التركيبات المختلفة للإضاءة Setup Variations


التركيبات المختلفة للإضاءة Setup Variations

 

 

 

بعد فهم مصادرالضوء والثلاث مواقع للإضاءة من المهم أن نتعرف على أهم التركيبات المختلفة للإضاءة : الإضاءة الأمامية : Frontal Key حين يوجه المصدر الرئيسى للضوء key light أمام الموضوع الذى يتم تصويره، يمكن أن تظهر ظلال الوجه في ثلاث اتجاهات , فإما أن تكون مستوية على وجه الممثل ، أو بعيدة عن الكاميرا، أو في اتجاه الكاميرا . مستويةعلى الوجه بعيدة عن الكاميرا فى أتجاه الكاميرا ولا يظهر هذا الاختلاف واضحا، خاصة في اللقطات الواسعة wide shots حيث يحتل الموضوع الذى يتم تصويره حيزا ضيقا داخل الكادر. أما في اللقطات القريبة close shots فيظهر الاختلاف واضحا بشكل كبير ويؤثر على كيفية ظهور الموضوع ، لذا يجب أن يُؤخذ ذلك في الاعتبار عند تصميم الإضاءة. وغالبا يسهل التحكم في اتجاه وقوع الظلال على الوجه، حيث أن إستدارة خفيفة من الممثل يمكن أن تؤثر بشدة على اتجاه الظلال على وجهه. وبمقارنة التأثيرات المختلفة لاتجاهات الظلال على الوجه، يتضح أنها تضاعف الحالة المزاجية للمشهد حين تقع الظلال على الوجه في إتجاه الكاميرا، وعادة ما تستخدم تلك الإضاءة في المشاهد ذات الإضاءة الخافتة. أما حين تكون الظلال مستوية على وجه الممثل عندها تصبح الصورة غير مٌرضية ، حيث تظهر تموجات الظلال مع الإضاءة في أقل وضوح لها. وبالرغم من ذلك، يكون لذلك النوع من الإضاءة استخداماته الخاصة به، خاصة لإظهار جمال بعض البطلات . الإضاءة التبادلية : Kicker وهى نفس الإضاءة ذات الثلاث مواقع , ولكن يتم فيها وضع إضاءة الخلفية Back Light في اتجاه معاكس تماما للإضاءة الرئيسية key light . ولهذا السبب يسمى هذا النوع من الإضاءة بالإضاءة التبادلية Kicker . فهى تعتبر إضاءة خلفية عادية، حتى يستدير الممثل فيواجهها، فتتحول في تلك الحالة إلى إضاءة رئيسية ، وتصبح الرئيسية حينئذ خلفية . وبمعنى آخر يحدث تبادل في الأدوار بين الإضائتين. ولذلك يجب ان تكون درجة الإضاءة التبادلية مساوية أو قريبة للرئيسية وحين تستخدم الإضاءة التبادلية كإضاءة خلفية يفضل خفض كثافتها قليلا عن الإضاءة الرئيسية لتعويض تأثير اللمعان على الوجه.

ومن التجهيزات المتنوعة الرائعة للإضاءة وضع الإضاءة الرئيسية key light والتبادلية kicker مقابل بعض ووضع إضاءة ملئ الفراغات fill light بينهم ليظهر في هذه الحالة تأثير ضوء خفيف ومظلم في نفس الوقت . ويظهر ذلك التأثير بوضوح خاصة مع لقطات الشخصين two shots حيث يحدث غالبا تبادل في الأدوار بين الإضاءة الرئيسية وتلك الخلفية. الإضاءة الجانبية: Side Key حين تأتى الإضاءة الرئيسية من جانب الممثل يؤدى ذلك إلى خلق تأثير غريب نوعا ما على الوجه، حيث يتم تقسيم الوجه إلى نصفين بواسطة الخط الفاصل بين الضوء والظل. ويمكن تجنب ذلك التأثير عن طريق تغيير وضع الممثل بحيث لا يكون الخط الفاصل على منتصف الوجه.

ويمكن أيضا استخدام إضاءة رئيسية جانبية هادئة للحصول على تأثير يدمج بصورة تدريجية بين الضوء والظل. وبسبب تأثيره الغريب على الصورة، تستخدم تلك الإضاءة لهدف معين، أو للرغبة في تكوين تأثير بصري معين. إضاءة الخلف : Rear Key وهنا يوضع مصدر الضوء الرئيسى key light بزاوية 45 درجة خلف موضوع التصوير، مع وضع إضاءة الملئ fill light فى الأمام . وهو ما ينتج كثير من الظلال في اتجاه الكاميرا, ولذلك تتطلب هذه الإضاءة عناية خاصة عند وضعها , فقد ينتج تأثير غير جذاب لظلال الأنف عندما تسقط الإضاءة على وجه الممثل .

وتحل تلك المشكلة بإحدى الطريقتين: 1- تغيير وضع الممثل بحيث يصبح الوجه واضحا بواسطة الإضاءة ملئ الفراغات fill light. 2- يمكن تغير زاوية الإضاءة الجانبية بحيث تتجه ظلال الأنف إلى أسفل فيتكون مثلث من الضوء والظل أسفل العين. وهو ما يخلق صورة مقبولة لظلال الأنف. في لقطات الشخصين two shots وجها لوجه لرجل وامرأة، يفضل الكثير من مديري التصوير أن يضاء وجه المرأة بواسطة الإضاءة الأساسية key light وأن يضاء وجه الرجل بإضاءة ملئ الفراغ fill light. حيث يضيف ذلك جمالا لوجه المرأة أمام زاويا الكاميرا ويعطي بريقا جذابا مع الزوايا العكسية. كما انه يخفى ظلال الأنف الغير المرغوبة على وجه الرجل. الإضاءة العابرة : Cross Key هنا يتم وضع مصدرين من الضوء الرئيسى key light بجانب بعضهما وبزاوية 45 درجة لكلا منهما خلف موضوع التصوير. كما يتم وضع مصدر إضاءة ملئ fill light موزعة أمام الموضوع.

وأحيانا يتم استخدام مرآة عاكسة لإحداث تأثير إضاءة الملئ الأمامية، باستخدام الأضواء الساقطة من الإضاءة الأصلية . ويسمى ذلك النوع من الإضاءة باسم "الإضاءة العابرة Cross Key" لأن الضوء يعبر الموضوع. ويستخدم ذلك النوع من الإضاءة في اللقطات الجماعية. حيث تستخدم إضاءة الملئ fill light الأمامية لإضاءة وجوه الممثلين، فى حين تستخدم الإضاءة الخلفية لتكوين هالة ضوئية جذابة على حواف الوجوه، بغض النظر عن الاتجاه الذي ينظرون إليه . ويمكن أن تأخذ الإضاءة الأساسية ألوانا مختلفة، في مواقع تصوير معينة كأماكن السهرات، وذلك لخلق جوا نفسيا عاما. الإضاءة العلوية Overhead Key يستخدم ذلك النوع من الإضاءة لتقليد مصدر الضوء المفترض تواجده ، كتلك الإضاءة المستخدمة في صالات البلياردو. حيث ينتج عن ذلك شكل مميز، تتكون فيه ظلال كثيفة أدنى الوجه ويصبح من الصعب رؤية العينان وتكون خطوط الوجه في غاية الوضوح. ويمكن زيادة هذا التأثير باستخدام إضاءة أمامية موزعة، إذا ما رغبنا في ذلك. ففي فيلم "الأب الروحي" أستخدم مدير التصوير إضاءة علوية مع أقل قدر من إضاءة ملئ الفراغ. فأحدثت الظلال العميقة والعيون الخفية نظرة مخيفة تتناقض بشكل جيد مع احتفالات الزفاف الحادثة خارج المكان.

الإضاءة المتعددة : Multiple Keys يؤدى استخدام مصدر إضاءة واحد إلى حدوث كثير من التموجات الضوئية حين تتغير حركة الممثل بدرجة كبيرة. ويتطلب ذلك قدرة على التحكم في درجة الإضاءة للتعويض عن تلك الحركة. ويصبح استخدام مصادر إضاءة متعددة طريقة أكثر عملية، حيث يستخدم مصادر ضوء مختلفة لإضاءة كل جزء من الحركة داخل موقع التصوير. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار هنا إمكانية تقاطع الإضاءة الآتية من المصادر المتعددة. ففي مشاهد الإضاءة الخافتة، لا يتقاطع الضوء، ولكن تتكون بقع مميزة من الضوء تفصلها مساحات ظلال واسعة. ويمكن للممثلين التحرك في تلك المساحات المظلمة. أما إذا كانت الإضاءة قوية، فيمكن أن يتقاطع الضوء ويخلق فجوات ضيقة فيما بينه يمكن تجنبها بإضاءة ملئ الفراغات fill light.

ويمكن استخدام الإضاءة المتعددة المصادر لإضفاء نوع من التنوع والإثارة على الخلفيات المسطحة. فمثلا يمكن توجيه كتلة من الضوء على الممثل حين تكون هناك خلفية مظلمة. وبالعكس يمكن عدم استخدام إضاءة، أو إضاءة خفيفة إذا ما كانت الخلفية مضيئة. مساحات الظلال : Shadow Areas يمكن استخدام مساحات الظلال لإضافة جو عام على الصورة وللتأكيد على تكوينها، وهو ما يتغاضى عنه دائما. ويمكن أن تكون مناطق الظلال كتلة متكاملة، أو أن تقسم إلى أشكال متكررة. والأخير يطلق عليه مؤثر الكعك Cookie Effect.

ويمكن أن تستخدم الظلال مع موضوع التصوير أو الخلفية. فمثلا يمكن استخدام الظلال المائلة على رأس موقع التصوير، لإضفاء التوازن على تكوين الصورة. أو أن يسير الممثل داخل ظل رأسي لبعث نوع من الإثارة في الصورة. كما يمكن استخدام مناطق الظلال في مشاهد الإضاءة الخافتة والقوية على السواء. وتصبح في الأولى مناطق الظلال أقل كثافة، وتستخدم لتحسين التكوينات السطحية. الضوء المنعكس : Bounce Lighting وهو الضوء المنعكس المستخدم لتوضيح موضوع التصوير. ويمكن أن يكون السطح العاكس إما سطح غرفة أو حائط أو عدة عوارض خاصة بانعكاس الضوء. ويجب أن تكون تلك الأسطح العاكسة بيضاء اللون وإلا تغير لون الإضاءة. وحين ينعكس الضوء مباشرة من فوق الممثل أو من محور الكاميرا، ينتج عن ذلك صورة مستوية بلا تموجات الضوء والظل. وفى هذه الحالة يمكن أستخدامها كإضاءة أمامية لملئ فراغات تركيبات الإضاءة العادية أو كإضاءة هادئة لإعطاء نوع من السحر والأثارة . ويتأثر موضوع التصوير بالظلال حين يُعكس الضوء من زاوية 45 أو أكثر، ويظل محافظا على طبيعته الخافتة. ويمكن في هذه الأحوال استخدام الإضاءة المنعكسة كمصدر أساسي للضوء.

وفى مواقع التصوير الخارجية، يمكن عكس ضوء الشمس على موضوع التصوير، مثله مثل الإضاءة الأساسية أو إضاءة ملئ الفراغات بحسب طبيعة الموقف نفسه. ويمكن التحكم في درجة كثافة الضوء بتحريك السطح العاكس إلى الأمام أو الخلف. الإضاءة المتاحة : Available Light في بعض الأحوال، تكون الإضاءة المتاحة في المكان مقبولة أو حتى مفضلة للتصوير. فيمكن أن يكون ضوء الشمس الطبيعي الآتي من النافذة خير مصدر للضوء. وتكمن المهارة هنا هي في التحكم في إضافة ضوء ملئ الفراغ وتنظيم اتجاهه ودرجاته. فمثلا يعطى تأثيرا جيدا للصورة استخدام مصدر الضوء الطبيعي كخلفية لموضوع التصوير، فيظهر الموضوع واقعا في الظل قليلا، مع عدم استخدام أو حتى استخدام القليل من الإضاءة الأمامية الموزعة.

وبعد إدخال الضوء الأساسي، يمكن بعد ذلك ضبط زاويته وكثافته ولونه. فمثلا في حجرة معيشة بالليل، يمكن أن يكون مصدر الضوء من أباجورة على الطاولة ، عندها يجب أن تكون زاوية الضوء الرئيسي عند مستوى عين الممثل وتكون درجة كثافته قوية ولونه مائلا إلى البني المصفر. أما لو كان من المفترض أن يكون مصدر الضوء هو ضوء القمر مثلا ، فستكون كثافة الضوء خافتة ومن زاوية عالية ويكون اللون مائلا إلى الزرقة. وتؤثر تلك العوامل، بالإضافة إلى حركة الممثل وطبيعة موقع التصوير على اختيار طبيعة مصدر الضوء المفترض وجوده .

 
 

 

  •  

 







مواقع صديقة

 

آفاق سينمائية

مجلة إلكترونية أسبوعية