يستمع إليه من موسيقى عربية"







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية