أورسون ويلز بمناسبة مئويته الأولى


أورسون ويلز بمناسبة مئويته الأولى

مائة عام مرت على ولادة النجم السينمائي أورسون ويلز . صفة النجم قد تكون غريبة على إطلاقها على مخرج وكاتب ومفكر سينمائي . لأن من المعتاد نعت نجوم التمثيل بها . لكن ويلز إستثناء هنا . كونه قد حقق في فترة زمنية قصيرة نسبيا . قفزات كبرى في فن وعلم السينما في هوليوود والعالم . هو صاحب فيلم المواطن كين ، الذي يعتبر عند كثيرين أهم فيلم في تاريخ السينما العالمية . ومازال يحتل هذه المكانة رغم مرور ما يزيد عن الخمسة عقود على إنتاجه . أورسون ويلز جورج مخرج أفلام ومؤلف وممثل ومنتج أمريكي عمل في مجال السينما والمسرح والتلفزيون والراديو. تميز بصوته المميز وشخصيته القوية وانتاجاته الدرامية الكبيرة ولد عام 1915 وتوفي عام 1985 عدة أفلام فقط استطاع أن يخرجها ، لكن مع قلة هذا العدد ثبت نفسه كأحد أهم مخرجي السينما في تاريخها . عن المواطن كين كتب ناقد مستعرضا نقاشات كبار مبدعي ومفكري العالم بشأنه :

ولد فيلم «المواطن كين« في رأس شاب في الخامسة والعشرين اسمه أورسون ويلز من رغبة جامحة، ولكن من حاجة إلى التعبير عن شخصية عتيقة، متفجرة، شباباً، ومتعطشة. هذه الشخصية مستوحاة من الثري راندلوف هيرسته، الذي رأى في كين قريناً له ويحاول منع عرض الفيلم في الولايات المتحدة الأميركية. بدأ عرض الفيلم عام 1941. لكن الجمهور لم يستسغ كثيراً بنيته . لكن النقد كان أكثر مرونة. وفي فرنسا، وبرغم أن الحرب العالمية في عز اندلاعها، كانت الأمزجة في مكان آخر. عام 1946 يخرج أخيراً إلى الشاشات الملونة. من ناحية، وجد النقاد الشباب أنه فيلم عبقري بينما اتخذ المثقفون موقفاً سلبياً، في كتاب «وجهاً لوجه» لهنري جاغلون، يردّ المخرج على منتقديه. يردّ: كنت أظن أن «المواطن كين» كان سجل نجاحاً كبيراً في باريس، لكن عندما وصلت إلى هناك، اكتشفت أن الأمر غير ذلك. لم يكونوا يعرفون من أنا. لم يكونوا يعرفون شيئاً عن «مسرح ماركوري» وفرقتي، في حين ظننت العكس لأنني كنت أعرف مسرحهم. لم يؤمن عرض الفيلم سوى شهرين، إلا فيما بعد. وكثير من الناس كرهوا الفيلم. والمرة الأولى التي سمعوا به، عندما انتقده جان بول سارتر بعنف.

يقول سارتر منتقداً «المواطن كين»: يمكن أن يكون موجهاً إلى الأميركيين، لكن بالنسبة إلينا، نحن الفرنسيين، فهو ينتمي إلى الماضي لأنه يرتكز على مفهوم سيئ للسينما. فيلم ويلز مروٍ بصيغة الماضي، لكن كما نعرف جيداً فالسينما لا تروى إلاّ بصيغة الحاضر. «أنا الرجل الذي يعانق الفتاة، أنا الفتاة التي عونقت، أنا الهندي المطارد، أنا الرجل الذي يطارد الهندي»، فصيغة الماضي هي نقيض السينما، ولذا ففيلم «المواطن كين» ليس سينما. أورسون ويلز يردّ على سارتر: «هناك لمسة من الاستفزاز في كل قصة. هذه العظمة في كسانادو (اسم الملكية التي كان يعيش فيها بطل «المواطن كين»)، أما سارتر الذي لم يكن عنه أي حس بالسخرية، لم يستطع أن يكون لديه أي حساسية لذلك، القسم الأكبر مما كتب كنقد للمشهد المعاصر، السياسي، وغيره ليس سوى ترهات. لكنه كان رسماً في تلك الفترة. فأصدقائي منعوني من الذهاب إلى «مقهى فيليب»، الذي كان يتردّد بطل الفيلم إليه، وقالوا عندها إن الذهاب لن يكون عملاً مقبولاً: «أعبر الطريق وأذهب إلى مقهى الدوم، حيث يتواجد أشباهك الأميركيين».

على النيويورك تايمز على رغم فجوات في العقدة، والتي يمكن أن تربك، والالتباس الغريب الذي يحيط بالشخصية الرئيسية، ففيلم «المواطن كين» من أكثر الأفلام المدهشة التي شاهدناها منذ مدة طويلة«. التوقيع: بوسلي كروزير. يعلّق أورسون ويلز: «على امتداد سنتين أو ثلاث من عرض الفيلم في نيويورك لم أكن في وسعي الخروج إلى الشارع من دون أن يصرخوا: «هيه، هذا الفيلم ماذا يعني، بالضبط؟ ما معناه؟ وهكذا دواليك دائماً: «هذا الفيلم ماذا يعني؟».. وكان ذلك شبيهاً بما حصل مع مايكل أنجلو وأنطونيوني.

وفي مكان آخر : (هذه ليست سيرة تضاف إلى سير أورسن ويلز الست، فما شرعت فيه ليس رواية قصة حياته بل تفحص القصص التي رواها عن تلك الحياة). بهذه الصيغة، يقتحم بيتر كوزاد تفاصيل حياة واحد من أساطير هوليوود أورسون ويلز. لعل فيلم «المواطن كين» هو إحدى سيره الذاتية المبكرة التي روت سلفاً قصة حياة لم يكد يبدأ في عيشها، أوحتى بطله هاري لايم في «الرجل الثالث» كان صورة ذاتية مهما أبدى سخطه في إنكارها الكاتب، يعمد إلى دحض تصريحات ويلز التي أدلى بها إلى الصحافة، ويعتقد أن كثيراً من تصريحاته تلك قد كانت أكاذيب خالصة. ففي عام 1950، أوجز على عجل مواهبه لصحفي فقال: إنه لا يحب التمثيل بل الإخراج ويتمتع أكثر ما يتمتع بالكتابة، وإن بحوثه ومقالاته الصحفية وأعماله القصصية وسيناريوهات أفلامه التي لم يخرجها، مرشد عديم القيمة إلى دوافعه، والنقاد لا يراجعونها إلا نادراً، ولعل ويلز قد وجد متعة في الحديث أكثر مما وجد في الكتابة، مثله مثل كوليردج. كان ويلز مفسراً جريئاً ولامعاً للأدب أو خالقاً له من جديد، وهو قد اختبر بالآراء أفكاره النقدية عن شكسبير وسرفانتس أو ملغيل ومارك توين أوكونراد وكافاكا ودينيس، إن القصص التي أعاد ويلز روايتها أو طبقها على نفسه، قد عالجت كلها مشكلات عصية على الحل، تناقضات لم يكن ممكناً حسمها بالخاتمة المعدة وفق صيغة معينة، كان له شغف بالملوك المخلوعين والنهايات كان يقول: (النهايات السعيدة التي تسعى إليها لأنك مفرط العاطفة تتوقف على قطع القصة قبل أن تنتهي، إن الكوميديا تنتهي بالزواج والتراجيديا تنتهي بالموت، هذان الخياران هما أمامك).

أورسون ويلز- وقصص حياته - الكاتب: بيتر كونراد - ترجمة: عارف حذيفة - صادر عن وزارة الثقافة - سلسلة الفن السابع في دمشق في 477 صفحة.

فيلموغرافيا : فيلم 1969

• 2. Casino Royal فيلم 1967

• 3. Is Paris Burning? فيلم 1966

• 4. Touch of Evil فيلم 1958

• 5. The Third Man فيلم 1949

• 6. Jane Eyre فيلم 1943

• 7. citizen kane فيلم 1941







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية