لم يشأ محمود ياسين أن يتابع مسيرة حياته في القانون ، وهو التخصص الذي درسه في إحدى جامعات مصر ، وفضل عليه أن يدرس الفن وتحديدا المسرح ويوظف فيه . محمود ياسين كان اسما لامعا في فضاء الفن المصري والعربي ، وصاحب صوت أثير لدى الكثيرين .
" بدأ محمود يس حياته طفلا يحب مشاهدة الأعمال الفنية وأحيانا تقليد بعض الممثلين، كان ترتيبه السادس بين 10 أخوة.
ظل محمود ياسين يحلم بالعمل في المسرح، وتحديدا المسرح القومي الذي كان له صيتا كبيرا في ذلك الوقت، واستغل محمود ياسين فرصة سفره للقاهرة من أجل الدراسة والالتحاق بكلية الحقوق وأنه قريب من حلمه ليبدأ في الاحتكاك به حتى أنه استطاع دخوله قبل تخرجه في كلية الحقوق بعام واحد، واشترك في عدد من المسرحيات، وبعد تخرجه تقدم لاختبارات في مسابقة بالمسرح القومي، وظل ينتظر قرار تعيينه رغم أن ترتيبه جاء الأول ثلاث مرات متتالية، وما زاد الطين بلة هو وصول خطاب تعيينه بشهادة الحقوق وكان الوحيد الذي تم تعيينه في مدينته وكانت تلك ميزة شديدة الأهمية، إلا انه رفض هذا التعيين رغم عشقه لمدينة بورسعيد وقرر انتظار المسرح القومي حتى تم تعيينه بالفعل بعدما وقعت نكسة 67 التي كان لها تأثيرا شديد القسوة والألم على نفوس وطاقات الشباب في هذا الوقت.
بعدما تم تعيين محمود ياسين في المسرح القومي، بدأ بالبطولة في مسرحية (الحلم) من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني ليبدأ عطاء متميز من محمود ياسين على خشبة المسرح وقدم أكثر من 20 مسرحية لعل أشهرها (وطني عكا - عودة الغائب - وقدساه - سليمان الحلبي - الخديوي - الزير سالم - ليلة مصرع جيفارا - ليلى والمجنون)
أما عن دخوله السينما، فلم يكن محمود ياسين مهتما بها وكان يعطي كل طاقته الفنية لخشبة المسرح، حتى قام بدور صغير في فيلم (القضية رقم 68) مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف، ثم رآه المخرج الكبير حسين كمال أثناء عرض مسرحية (سليمان الحلبي) فأعطاه دورا صغير في فيلم (شيء من الخوف) 1969، ورغم اعتراض رمسيس نجيب إلا أن حسين كمال أسند للفنان محمود ياسين بطولة فيلم (نحن لا نزرع الشوك) واستغل محمود ياسين الفرصة جيدا ونجح في الفيلم حتى أن رمسيس نجيب نفسه وقع عقد احتكار معه لفيلمي (الخيط الرفيع – أختي).
بعد نجاح محمود ياسين مع حسين كمال، بدأت مرحلة جديدة وفتحت السينما بابها على مصراعيه للفنان محمود ياسين حتى حاز على لقب "فتي الشاشة الأول" على شاشة السينما في عدد من الاستفتاءات حتى كان مقياسا لملامح الرجل في السينما المصرية فترة طويلة، وظل النجم الأول في فترتي السبعينات والثمانينات.
رغم ارتفاع نجمه في البورصة السينمائية في مصر، إلا أنه كان كثيرا ما يوافق على العمل مع مخرجين في أولى تجاربهم السينمائية، فقام ببطولة أول أفلام على بدرخان (الحب الذي كان)، ومحمد فاضل (شقة في وسط البلد)، ومحمد عبد العزيز (امرأة من القاهرة)، وعلى عبد الخالق (أغنية على الممر)، ومدحت السباعي (وقيدت ضد مجهول)، وأحمد النحاس (الطائرة المفقودة) وأحمد يحيى (العذاب امرأة)، وشريف يحيى (أسوار المدابغ) وعبد اللطيف زكى (خيوط العنكبوت)، والمخرج الفلسطيني غالب شعث في فيلم (الظلال في الجانب الآخر) والدكتور فاروق الرشيدي في فيلم (الفضيحة) وحاتم راضى في فيلم (رجل ضد القانون) وتيمور سرى في فيلم (تصريح بالقتل) وطارق النهري في فيلم (الشجعان)، وإسماعيل مراد في فيلم (اغتيال فاتن توفيق) وأخيرا إيهاب راضى في فيلم (فتاة من إسرائيل).
وعن حياته الخاصة، تزوج ياسين من الفنانة شهيرة التي اعتزلت منذ التسعينات، وكان قد تعرف عليها عام 1969عندما طلبه صديقه مدكور ثابت للعمل في فيلم (صور ممنوعة)، وعندما سأل محمود ياسين عن البطلة أجابه ثابت أنها وجه جديد اسمها "عائشة حمدي" وهي طالبة في معهد السينما بالسنة الأولى، فلم يوافق محمود ياسين حتى يراها أولا، وعندما رآها وجدها فتاة صغيرة في السن لكنها شديدة التركيز في عملها، وبدأ في التقرب إليها والاهتمام بها، وكان يقوم بتوصيلها لبيتها بمنطقة الهرم حتى تقدم لخطبتها بعد انتهاء فترة الحداد على والدها الذي كان توفى قبل أن يراها بفترة بسيطة
مع موجة أفلام الشباب أختفى محمود ياسين تماما عن السينما المصرية ثم عاد مجددا كضيف شرف في عدد محدود من الأفلام (الجزيرة) مع أحمد السقا عام 2007، (عزبة آدم) مع فتحي عبد الوهاب ودنيا سمير غانم عام 2009، وأخيرا (جدو حبيبي) مع بشرى.
وعلى صعيد المسلسلات التلفزيونية قدم ياسين 15 مسلسل منها الاجتماعي ومنها الديني، وأشهرها (العصيان)، و(أبو حنيفة النعمان)، (جمال الدين الأفغاني)، و(سوق العصر)، و(اللقاء الثاني)، ومؤخرا (ماما في القسم) مع الفنانه القديرة سميرة أحمد، والذي قيل أنه الجزء الثاني أو أمتداد لمسلسل قديم جدا قدماه معا في بدايتهما الفنية يحمل اسم (غدا تتفتح الزهور) اشتهر باغنيه (حلوة يا زوبة).
شارك محمود ياسين في عضوية ورئاسة عدد من لجان التحكيم للمهرجانات السينمائية الدولية منها:
- عضوية لجنة تحكيم مهرجان قرطاج السينمائي 1988.
- عضوية لجنة التحكيم الدولية للدورة (18) لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1994.
- رئاسة لجنة تحكيم المهرجان السادس والأربعين للسينما المصرية الذي أقامه المركز الكاثوليكي المصري للسينما عام 1998.
- الرئيس الشرفي للجان تحكيم مهرجان القاهرة الرابع للإذاعة والتليفزيون عام 1998.
- عضو لجنة تحكيم المهرجان القومي الخامس للسينما المصرية عام 1999.
- رئيس لجنة تحكيم بانوراما السينما المصرية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 1999.
- كما اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998، ورئيس شرف المهرجان في نفس العام إلى جانب توليه منصب رئيس جمعية كتاب وفناني وإعلامي الجيزة.
كما حصل على عدد من الجوائز:
- جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975
- جائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980.
- مهرجان السينما العربية في أميركا وكندا عام 1984.
- مهرجان عنابة بالجزائر عام 1988.
- جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتالين 2001، 2002.
اختيرعام 2005 من قبل الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة.