دائما ما تكون قصص العذاب الإنساني موضع تلقي الجمهور في أقصى حالاتها ، فيتعاطف الجمهور مع تلك الحالات ، فقصص مثل . البؤساء و بائعة الكبريت وطبعا سندريلا . وكثير غيرها عاشت في وجدان الجمهور السينمائي في العالم
اثنا عشر عاما من العبودية ، رواية كتبها مواطن حر أسود من أمريكا في القرن التاسع عشر . سرعان ما صارت رواية شهيرة طبعت مرارا . ثم نفذت في فيلم سينمائي نال الكثير من الرضا والجوائز حديثا .
" قصة حقيقية هزت المجتمع الأميركى، بطلها مواطن أسود حر "سولمون نورثوب"، وقد وُلد فى "مينيرفا" بولاية نيويورك، التى كانت تحظر العبودية فى ذلك الوقت، ثم اختُطِف من واشنطن فى عام 1841 وجرى بيعه فى سوق العبيد، ومن ثم مكث فى ظلام العبودية الحالك اثنى عشر عاماً، حيث امتلكه أكثر من سيد فى مزارع ولاية "لويزيانا" التى كانت تجيز العبودية، تعرض خلالها لعذابات العبودية وإلى أشكال مختلفة من الوحشية والقهر والصراع، كل ذلك من أجل البقاء على قيد الحياة، حتى تم إنقاذه فى عام 1853، وعاد أخيراً إلى أسرته. سجل "سولمون نورثوب" سيرته الذاتية فى هذا الكتاب فى غضون أشهر قليلة من عودته إلى الحرية، بمساعدة "ديفيد ويلسون"، الذى قام بتحرير هذا الكتاب الصادر عام 1853، وقد لاقى الكتاب نجاحا كبيرا ما جعله من أكثر الكتب رواجا فى ذلك الوقت، وحصد فيلم "اثنا عشر عاماً من العبودية" المأخوذ عن قصة هذا الكتاب، العديد من الجوائز، منها جائزة أوسكار لأفضل فيلم للعام 2014. وعلى الرغم من أن أحداث هذا الكتاب تتناول الفترة ما بين عامى 1841 و1853، أى قبل اندلاع الحرب الأهلية الأميركية (1861 – 1865)، فإنها بما تحمله من تفاصيل حول ما يشكله العبيد من ثروات ضخمة فى الجنوب، وتسخيرهم بوحشية فى العمل بالمزارع والصناعات المختلفة، دون أى مقابل أو حقوق، تفسر للقارئ سبب رفض ولايات الجنوب الأميركى الحملة التى شنها الرئيس الأميركى "إبراهام لينكولن"، أثناء الانتخابات الرئاسية عام 1860، لإلغاء نظام الرق، ومن ثم كانت العبودية السبب الرئيسى للحرب الأهلية الأميركية بين الشمال والجنوب، وتعد هذه الحرب الأكثر دموية فى التاريخ الأميركى، وقد انتهت بانتصار الشمال، وإنهاء الرق فى الولايات المتحدة.
شيوتيل ايجفور المرشح لهذ الجائزة تقمص دور “سولومون نروثوب” الذي خطف وأجبر على العمل كعبد في حقول القطن بولاية لويزيانا عام 1841. محنته هذه استمرت نحو اثني عشر عاما.
يقول بطل الفيلم عن تجربته :“عندما خضت التجربة شعرت بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي والتي لا تقتصر على تقمص دور سولومون نورثوب، بل تتعداها إلى الغوص في خبايا العبودية. التجربة كانت جديدة بالنسبة لي لذلك شعرت بالخوف في البداية لكن مع مرور الوقت تحول هذا الخوف إلى احساس بالفخر لأنني ساهمت في إبراز هذه القصة.”
ويضيف:“أعتقد أن القصة تهم جميع الناس، لأنها تتجاوز كل الحدود، حدود العرق والجنس والدين. إنها قصة تتحدث عن إحترام الإنسان مع كل ما يحمله هذا المفهوم من معاني.”
مخرج الفيلم ستيف ماكوين اختار الممثل الألماني مايكل فاسباندر لدور مالك أحد حقول القطن بعد أن تعامل معه في فيلمين سابقين وهما “Hunger” و “Shame”.فاسبندر لم يخف اعجابه الشديد بسيناريو الفيلم وبشخصية سولومون.إذ يقول:“أعتقد أنها قصة جميلة جدا، إنه رجل خارق للعادة، لقد تساءلت إن كانت القصة واقعية، فقد تأثرت كثيرا بنهايتها، لدرجة أن عيني دمعتا. قرأت السيناريو واتصلت على الفور بماكوين وقلت له هل يمكنني أن أكون طرفا في هذه القصة حتى ولو اقتصرت مشاركتي في الفيلم على يوم أو يومين من العمل.”
انتقد المخرج البريطاني ستوديوهات هوليود لعدم رغبتها في معالجه هذه النوعيه من الافلام قائلا:
لقد استمرت الحرب العالميه الثانيه 5 سنوات وهناك المئات والمئات من الافلام التي تتناول هذه الحرب. ورغم ان العبوديه استمرت
400 عام إلا أنه لا يوجد أكثر من 20 فيلما يعالجها, علينا أن ننظر الي هذا التوازن غير العادل وننظر الي هذه الحقبه التاريخيه".
في جعبة الفيلم مئات الترشيحات السينمائية التي حقق منها العشرات . من أكبر المحافل السينمائية العالمية .