في أحد أيام 1914 دخل الضابط البريطاني توماس ادوارد لورنس، المعروف أكثر بلقب "لورنس العرب" إلى بار فندق اسمه "بارون" في وسط مدينة حلب بالشمال السوري، فتناول مقبلات واحتسى ما احتسى، ثم خرج ولم يدفع الفاتورة التي تمر عليها هذه الأيام 100 عام تماما" هكذا تعيدنا شخصية هذا الضابط لواجهة الأحداث مجددا . فحتى بعد موته ، ما زال لورانس العرب صاحب أخبار في صحافة المنطقة على الأقل . كثيرا ما شغلت شخصية لورانس العرب ، بال الكثيرين من العرب ، وهي الشخصية الغريبة ، التي كان لها دور كبير ، في المنطقة العربية ، في زمن إنهيار الدولة العثمانية ، وما كان لهذا الشخص من صداقات وعلاقات سياسية مع العديد من شخصيات العالم العربي حينذاك . لورانس العرب ، شخص ، ولد في ظروف إجتماعية قاهرة بالنسبة له . حيث لم يعرف والده مطلقا ، درس الآثار والشرقيات ، وزار المنطقة العربية مرارا ، إلى أن وظفته المخابرات البريطانية ليكون عينها في المنطقة ، وطاقتها الخفية . ولعب هذا الضابط الشاب دورا هاما في معظم الأحداث التي جرت وقتها ، وكان مطلعا وأحيانا مؤثرا في العديد من الأحداث . إلى أن كانت نهايته الغريبة والمبكرة. حيث سقط من على دراجة يقودها ومات . هذه الشخصية الثقافية والسياسية الهامة ، كانت عامل جذب للعديد من المبدعين ، منهم ، ديفيد لين . المخرج البريطاني الأشهر وقتها . الذي نفذ الفيلم .
المخرج "ديفيد لين" 1908-1991 اعتاد هذا النمط من الفترات بين فيلم و فيلم باعتباره من اكبر المخرجين ذكاءا و حرفية في حرصه البالغ عدم دخول مغامرات سينمائية قبل أن يفكر نهائيا في جدواه واعيا قيمته في اختيار فريق عمله من التقنيين،.
في عام 1962 تتعاون شركة "كولومبيا" مع لين و المنتج البارع "سام سبيغيل" 1901-1985 في حمل القصة الحقيقية إلى الشاشة .
تدور أحداث هذا الفيلم أثناء الحرب العظمى، و ثورة العرب على السلطة العثمانية المتحالفة مع ألمانيا عبر القصة الشخصية لرجل بالغ التعقيد و الذكاء كان صاحب دور فاعل في العديد من الأحداث السياسية الكبرى التي رسمت تاريخ المنطقة العربية لاحقا . .
حصد الفيلم 6 جوائز "اوسكار" من العشرة التي كان قد رشح إليها في عام 1963، و كانت الأولى من نصيب "ديفيد لين"على الإخراج الرائع، وعلى الموسيقى التصويرية للفرنسي "ماورس جارري" 1924-2009، و الجائزة على التصوير الخلاب المذهل للصحراء على كاميرات"70م م" الذي أداره و أشرف عليه واحدا من أكثر المصوريين السينمائيين في الخبرة و التجربة، هذا كان "فريدي يونغ" 1902-1998 ا
ثم جائزة الأوسكار على المؤثرات الصوتية ل "جون كوكس"1920-2005، و جائزة على مونتاج "أني.ف.كوتيس