تأليف: أدريان برونل
ترجمة: مصطفى محرم
من منشورات سلسلة الفن السابع رقم (133)
هذا كتاب كتبه رجل عمل بفنون ومهن متعددة. عمل أدريان برونل بالإخراج والإنتاج والمونتاج وكتابة السيناريو والقصص والمسرحيات. فهو لديه الكثير مما يستطيع أن يقول لنا.
ويتميز قول الرجل بالتواضع والحب والإشفاق والرغبة في أن يستفيد من يريدون أن يضعوا أقدامهم على أول طريق الكتابة للسينما. وهو يعرض ما يقوله في سهولة ووضوح.
إن التجارب هي التي تعلم الإنسان. يتعلم منها أولاً صاحب التجربة ومن ثم يعلم غيره حتى ولو كانت هذه التجربة أو التجارب غير صائبة. فمن الأخطاء نتعلم الصواب. ومؤلف هذا الكتاب لا يخجل أو يخشى في أن يحدثنا عن تجربة فاشلة له حتى نحاول أن نتجنب نتائجها. وهو يحرص على أن يقدم لك الأمثلة الجيدة حتى تتخذها قدوة ومصباحاً ينير لك الطريق أيها الكاتب الناشئ. ويلمس المرء من وراء تلك الأمثلة إتساع ثقافة المؤلف وتبحره في شتى ألوان المعرفة.
كنت دائماً أسعى وأحرص كل الحرص على قراءة السير الذاتية للأدباء والفنانين وأشد ما أحرص عليه ما يكتبه هؤلاء الأدباء وأهل الفن بل حتى الفلاسفة والعلماء عن حياتهم وتجاربهم. واعتدت ألا أترك حديثاً لكاتب كبير أو فنان عظيم يقع تحت يحي إلا قرأته أو استمعت إليه أو شاهدته. وكم كنت في مطلع اهتماي بالفن والأدب أرتاد الندوات المعروفة بأصحابها من الكتاب والمفكرين ولا أجد سعادتي إلا بالاستماع إليهم وتوجيه بعض الأسئلة التي خفيت إجابتها عليهم.
كنت أحلم بأن أكون في يوم من الأيام واحداً منهم. وعندما استطعت أن أضع قدمي على طريق الكتابة والإبداع لم أكف عن هذا الشغف في التسلل داخل أصحاب الإبداع لأنهل منهم ما يقيم أودي في مواصلة الطريق. ولم أحاول أن أجعل الغرور يقهرني ويجعلني أظن أو أتوهم أنني لست بحاجة إلى أحد.
كان هذا الكتاب قد اقتنيته منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً ولم أعرف لماذا لم ألتفت إليه. ربما لأن النسخة التي حصلت عليها لم تكن سليمة وبالية المظهر وقد زال عن غلافها السميك غطاؤه الورقي الذي يعطي نبذة عن الكتاب ومؤلفه. وربما شغلني عن تلك الكتب التي كان أساتذتي في الفن السينمائي يوصونني بقراءتها. ولذلك فإنني أعجب كيف فات عن أذهانهم هذا الكتاب رغم أنني أذكر أن صديق لي قام بعرضه له في مجلة "السينما والفنون"؟ في الحقيقة لم أهتم وكان ذلك منذ عهد بعدي.
وتشاء الظروف أن أعثر منذ وقت قريب على نسخة أنيقة المظهر وقد احتفظت بغلافها الورقي فوق غلافها السميك. فقرأت ما كتب على هذا الغلاف ووجدت أنه أثار في نفسي الفضول في معرفة ما جاء في هذا الكتاب. وبالفعل شرعت في قراءته بل على وجه التحديد في التهامه حتى أنني لم أتركه إلا بعد أن فرعت منه. ووجدت نفسي بعد ذلك أشرع على الفور في ترجمته تاركاً كل ما كان يشغلني من عمل أحصل منه على أضعاف أضعاف ما سوف أحصل عليه من كسب مادي لما أتوقعه من فائدة كبيرة مما سيجنيه القارئ وكونه سيصبح مرجعاً من المراجع السينمائية التي أحاول من حين لآخر أن أزود المكتبة السينمائية بها.
ورغم أنه مضى الكثير من الزمن على صدور هذا الكتاب إلا أن المرء يشعر وكأنه مؤلفة قد كتبه منذ وقت قريب.
رغم أن الغاية الأساسية هي تقديم منهج تمهيدي للكاتب الذي يرغب في القيام بمهنة كتابة السيناريو فإنني أضع في ذهني قراء آخرين من الطلبة الدارسين. وعندي أمل على سبيل المثال أن يكون أيضاً من المفيد للآخرين الذين يكتبون بالفعل للسينما تماماً مثلما أجد أنا نفسي أن أي شيء يكتبونه مفيداً لي. وأتوقع ألا يوافق البعض على نظرياتي ولكن سوف أرحب بردود أفعالهم وقد أستفيد من نقدهم في الطبعات القادمة. ومن المؤكد أنني أضع في حسباني الألاف العديدة من صناعة الأفلام من الهواة الذين يكونون المجال الأكثر قيمة في تطور صناعة السينما. وهؤلاء الذين لم أكتب لهم عن إدراك وهو جمهور السينما المتزايد في المعرفة فالعديد منهم في جمعيات الفيلم الحريقة عن تعلم كل شيء عن السينما. وهناك أبعد من ذلك مجموعة خامسة من القراء الجادين الذين لا يهتمون بالضرورة بفن الإنتاج السينمائي ولكنهم حريصون من تعلم بقدر ما يمكنهم صناعة الأفلام السينمائية –أصحاب التحويل- وهم رؤساء شركات التأمين والمحاسبية وآخرين مهتمين بالجانب المادي للإنتاج السينمائي.
طرحت، حديثاً، واحدة من أكثر نقادنا تميزاً سؤالاً على نفسها في إحدى الصحبك هل بعد كل ذلك نعتبر السينما فن؟. أنا نفسي بعد أن قمت بإنتاج أفلام سينمائية لسنين عديدة وصلت إلى سؤال مختلف تماماً: هل صناعة الفيلم السينمائي بعد كل ذلك عملية صناعية؟. إن الاتجاه اليوم هو أن ننظر إليها على أنها كذلك ونطبق عليها القواعد التي تحكم أي صناعة عادية.
يا للحسرة فقد تجعل الحياة أكثر بساطة لمنتجي السينما إذا كان هذا ممكن. ولكن مادتنا الخام الأساسية هي العقل المبدع وقدر من المراوغة لا يمكن الإمساك به ومدد أكثر قلة من أي مادة خام أخرى.
هذا يجعل كاتب السيناريو الجيد يستحق وزنه باليورانيوم. إن أدريان بورنل في تقديمه لهذا الكتاب وتشجيعه لدماء جديدة في كتابة السيناريو لا ستوديوهاتنا فإنه بذلك إنما يحضر للحصول على سلعة غالية ويستحق إمتناننا. وفي وقت ما عندما أصبحت الأفلام البريطانية تنال إعجاب العالم فكان ذلك أساساً بفضل هذا المدد الحيوي.
أما بالنسبة للمؤلف فقد يكون غالباً من الوقاحة أن نركز على مؤهلاته. فإن لديه معرفة عملية عظيمة عن الإنتاج السينمائي ويأتي بأحكام رشيدة بالنسبة لأدائه عن أي ركن من أركانه. فإنه نفسه أنتج وأخرج وكتب أفلاماً وقام بعمل مونتاج لها وأنا أعلم أنه في وقت ما إنقلب إلى مصور من أجل أن يحتفظ بتسجيل مرئي لطفولة ابنه كريتسوفر. إنني سعيد بأن أقدم الكتاب كوثيقة للذين يريدون أن يكتبوا للسينما... ولكن أكثر من هذا فيما يسمى بالعمل التقني فإن مستر برونل لا يستطيع أن يتخلى تماماً عن خلفية حماسه الكبير للإنتاج السينمائي ككل. فهذا الحماس يثير العدوى ويلقي لوناً على الكتاب بحيث ينجح في كونه كتاباً ممتعاً وتعليمياً في نفس الوقت. إقرأه وفكر إن لم تكن توافقني.
فهرس
- مقدمة الترجمة...
- مقدمة المؤلف....
- تقديم......
- الفصل الأول: تعلم كتابة الأفلام السينمائية....
- الفصل الثاني: اختيار الموضوع....
- الفصل الثالث: الأصالة ....
- الفصل الرابع: شكل قصتك....
- الفصل الخامس: الموقف العملي بالنسبة للمعالجة واختيار الموضوع....
- الفصل السادس: أهمية المعالجة....
- الفصل السابع: الفصول ....
- الفصل الثامن: سيناريو التصوير....
- الفصل التاسع: الحوار ....
- الفصل العاشر: تحليل المعالجة وسيناريو التصوير....
- الفصل الحادي عشر: كيف تقدم مخطوطك ....
- الفصل الثاني عشر : اختيار العنوان....
- الفصل الثالث عشر: اجتماعات السيناريو ومراجعة تطوير وضع الكاميرا ....
- الفصل الرابع عشر : مرة أخرى اختيار الموضوع....
- قاموس المصطلحات المستخدمة في صناعة السينما.