قصة الحي الغربي ، أحقاد وعنف ، في رقص وغناء


قصة الحي الغربي ، أحقاد وعنف ، في رقص وغناء

كثيرا ما تناولت أعمال سينمائية أعمالا من المسرح الكلاسيكي ، ولعل من أهم هذه المحاولات ما قدم نقلا عن مسرحيات الكاتب المسرحي الكبير ، وليم شكسبير ، الذي انتقلت العديد من مسرحياته للعديد من المحاولات السينمائية في العديد من البلدان في العالم . لكن ما يمز فيلم قصة الحي الغربي ، أنه مأخوذ عن مسرحية تحمل نفس الاسم عن مسرحية “قصة الحي الغربي” لجيروم روبنز. وهي بدورها مأخوذة عن مسرحية رومية وجولييت . كما يميز الفيلم ، أنه رغم قسوة الأحداث وعالم الجريمة الذي يتحدث عنه ، فقد جاء في إطار موسيقي راقص مليء بالموسيقى والاستعراضات. يعتبر الفيلم منذ وجوده أحد أهم الأفلام الغنائية الإستعراضية ، وقد دخل بالجوائز العشر التي نالها في الأوسكار سجل التاريخ .

" هل يمكن تبني التراجيديات القديمة وإسقاطها على تناقضات العصر الحديث؟ أجاب فيلم “قصة الحي الغربي” إيجابا على التساؤل بتقديمه القصة الجديدة / القديمة، لعلاقة حب قادتها أحقاد المجتمع المحيط بها إلى المأساة؛ فأصبح فيلم “قصة الحي الغربي” الغنائي المنتج عام 1961 من كلاسيكيات السينما العالمية، بعرضه قصة “توني” و”ماريا” وهما شابان وقعا في الحب، منذ لقائهما الأول في حفلة راقصة،

الفيلم تعبير عن صرامة الافكار المسبقة في اميركا الحديثة، واكتشاف الذات الشبابية في مواجهة العالم الحقيقي. من الملاحظات على السيناريو الغياب الواضح لاي من شخوص السلطة الابوية / العائلية، والحضور الشكلي لسلطة القانون، ممثلة بشرطيين احدهما ذو زي رسمي وآخر مدني، يحاولان دائما فصل الشباب عن بعضهم تجنبا للمشاكل، وفي الدلالة الوحيدة لوجود اسرة “لماريا” تحادثهم من خارج النافذة متعللة بامرٍ واهٍ للقاء “توني” كانما ينوّه ان الشباب من دون رقابة لا يستطيع ادارة شؤونه بنجاح، رغم ان تلك الافكار التي تتحكم بتفكيرهم موروثة غالبا ممن سبقوهم.

بقعة مسرحية

بقيت اجواء الفيلم، مسرحية الطابع، من حيث محدودية مواقع التصوير وطريقة ادارة اللقطات، برغم انطلاق مساحة الحركة لضمان التنفيذ الناجح للرقصات.

الجوائز

حاز الفيلم إعجاب النقاد والجمهور، وصُنّف بأنه متميز ثقافيا، ودخل مكتبة الكونغرس لفئة “التسجيل الوطني للأفلام” عام 1997، وهو من أعلى الأفلام الغنائية استقطابا للجوائز؛ إذ فاز الفيلم بعشر جوائز اوسكار، من الإحدى عشرة التي رُشِّحَ لها، العام 1962، هي: أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل ممثل وممثلة ثانويين، وأفضل تصميم ملابس، وأفضل مونتاج وأفضل صوت.

كلف إنتاجه ستة ملايين دولار، وحقق عائدات بلغت 43,700,000 دولار، منذ عرضه الأول يوم 18 تشرين الأول 1961.

تم نقل الأحداث من فيرونا (ايطاليا) إلى نيويورك، وتم تحويل خلاف العائلات في فيرونا، إلى خلاف للعصابات التي تسيطر على نيويورك. حيث المواجهات بين المهاجرين من أميركا الجنوبية وسكان الحي الأصليين.

تجرى الأحداث، هنالك في الحي الغربي من مدينة نيويورك، حيث المزيج بين الأطياف البشرية، السكان الأصليين الذين يفتخرون بأصولهم وأنسابهم، وفي مقابلهم المهاجرون من أميركا الجنوبية، واغلبهم ينطق الاسبانية، أو اللاتينية.

لاشيء يستطيع أن يوقف ذلك الحب، وتلك العلاقة الإنسانية التي لم تعرف الفوارق، والخلافات.

بل أن هذا الثنائي العاشق، يبدأ في التفكير جديا بالهروب وترك المنطقة.. التي لم تعد تصلح إلا للعنف والجريمة.

قصة حب، منذ اللحظة الأولى، محكوم عليها بالفشل.. وإذا كانت عوائل فيرونا - ايطاليا، قد رفضت ذلك الحب بين أبناء طبقتين مختلفتين، فها هي نيويورك، تكرر ذات المعادلة، مع ذات النص، الذي حول الأسر إلى عصابات ذات أصول مختلفة.

وإذا ما أنهى شكسبير روميو وجوليت بالانتحار، فإن فيلم استعراض، قصة الحي الغربي، أنهى تلك العلاقة بالموت.. وهو نتيجة حتمية لخلل في العلاقات الإنسانية.

الفيلم كتبة، ونقصد الكتابة والمعالجة السينمائية لارنست ليهمان وارثر لورنتس، اعتماداً على النص الاصلى، روميو وجوليت.

أما الإخراج فهو من توقيع روبرت وايس مع الاعتماد على جيروم ويتر الذي قام بتصميم جميع الاستعراضات.

يعتبر روبرت وايز، من صناع العصر الذهبي للسينما، بدأ مشواره، حينما استعان به العبقري اورسون ويلز لمونتاج فيلم المواطن كين ومن هناك قدم للسينما عدداً بارزاً من التحف الخالدة، كمخرج، ومن ابرز أعماله صوت الموسيقى 1965، وقصة الحي الغربي 1961 وحرب الكواكب 1979 وعدداً احزن التحف التي رسخت حضوره كمبدع، وحرفي من الطراز الأول.

في دور ماريا، كانت هناك النجمة الجميلة نتالي وود (1938 - 1981) التي تعتبر واحدة من نجمات هوليوود بشعرها الأسود الفاحم وعينيها السوداوين، ومن أعمالها فيلم المرشح والسباق العظيم وغيرها.

بينما جسد شخصية توني. النجم ريتشارد بيمر، وضمن أداء رفيع المستوى، كان حضور ويز تاميلين من خلال شخصية ريف وفي مقابلة جورج شاكيرس والذي بدأ مشواره كمغن وكراقص.. وهو احد العلامات الأساسية في هذا الفيلم، لأسلوبه في الغناء.. وأيضا الرقص الذي يصل إلى حد التوحش.

بلغت كلفة إنتاج الفيلم يومها 6 ملايين دولار، وجمع بعد ثلاثة أشهر من العروض المتواصلة 43 مليون دولار، وهو انجاز في ذلك الوقت.

تم الاستعانة بأكبر عدد من الراقصين الاستعراضين، على صعيد العصابات المنفردة، أو على مستوى المواجهات بين العصابات، مما تطلب أيضا كماً من الأزياء والأحذية والإكسسوارات والسلالم، لاعتماد تصوير المشاهد بين تلك السلالم في عدد من المشاهد الخلفية.

وأمام الإنتاج السينمائي الاستعراضي، لابد من التوقف مع اسم الموسيقار ليونارد برنستون، الذي صاغ لغة موسيقية عالية الجودة، تمتلك تلك الإيقاعات المتفردة، وأيضا المشهديات الموسيقية، التي تحولت إلى فعل استعراضي ثري"

 







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية