راينر وارنر فاسبندر

الإصدار: العدد مائة و ثمانية عشر

راينر وارنر فاسبندر

تأليف: يان لاردو

ترجمة: رندة الرهونجي
مراجعة: د. جمال شحيد

منشورات وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما /142/

للتذكير فاسبندر قد قام بإخراج أكثر من أربعين فيلماً روائياً طويلاً لكن عشرين منها فقط تم توزيعها في فرنسا، فعمل سينمائي بأهمية وروعة "ساحة ألكسندر في برلين" لم يتم بثه أبداً، من هذا البون الحاصل بين أفلام فاسبندر وانتشارها نتج تحليل لها لم يكن بالضرورة خاطئاً لكنه كان دائماً مختصراً، وناقصاً، وغير دقيق ومصنفاً بسرعة (كما حال كل التصنيفات) ولا يفي بالغرض.
ولد هذا الكتاب من الرغبة في الذهاب داخل أعمال فاسبندر لرؤيتها عن قرب ولمتابعة مجرى تلك الأعمال التي بقي فيها المنطق لغزاً، ومن خلال كتابه، أوجدت لنفسي شروط رحلة كهذه، وعوضاً عن البدء بكتابته انطلاقاً مما كان قد كتب هنا وهناك ومما قيل في هذا المكان أو ذاك، وانطلاقاً من السير التي تناوله أو من التعليقات العلنية، كان علي التشبث بأعمال فاسبندر نفسها وإقرار المبدأ القائل بأن العمل الفني يتضمن سره الخاص، والبحث عن تماسكه في ذاته فقط, فبدأت إذاً قبل القيام بأية أبحاث في الوثائق والمعلومات الموجودة في السير أو غيرها، وقبل أي عمل في المراجع، بدأت بمشاهدة كل أفلام فاسبندر ملزماً نفسي بعدم قراءة أي شيء عنها وممتنعاً عن معرفة أية معلومة عنها. لقد ساعدني في ذلك تنظيم استعادة لكل الأعمال السينمائية لراينر وارنر  فاسبندر. وبفعل مشاهدة أربعة أفلام في اليوم بالترتيب الزمني لها، بدا تماسك أفلامه، ووحدتها وتصميمها على ما تريد طرحه من الوضوح لدرجة تبعث على الدوار.
هذا الكتاب مقسم إلى أربعة فصول كبيرة:
القسم الأول: يدرس الرابط بين أعمال فاسبندر وحياته، وأهمية البعد الشخصي داخل  أعماله.
القسم الثاني: يتناول الدور المركزي لفيلم " ساحة ألكسندر في برلين" وموضوع التوأمة  والبعد الأخلاقي لأعمال فاسبندر.
الفصل الثالث: بشكل بوضوح أكبر البعد الاجتماعي لأعماله وكيف أنه من خلال دمج الأفلام ببعضها وتكرار الشخصيات سنلاحظ تحول عالم فردي إلى تمثيل للمجتمع بأكمله وإلى اختصار للكون كله.
الفصل الأخير: مكرس لجماليات أعمال فاسبندر ولموقعها في تاريخ السينما.
كانت علاقة فاسبندر بمسرح الـ antiteater موسوعة دائماً بمسحة من الضبابية محملة بالازدواجية، فالممثلون الذين، عند وصوله إلى مسرح الـ action – theater عام 1967 توخوا الحذر منه، لم يخطئوا في ذلك، فقد جره هذا المسرح إلى حيث يريد، دون أن يكترث لمعرفة ما أذا كانت اهتماماته تعيق أم تلتقي آمال الآخرين. أذا كان صحيحاً أن المسرح قد علم فاسبندر الكثير على صعيد التمثيل وإدارة الممثلين والإخراج والمرونة الخاصة بأسس العرض التي ترجع إلى طفولته عندما كان يؤلف مسرحيات على مسجل الصوت، فإن المسرح لم يكن يوماً غاية بحد ذاته بالنسبة له: لقد كان، بكثير من التحديد، وسيلة وجسراً، تماماً  كما كان تأهيله كممثل ليس سوى حيلة للوصول إلى الإخراج. ليس هناك أكثر من ذلك، فشغفه بالسينما أقدم بكثير – يرجع إلى طفولته الأولى: فمنذ أن كان في الخامسة من عمره بدأ فاسبندر يرتاد الصالات المعتمة لمشاهدة أفلام الغرب الأمريكي.
في نهاية فيلم "فوضى صغيرة"، الذي يروي حكاية قصيرة عن عملية سطو، عندما يتساءل السارقون الثلاثة كيف سينفقون المال المسروق، يجيب فاسبندر الذي يلعب دور أحدهم بلا أدنى تردد بأنه ذاهب إلى السينما، إن الوظيفة التي أدتها السينما كملجأ وانكفاء على الذات للطفل فاسبندر كمشاهد، عاد وأكد عليها من جديد فاسبندر الناضج كمخرج، أخر ظهور لفاسبندر في أعماله كان في فيلم "سر فيرونيكا فوس" حيث لعب تحديداً دور المشاهد فرانز والتش، مونتير فاسبندر وبطل أفلامه (أي هو نفسه تحت اسم مستعار) التي كان يخفيها في الحياة.
مما لاشك فيه أن كل عمل فني يستمد مادته من حياة مؤلفه ومن محيطه، إن الأمر الاستثنائي حقاً في أعمال فاسبندر، هو قدرته المدهشة على تقديم  توافق دقيق بين صورة لعالم صغير مع تمثيل لمجتمع شامل، وقدرته على تحويل الصورة الواحدة والجانبية إلى صورة مركزية لمجمل المجتمع وللكون بأسره.

الفهرس...
-    مفتتح...
1-    ملك أشجار المغث...
-    أعمال فاسبندر كالعالم مصغر. – تحقق السينما ما افتقدته الحياة....
1-    العائلة الواسعة ووحدة الطفولة...
2-    قصص الحب الجريحة – الرغبة في الآخر – دعارة ومثلية جنسية –جورغوس أو "التيس". غونتر أو "الدموع الحارقة لبيترا فون كانت" – سالم أو "قانون الأقوى". – أرمين أو "سنة الثلاثة عشر قمراً" . إرم أو "شواء الشيطان". – الصديقة الجديدة المفضلة أو "لماذا السيد ر. أصابه جنون قاتل؟".
3-    فاسبندر ومسرح الـ antiteater. مرحلة في الطريق إلى السينما. البدايات في مسرح الـ action theater، مسرح وفوضى: "الرحلة إلى نيكلاشهاوسن".
4-    كوكائين...
2-    الوجوه العشرة لفرانز والتش...
1-    "ساحة ألكسندر في برلين" في جوهر أعمال فاسبندر.....
-    الصداقة الغربية التي جمعت بين فرائز بييركوبفورينهولد...
2-    فرانز والتش وإخوته، قتلة ومتشردون...
3-    "هناك حصاد يدعى الموت".....
4-    علاقة ثلاثية....
5-    التوأم غير الحقيقي. – "شواء الشيطان" أو الأعمال المزدوجة. – "كويريل" أو التوأمة. – "يأس" أو الصنو وظله....
6-    الملاك المبيد....
7-    التقدس....
3-    الكوميديا البشرية...
-    السينما والإغواء البالزلكي، من غريفيث إلى الموجة الفرنسية الجديدة....
1-    لوحة المجتمع...
2-    العود الأبدي – الأسماء، المواقف، الأماكن....
3-    الدمية الروسية أو دمج الأفلام ببعضها....
4-    قانون الأقوى – الذهب والنساء. – القواد – المتعهد، رمز من رموز جمهورية ألمانية الإتحادية....
5-    تدمير الأضعف. – المرأة، النموذج المثالي للمقموع: إيفي، مارثا، نورا، والأخريات......
6-    كل مجتمع يميل في داخله إلى ممارسة مكررة للقمع والظلم اللذين تعرض لهما في الخارج....
7-    أشكال الوعي العمياء– الذاكرة المفقودة للتاريخ وتعلم الديموقراطية – الإشاعة ودوائرها، أو عقدة كاتارينا بلوم.
8-    أشكال الوعي العمياء – الحداد المستحيل – الخمسينات والكبت. – العائدون والناجحون – خيار ماريا براون أو رفض شعب ما لثقافته – سر فيرونيكا فوس أو أشباح  جمهورية ألمانية الاتحادية....
9-    أشكال الوعي العمياء. – ميراث الآباء الملعون – "ساحة ألكسندر في برلين"، و"ليلي مارلين" أو الصعود الحتمي للنازية. "ألمانيا في الخريف" أو عودة المكبوت – "الجيل الثالث" أو تمرد الأبناء.
10-    أشكال الوعي العمياء – "ظل الملائكة" أو القضية اليهودية المحظورة – الجدل الحاد الذي أثارته مسرحية "القمامة، والمدينة، والموت".....
4-    السينما بأسلوب مختلط ومتباين...
1-    مصنع مسرح الـantiteater.....
2-    أعمال تقع عند حدود الكتاب، والصحافة، والتلفزيون، والمسرح، والسينما.....
3-    سينما متأثرة بـ الموجة الفرنسية الجديدة....
4-    سينما متأثرة بـ هوليود والفيلم الأسود. – هوليود والميلودراما – شبح مارلين – الشغف بالمزور...
5-    "قلب السينما الألمانية" فشل بيان أوبيرهاوسين. –فيلم فانديرز، وارنرهيرتزوع، رودولف توميه أو طرق المنفى. – سينمائيو الإشاعة الثلاثة: راينر وارنر فاسبندر، فولكر شلوندورف، وألكسندر كلوغي– هانس يورغنسيبيربيرغووراينروارنر فاسبندر، نظرتان متناقضتان للنازية – نظرية سينمائية للإرهاب....
6-    البديل الإقتصادي للتلفزيون وحرية السينما....
7-    سينما وأدب – "أيفي بريست" – فيلم أصلي- المغزى الذي يبغيه المؤلف...
8-    سينما ومسرح – الفن والمجتمع: الدفاع عن مسرح القسوة.... – سينما الأماكن المغلقة – رمزية الديكورات – فحش الأجساد.....
9-    سينما اللاوعي. "فيرونيكا فوس" فيلم على شكل حلم.... أرث السينما التعبيرية....
10-    سينمائيون الرغبة الثلاثة: ناجيساأوشيما، بيير باولو بازوليني، راينر وارنر فاسبندر....
5-    ملاحق...
1-    بيوغرافيا فاسبندر...
2-    فيلموغرافيا...
3-    الأفلام التي ظهر فيها راينر وارنر فاسبندر كممثل....
 







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية