بعد إخراجه أول ثلاثة أفلام مميزة دخل اثنان منهم في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، توقع الجميع ولادة مخرج كبير سيدخل مصاف نجوم الإخراج هو حسين كمال، ولكنه ما لبث أن تحول إلى تيار السينما التجارية، وهو ما لم يقبله الكثير من النقاد والجمهور، فكالوا له الاتهامات بتفضيله شباك التذكر على حساب موهبته وفنه.
وبعد أن قدم كمال «المستحيل» لنادية لطفي عام 1965، «البوسطجي» لشكري سرحان عام 1968، «شيء من الخوف» لشادية عام 1969، رأيناه في نفس العام يقدم «أبي فوق الشجرة» لعبدالحليم حافظ والذي نجح جماهيريًا ولكن النقاد أدخلوه في زمرة الأفلام التجارية التي تعتمد على الغناء والإثارة لتقديم مضمون تقليدي غير مميز، على عكس ما اعتاد في بدايته الفنية.
المخرج المصري ولد في 17 أغسطس عام 1934، وبدأت ميوله الفنية منذ الصغر أثناء تعوده الذهاب إلى دار السينما مع عائلته، وعند بلوغه مرحلة المراهقة وجّه اهتمامه نحو السينما والموسيقى، وحاول إقناع والده بدراسة السينما لكنه رفض وأجبره على دراسة التجارة، وبعد حصوله على دبلوم التجارة المتوسطة من مدرسة الفرير الفرنسية، سافر إلى باريس وحصل على شهادة الإخراج من المعهد العالي للسينما عام 1954.
مجتمع السينما المصرية المنغلق على مجموعة بعينها من المخرجين والمساعدين، فاجأ كمال كثيرًا وأصابه بالإحباط واكتفى خلال هذه الفترة بتصميم ملابس وديكورات فندق هيلتون النيل، حتى جاء افتتاح التليفزيون عام 1960، فقدم أوراقه واجتاز امتحان القبول بتفوق لكونه دارسًا للسينما ويجيد خمس لغات، ثم أُرسل إلى بعثة تدريبية في إيطاليا، اكتسب خلالها الإحساس بطبيعة العمل التليفزيوني، وعند عودته عمل مخرجًا للبرامج والتمثيليات التليفزيونية.
وعلى الرغم من اتجاهه للأفلام التجارية التي تمثلت في: «أنف وثلاث عيون» لمحمود ياسين، «دمي ودموعي وابتسامتي» لنجلاء فتحي، «على ورق سوليفان» لأحمد مظهر، «حارة برجوان» لنبيلة عبيد، «ديك البرابر» لعبدالله غيث، إلا أن حسين كمال لم يتخل نهائيًا عن أفلامه المميزة مثل: «إحنا بتوع الأتوبيس» لعبدالمنعم مدبولي، «النداهة» لماجدة الصباحي، «ثرثرة فوق النيل» لعماد حمدي.
المخرج المصري وقبل وفاته في 24 مارس عام 2003، قدم للمسرح عدة أعمال مميزة مثل: «ريا وسكينة» لسهير البابلي، «علشان خاطر عيونك» لفؤاد المهندس، «الواد سيد الشغال» لعادل إمام